
06/05/2025
#منقولة... عجبتنى اوى
ابويا كان بيعاقبني وانا صغير بطريقة غريبة،، كنت كل ما أغلط غلطة يشوف إنها تستحق العقاب كان بمنتهى الهدوء ياخدني على الأوضة اللي فوق السطوح..
أول مره شالني فيها على فوق كان عندي سبع سنين تقريبا،، وقتها كنت بحاول أصرخ وأقاوم وابكي طول ما كنا طالعين ع السلم لكن صريخي وبكايا ماكانش ليه أي تأثير بالنسبة له،، كان محتفظ بهدوء وبرود عجيب وبيتقدم بخطوات ثابته،، غالبا كان فاكر إن دي طريقة تقويم وتربية مثالية..
ولما وصلنا السطوح وأثناء ما كنت لسه بعافر عشان يسيبني مش عارف ليه إسترعى إنتباهي قرص الشمس الأصفر وهو بيرحل عن الأفق الواسع،، يمكن شد انتباهي عشان عرفت إن إحنا خلاص داخلين على الليل ودا في حد ذاته كان مزوّد رعبي..
فحطني في الأوضة اللي ماكانش فيها نور ومافيهاش الا سرير وبس وسابلي إزازة مياة وقفل عليا بالقفل من بره ونزل على شقتنا..
كنت ساعتها بنتفض من الخوف وانا عمال أصرخ وأخبط على الباب بإيديا وأنده على أبويا وأنا مستنيه يرجع..
ماكنتش مصدق إنه هيسيبني كده لكن لما مر وقت طويل ومارجعش سيبت جسمي ينهار جنب عقب الباب وفضلت أبص على بصيص النور البسيط اللي متسرب من خلاله عشان أتونس بيه مع صوت نهنهة ونحيب وبكا طالع بخوف مسيطر على كل حتة في جسمي
والأصعب إن كل ما كان الوقت بيمر كان بصيص النور بيبهت لغاية ما اختفى لما الليل استحكم..
وقتها كانت أكتر حاجة مضاعفة خوفي هي صدى صوت نحيبي اللي كنت بسمعه أو بتخيله وهو بيتردد في أركان الأوضه الضلمة،،
وصوت الخطوات اللي بسمعها ماشية على السطوح كل شوية واللي لما كنت أسمعها كنت أرجع أخبط تاني ع الباب عشان اللي بره ييجي يفتحلي لكن كان صوت الخطوات بيختفي بمجرد ما أبدأ أخبط ع الباب
ويرجع من تاني بعد شوية وسط صوت نحيبي وبكايا اللي بيطلع مني واللي بيتردد حواليا فارجع اخبط ع الباب فيرجع صوت الخطوات يختفي من تاني ..
لغاية ما تعبت وسقعت من القعدة على الأرض الباردة اللي كانت مزوده إرتجافاتي،، ومن صوت الخطوات اللي بيزاولني كل شوية فزحفت ببطء ناحية السرير وطلعت مددت جسمي عليه وسحبت البطانية غطيت جسمي كله وراسي بيها...
كان نفسي وقتها يغمى عليا وماحسش ولا اسمع أي حاجه حواليا لكن فضلت انتفض طول الليل وسط غفوات بيختلط فيها النوم بالصحيان والواقع بالخيال...
وشوش محروقة زلازل حرايق جثث أشباح تعابين وصوت الخطوات
لغاية ما طلع النهار وانا مبلل هدومي والسرير اكتر من مره وشوفت النور رجع يتسلل من تحت عقب الباب..
فروحت قعدت جنبه لغاية ما وقت أذان الضهر سمعت صوت قوي لخطوات على السطوح بتقرب على الباب لغاية ما انفتح ولقيت امي قدامي
ماكنتش قادر اقوم وقتها من مكاني وجسمي كله لسه بينتفض فقعدت جنبي وخدتني في حضنها وقت كبير لغاية ما هديت وبعدها اخدتني ونزلنا لشقتنا
من غير ماتحلف انا كنت عارف ان مافيش في ايدها حاجه،، وان ابويا مادام اخد قرار فماحدش هيقدر يحوشه...
غيرتلي هدومي وقعدت جنبي على سريري تسقيني مايه بلمون وفضلت جنبي لغاية ما روحت في النوم عشان اصحى المغرب مع صوت فتحة باب الشقة ووصول ابويا من تحت..
فقمت انتفضت في مكاني لغاية ما فتح باب أوضتي عليا وقال لي اطلع عشان نتغدى
ماكنتش قادر ابص في وشه ولا اكلمه لكن عدت الايام وبدأت أحاول انسى واحاول ماغلطش تاني لكن للأسف غلطت..
ماهو مافيش طفل مابيغلطش
وكان عقابي بنفس الطريقة بنفس الفزع بنفس الرعب...
