
10/02/2022
القصة الاولي: "لا تعاني بصمت"
"ما الذي أفعله أمام كل هؤلاء. أجرِ! أجرِ الآن…".
هكذا افتتحت المنتجة نيكي وِبر آلِن التي تُعرّف نفسها بـ"محطمة وصمة العار" حديثها في إحدى محاضرات TED قائلةً إن "الصوت الذي يتحدث هو صوت قلقها". صوتٌ يرافقها دوماً وإن كان كلّ شيء على ما يرام، موضحةً أنه "الخوف" من حدوث أمر سيىء، كما لو كان جرس إنذار يرنّ دائماً.
روت آلِن تشخيصها باضطراب القلق والاكتئاب منذ بضع سنوات، واصفةً إياهما بـ"المرضين النفسيين اللذين يترافقان عادة"، ولكنها لم تُخبر أحداً بهما لتمثيلهما "ضعفاً في الشخصية كما يعتقد معظم الناس في مجتمعها"، قائلةً: "لم أكن ضعيفة، حققت إنجازات كبيرة، من بينها حصولي على درجة الماجستير في الإعلام وفوزي بجائزتي إيمي (Emmy Awards) بسبب جهدي. فقدتُ اهتمامي بأشياء كثيرة، بصعوبة كنت أتناول طعامي، عانيتُ كثيراً الأرق، وشعرتُ بالعزلة. ولكن، مكتئبة؟ حتماً لا، لست مكتئبة!".
شعرت آلِن شعوراً غريباً هو أنه "لا يحق لها" أن تكتئب، كونها تعيش "حياة مرفهة مع أسرة محبة ولديها مسيرة مهنية ناجحة"، وما يزيد من "شعورها بالعار" حسب تعبيرها تجاه التشخيص كان: "كيف أشعر بالاكتئاب بعد كل ما مرّ به أسلافي في هذا البلد، لكي أتمكن من العيش بأحسن حال؟ كيف لي أن أخذلهم؟".
بقيت آلِن في حالة إنكار حتى هاتفتها والدتها وأخبرتها بانتحار ابن شقيقها بول (22 عاماً) المقرّب منها والذي لم يخبرها يوماً بمروره بصعوبات، أو بحالة نفسية تؤثر عليه. تقول: "لم يكن لدي فكرة أنّه يمر بمثل هذه المعاناة. ولم يتحدث أحدنا إلى الآخر عن معاناته إطلاقاً. وصمة العار والخجل أبقتنا صامتين".
ونقلت آلِن عن صديقة لها قولها "قوّتنا تقتلنا"، مشيرة إلى التظاهر بالقوة. وبعدما قررت مواجهة مرضها، تؤكد آلِن أن "امتلاك المشاعر ليس علامة ضعف بل يدلّ على أننا بشر، وعندما ننكر انسانيّتنا، نشعر بفراغ داخليّ، باحثين عن طرق للمداواة الذاتيّة لملء الفراغ. دوائي كان إنجازاً عظيماً".
وأنهت حديثها بالقول إنها "ستبقى دائماً نادمةً على أنها لم تستطع مساعدة ابن شقيقها. لكنها تأمل أن يتعلّم أحد من قصّتها… أن يطلب المرء المساعدة حينما يصبح حمله ثقيلاً عليه".
الفيديو من علي مسرح TED
https://youtu.be/shG0ezBeeJc
#ڤيثرابيست