08/12/2024
فتح باب العيادة وظهرت طفلة صغيرة جميلة تبدو عليها علامات التوتر والانزعاج الشديد. تتوسط سيدتين الأولى شابة عشرينيه والأخرى سيدة مسنة تدفعانها للداخل رغما عنها وقد ارتفع صوتها بالبكاء والرفض وبعد محاولات من المقاومة رضخت الصغيرة للأمر ولكن لم تتوقف عن الحركة والبكاء وبدأت الأم بالحديث واظهار العلاج السابق عند أطباء آخرين .الطفلة تعاني من حكة جلدية شديدة وطفح جلدي لا يستجيب للعلاج .وبعد مراجعة العلاج وطريقة تناول جرعاته تأكدت من صحته وجودته وبدأت أراجع معها التعليمات الخاصة بمرضى الحساسية وتبين لي التزامها الجيد بها وكعادتي أؤجل السؤال عن العامل النفسي لأخر اللقاء بعد استبعاد كل المهيجات المادية في الطعام والشراب وغيرها ..وما أن سألت عن تعرضها لأي أسباب أثرت على نفسيتها بالسلب خلال الفترة السابقة حتى نظرت الأم والجدة لبعضهما البعض وبدأت الجدة بالحديث لتخبرني أن الأم نقلتها إلى حضانة جديدة ومنذ ذلك الوقت وهي تعاني من هذه الحكة العنيدة التي تؤرق مضاجعهم جميعا ..وصفت لهم العلاج اللازم ونصحت الأم بمزيد من الاهتمام بالصغيرة والحديث واللعب معها لفترات أطول واقترحت عليها الخروج للتنزه .بعد أسبوع فتح باب العيادة وظهرت الطفلة الجميلة بيد والدتها وهي هادئة وترتسم على شفتيها ابتسامة بريئة قالت والدتها عملت بنصائحك واصطحبتها في يوم كامل الى النادي والحمد لله شفيت الصغيرة.
الحكة الجلدية من الأمراض الجلدية الشائعة والتي تؤثر سلبا على جودة الحياة اليومية بشكل عام
العامل النفسي من العوامل المؤثرة في كثير من الأمراض الجلدية وقد يكون هذا العامل مصاحبا على الأقل لما يقرب من ٣٠% من الامراض الجلدية وللأسف يغفله الأهل في كثير من الأحيان