لغاية ليلة العقاب الرابعة أو الخامسة مش فاكر تحديدا لكن اللي فاكره إني كنت طالع معاه السلم من غير مقاومة وصريخ كنت طالع معاه بهدوء لكن ماكنتش قادر احبس دموعي اللي كانت بتنزل لوحدها واحنا طالعين على فوق..
كان إحساس القهرة وقتها هو اللي غالب على إحساس الخوف،، كان البكى الهادي بيحرق في روحي اكتر من الصريخ..
حتى لما قفل عليا الأوضة ماقعدتش أخبط وانده عليه وروحت قعدت على طرف سريري وانا ببكي بهدوء لما حصلت حاجه غيرت مصير حياتي كلها من بعدها
حسيت بصوت خطوات جوه الأوضه فانتبهت ووقفت بكا حتى النَفَسْ قطعته وكنت فاكر إني لما هنتبه صوت الخطوات دا هيختفي لكن للأسف كان بيقرب عليا في وسط الضلمة الحالكة،،
فاتنفضت من مكاني وطلعت جري عالباب وفضلت اصرخ وانا بخبط ع الباب
لغاية ما حسيت بأيد بتتحط على كتفي
فقعدت عالارض وسندت ضهري للباب وانا مغطي عينيا وبصرخ لما لقيته قال
_ماتخافش
وقتها شيلت ايديا من على عينيا ببطء وفي وسط الضلمة حسيت اني شايفه،، وكإن وشه هو اللي بيشع نور،، كان أبويا...
ولقيته بيقول
_عارف انا بحبسك هنا ليه؟؟
وقتها بدأت أحس إن الدنيا بتدور بيا،، جدران الأوضه وسقفها عاملين دوامة وكلامه بيتردد كإنه جاي من بعيد
عارف... انا ... بحبسك.. هنا ... ليه؟؟
بعدها أغمى عليا ومافوقتش غير وباب الأوضة بيتفتح الصبح؟؟
ووش أمي كالعادة في وشي
كنت مرتجف اكتر من أي وقت قبل كده وانا بصرخ
_بيحبسني ليه؟؟
_بيحبسني ليه؟؟
ماكانش عندها اجابه فأخدتني في حضنها وبدأت تهدّي فيا لغاية ما هديت وأخدتني على تحت
يومها لما جا أبويا المغرب ماكنتش في أوضتي كنت قاعد على الكنبة اللي في الصالة
لما قعد ع الكنبة اللي قصادي كنت مركز عينيا على وشه وببصله بصة استفهام فلقيته بيزغرلي وبيقول
_مالك ياد فيك إيه،، هتصورني ولا إيه؟؟
ففوقت من شرودي في وشه وبصيت في الأرض لكن مش عارف ليه حسيت إنه إرتبك من نظرتي ناحيته،،
بصفه عامة أبويا كان انسان عصبي لأبعد الحدود أقل حاجه كانت ممكن تستثيره لدرجة الغليان كنت بقول دا عادي لكن الغريب كان عقابه البشع اللي بيفوق أي عقاب سمعت بيه من اصحابي في المدرسة،، ماكانش عنده تدرج في العقاب ولا في اي تغيير،، هو العقاب دا وبس واللي مابدأش يستخدمه معايا الا مع سن سبع سنين باعتبار إني بدأت أميز زي ما بيقول،، لغاية ما شوفته معايا فوق في الأوضة في مرة العقاب الخامسة تقريبا واللي كانت وانا عندي تمان او تسع سنين ..
وعدت الأيام بعد المرة دي وعلى الرغم من إني كان جوايا فضول رهيب أعرف إجابة التساؤل إلا إني كنت خايف أسأل أبويا تحت،، في حين حاسس إن أبويا فوق لو طلعلي تاني هيجاوب عليا بمنتهى الهدوء،، لكن كنت مرعوب من فكرة الطلوع فوق مرة تانية
وبصفه عامة إتحولت لإنسان هادي ومنطوي ومش عايز يعمل أي غلطة لدرجة إنه مش عايز يتكلم مع حد وفضلت فترة طويلة ماغلطش وانطوائيتي تزيد لدرجة حتى إني مابقاليش صحاب..
لكن للأسف غلطتي المرة دي كانت بسبب إني بقيت منطوي لما الأستاذ اللي باخد عنده درس العربي اتصل بابويا وقاله إبنك ماعدش مركز ومستواها بيقل..
مع إني كنت مركز معاه جدا ولما سألني كنت عارف إجابة السؤال اللي سأله لكن كنت خايف اغلط فاتلجلجت وماردتش وكان العقاب كالمعتاد يومها وقت المغرب كنت انا وابويا طالعين أوضة السطوح واللي لما دخل الليل وانا قاعد على طرف سريري برتجف سمعت فيها صوت الخطوات اللي بتقرب عليا لكن المرة دي على الرغم من خوفي وذعري الا اني ماكنتش عايز افقد وعيي زي المرة اللي فاتت لغاية ما ظهر ابويا ووقف قدامي وقال
_مش عشان تخاف،، عشان ماتخافش
=يعني ايه؟؟ ممممش فاهم
_بحبسك عشان تتغلب على خوفك وتبقى قوي
=بس انا اكتر حاجه بخاف منها هي حبستي دي
_ما هو لما تتغلب على اكتر حاجه بتخاف منها،،عمرك بعدها ما هتخاف
=بس انا مش عايز اتعلم اني ماخافش،، انا عايز ابقا شخص عادي
_وانا عايزك تتعلم ماتخافش عشان حياتك كلها بعدين
=انت بتحبني يا بابا؟؟
_انا بس اللي بحبك،، مش هو
=هو مين؟؟
_اللي تحت
=هو انت غيره
_انت شايف غير كدة
=طب انت مين؟
_انا ابوك
=وهو مين
_هو شخص غبي
=طب تعرف تطلّعني من هنا؟
_للأسف لا
=يبقى انت مش ابويا،، ولا انت اللي حابسني
_الحبسة مش حبسة مكان،، الحبسة حبسة رغبة
=انا مش فاهم حاجه
_يعني انت لو قعدت هنا وانت راضي بوجودك، او سعيد بوجودك هنا لوحدك،، هل تبقى محبوس
=مش عارف
_ماتبقاش محبوس طبعا ،، انا لما ازرع جواك الخوف واحسسك برهبه وذعر من المكان وتبقى وقتها بتتمنى تغادره يبقى انا بحبسك فيه،، انما لما أحسسك بالأمان والطمأنينة وتحب انك تطلع تقعد هنا ،، بكده هتبقى مش محبوس
=بس هو انا ممكن في يوم احب اطلع هنا ويتقفل عليا
وقتها مد ايده على كتفي وقال
_طبعا يا حبيبي،، طول ما انا معاك هتحب تطلع هنا ...
وبعدها اختفى فجأة
ليلتها كمّلت ليلتي وانا اهدى من أي وقت سابق وانا حاسس إنه حواليا وإني لو ندهت عليه هيجيني وكل ما كان الوقت بيعدي كل ما كنت بطمن اكتر لغاية ما طلع الصبح....
ومن بعد الليلة دي وليلة حبس كمان او ليلتين بعدها اتكلمنا فيهم مع بعض،، حسيت إن فكرة الأوضة الضلمة فقدت هيبتها بالنسبة لي وبدأت أحب أبويا اللي فوق بس في نفس الوقت كانت الإنطوائية برّاها اتحفرت جوايا خلاص،،
لكن تخيل إن مع الوقت الإنطوائية دي اتخللها رغبة في الخطيئة عشان أطلع الأوضة اللي فوق واقابل ابويا اللي حبيته..
وأخطر الخطايا اللي بتنبع نتيجة حب مش مجرد دوافع مادية
كنت كل فترة لازم أعمل حاجة تثير أبويا واطلع فوق اتحبس وأقضي الليلة كلها مع ابويا اللي فوق وعلاقتنا اتطورت لغاية ما بقا صاحبي الوحيد اللي بحكيله كل اسراري،، لدرجة إنه من كترة ما بقا ابويا اللي تحت بيعاقبني بطلوعي فوق بدأ يتهاون معايا في أخطائي ويتجاوز عن الأخطاء الأقل اللي كان ممكن قبلها يطلعني الأوضه عشانها ودا كان بيدفعني إني أعمل أخطاء أكبر ،،أخطاء أعنف،، لدرجة إنه لما ابويا غاب فترة مايطلعنيش كسرت إيد واحد معايا في الدرس،، كان وقتها عندي ١٥ سنه تقريبا وكان جسمي بقا جسم راجل..
وأبويا وقتها حس إن موضوع الأوضه أصبح مالوش أي تأثير عليا وماعدش بيجيب نتيجة،، او ممكن يكون حس إني بقيت أحب أطلع،، فقرر فجأه يبطّل يستخدم موضوع الأوضة وحاول إنه يضربني..
كان داخل عليا اوضتي وهو ماسك خرطوم في ايده لكن انا كنت واقف ثابت وببص له في عينيه بغيظ،،
كنت متماسك بشكل غير اعتيادي وغير طبيعي ونظرة عينيا في عنيه ثابته لدرجة إني حسيت إنه ارتبك وغير نيته..
انا واثق إنه كان داخل عشان يضربني،، لكن لقيته وقف في نص الأوضة بعد ما عينيه جات في عينيا وضرب بالخرطوم اللي كان في إيده اليمين على كف ايده الشمال وقال
_المرة دي تحذير بس إنما المرة الجاية هقطعه على جسمك..
وقتها ماردتش ولا غيرت نظرتي فسابني وخرج وانا في قمة غضبي مش عشان كونه حاول يضربني لا عشان ماطلعنيش الأوضة ولما عدت أيام ولقيت انه بطّل يطلعني جيت طلعت انا في ليلة من نفسي وقفلت عليا باب الأوضة وانتظرت إنه يظهر لكن ماظهرش،،
حاولت انادي عليه واتكلم معاه لكن ماظهرش وكإن ظهوره كان مرتبط بفكرة الخطيئة والعقاب وبس،،
فحاولت ليلة تانية وتالته ورابعه وخامسه على فترات متباعدة لكن بردو ماكانش بيظهر
وقتها كان بدأ خلقي يضيق وانفعل لأتفه الأسباب كنت بدأت اتجنن فعليا من غيابه عني خاصة إنه صاحبي الوحيد وكل ما بتطول المدة كل ما اتجنن اكتر لغاية ما في يوم مجرد ما ابويا رجع من تحت رحت صارخ فيه
_انت مابتطلعنيش ليه وتحبسني،، مابتطلعنيش ليه؟؟
كنت في قمة هياجي وغضبي وساعتها احتدت الخناقة بينا،، لدرجة إنه مسكني من رقبتي وخنقني وانا مسكته من رقبته وخنقته وبدأنا نتطوح احنا الاتنين لغاية ما اتجهت بيه ناحية البلكونة وساعتها انزلق ووقع من البلكونة...
أكدب لو قلت إني ماكنتش قاصد واكدب لو قلت إني كنت قاصد
النتيجة انه وقع ميت
وانا وأمي شهدنا إنه كان طالع يربط حبل الغسيل واختل توازنه ووقع وماحدش كان شاف الواقعه وعشان كدة طلعنا تصريح الدفن واندفن..
وليلتها لما طلعت الأوضة قابلني ابويا اللي فوق وكان فرحان بيا،، على الرغم إني ماكنتش محبوس لأن اللي كان بيحبسني مات خلاص وفضلنا طول الليل نتكلم ونحكي مع بعض ونزلت وانا سعيد جدا
لكن بعدها لما حاولت أطلع الأوضة تاني ليلة ماظهرليش ...
حاولت مره واتنين وتلاته وعشرة وبردو ماظهرش لغاية ما في عنفوان جنوني اكتشفت الخلل فين..
الخلل في الخطيئة،، إنه كان بيواسي خوفي في ليالي خطاياي،، انه مرتبط وجودا وعدما بالخطأ اللي كان بيستتبعه العقاب بالعزلة،، لدرجة إنه هو اللي خلاني ماخافش من العزلة وأحب الخطيئة اللي بتؤدي ليها،، فبقا مرتبط وجودا وعدما بالخطيئة..خاصة بعد موت المُعاقب..
ومجرد ما اكتشفت الحقيقة دي عرفت ازاي ممكن اقابله تاني..
ومادام ظهرلي لما قتلت على الرغم من اني ماكنتش محبوس يبقى لازم اقتل تاني..
فبنفس الخرطوم اللي كان ابويا بيحاول يضربني بيه بقيت بصطاد الضحايا واخنقهم..
اول ضحية كانت طفلة صغيرة في زقاق ضلمة حطيت ايدي على بوقها وشيلتها دخلت بيها مدخل عمارة مهجورة وتحت بير السلم خنقتها بالخرطوم وليلتها قابلني
تاني ضحية كانت واحدة ست في اصانصير
تالت ضحية كان راجل عجوز ماشي لوحده في ممر خلفي في مستشفى.
وفي ضحايا غيرهم كتير اوي
اصعب الخطايا اللي بتعملها عن حب من غير اي دوافع مادية،، ونادر ان يتكشف مين اللي عملها لان مافيش بينه وبين الضحية أي صلة .....
وقتها انتبهلي الطبيب النفسي اللي كنا قاعدين في عيادته وبحكيله حكايتي
كان وضح عليه الرعب والخوف من بعد ما وصلنا للجزئية بتاعت قتل ابويا فقال لي وهو مرتبك
_طيب وانت دلوقتي زهقت من الحياة دي وعايز تتعالج من حالة الإنفصام اللي انت مصاب بيها
=لا بالعكس انا عرفت انك راجل كبير وماعندكش ممرضة وزباينك قليلين...
وقتها برّق بعينيه وانا بطلع الخرطوم بتاعي من جيب الجاكيت اللي كنت لابسه وبقرب عليه وبلفه حوالين رقبته............
تمت
الخلاصة
التربية الغير سوية تنشأ أبناء غير أسوياء
#منقووووولة