
01/10/2023
دخلت في relation وبتحضر لجوازك، ظبطت شقتك، تعبت او تعبتي في التحضيرات وطلعت عينيكوا، قبل الفرح بيومين الموضوع كله باظ وماتمش ...
بقالك سنين بتتعب في مذاكرة في field معين، بتدفع فلوس، وكورسات، وكتب، وتعب، وسهر، ومعاناة، واجهاد، واجتهاد، وفجأة الطريق اتسد واتقطع قدامك ومالوش تكملة!
تعبت أوي في شغلك، واخلصت فيه، واجتهدت، وسهرت، وعملت اللي عليك وزيادة، بس بعد ده كله انت مش متشاف ولا متقدر وغيرك اللي ماعملش نص اللي عملته متشاف ومتقدر!
بتحافظ على صحتك، وبتاكل أكل صحي، وبتروح الجيم، وواخد بالك من جسمك، وفجأة صحتك خانتك وتعبت وجالك أي مرض خلى كل اللي عملته ده راح ومالوش قيمة!
مين فينا ماحصلوش حاجة واحدة من الحاجات دي على الأقل؟!
مين فينا لما حصله حاجة من الحاجات دي مازعلش، وماتقهرش، وماحسش انه موجوع ومتألم وحاسس باليأس والخزلان وان ليه بيحصله كده مع انه شخص كويس وطيب وبيحاول يعمل حاجة !
مين ماقالش ليه يارب!
أي حاجة بتحصل من الحاجات دي مش الغرض منها ابدا اننا نيأس ونحس انها نهاية الدنيا، عارفة انها حاجة صعبة جدا على النفس انها تتحملها، أو حتى تفهمها، أو تقدر تستوعبها، لان احنا عقلنا مخلوق محدود، مايقدرش يفهم ولا يستوعب الماورائيات، الغيبيات، الحاجات اللي بتحصل مش مفهومة ولا معروف ليه بتحصل ...
عقلنا مخلوق على انه يفهم ويستوعب الوقائع والحقائق بس، ١ + ١ = ٢
لكن تعب واجتهاد ومحاولات وفي الآخر تيجي النتيجة = صفر!
بيحصل للعقل فورًا error ...
هنا بقى بييجي دور القلب، والروح، والنفس ...
اللي اتأمروا يعبدوا الله ويسلموا ليه بكل خضوع واستسلام ورضا من غير (ليه)!
- صعب؟!
جدا ... ومش سهل ابدًا ...
وكأنك عمال تزق في جبل كبير جدًا عايز تحركه من مكانه لمكان تاني ...
- مؤلم؟!
جدًا، ألم لا يحتمل، وكأن شخص بينيمك على الأرض ويفضل يحط فوق صدرك بلوكات كبيرة من الأسمنت والطوب واحدة ورا التانية لحد ما تبقى مش قادر تتتفس ...
لكن مش مستحيل انك توصل لمرحلة الخضوع والاستسلام والرضا ...
انك توصل لمرحلة رضيت يارب، افعل ما تشاء فيا يارب، لمرحلة إنا لله وإنا إليه راجعون فليفعل بنا ما يشاء ...
هي دي المرحلة اللي ربنا سبحانه وتعالى عايزنا نوصلها ...
وعشان يعلمنا سبحانه وتعالى اننا نعرف نفرق بين اننا مأمورين بالسعي في الدنيا، مأمورين بعمل الجوارح، مأمورين اننا نتعب، نجتهد، نحارب، نجيب آخرنا ونبذل كل ما في وسعنا، لكن النتيجة في الآخر مش بتاعتنا ابدًا ...
(وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) ...
ربك بيقولك: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) ...
سخرلك الأرض بكل اللي فيها، عشان تكون تحت أمرك وتقدر تسعى فيها وتتعب وتبذل مجهود، ذللها لك ... فامشي فيها وفي مناكبها، واجتهد هنا وهناك ...
بس استنى ...
(وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ) ...
انت هتتعب وتبذل وتجتهد، بس في الآخر هتاكل من رزقه هو سبحانه، من فضله وكرمه هو سبحانه، مش من تعبك واجتهادك ...
السعي منك انت أه، لكن النتيجة والفضل منه هو سبحانه يا مسكين ...
فمش دايمًا سعيك هيتطلب يكون فيه النتيجة اللي انت مستنيها وعايزها بالتحديد، بس الأكيد ان سعيك ده كله بكل ذرة صغيرة فيها متشاف ومتقدر ومعمول حسابه ...
(وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى .. وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى .. ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى)!
ممكن يظهر في النتايج اللي انت مستنيها وعايزها (لو فيها الخير ليك)، وممكن يظهر في نتايج تانية لا انت شايفها ولا هي في بالك ولا كنت تتوقع انها توصلك بس هي (عين الخير ليك) ...
اللي مطلوب منك في الأوقات اللي زي دي مش انك تقف في مكانك وتدبدب في الأرض وتعيط وتيأس وتفضل تقول ليه يارب ليه يارب ...
اللي مطلوب منك ان قدر امكانك تستسلم لأمر الله، تنطق بلسانك وتستشعر بقلبك ان: (إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون) ...
ان: (اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرًا منها) ...
وبعدها على طول بعد ما سلمت قلبك لله، واستسلمت بنفس وروحك لله، وخضعت برضا لأمر الله ...
انك تقوم تقف على رجلك تاني، وترجع تكمل سعي تاني، وتكمل في طريقك تاني، وتوري ربنا من نفسك خير تاني ...
مطلوب منك انك تجيب ورقة وقلم وتبتدي تكتب ايه اللي اتعلمته من اللي حصلك ده، وايه اللي ربنا سبحانه وتعالى كان رايد يوصلهولك عشان يعلمك حاجة في مصلحتك، ما أكيد أي اخفاق في حياتنا (مش هقول فشل) لازم نطلع منه بدروس نتعلمها، وإلا كده فعلًا هيكون فشل ومالوش قيمة ...
اللي مطلوب انك بعد ما كتبت اللي فهمته واتعلمته انك تبتدي تصلح منه وتبتدي تشوف السعي بطرق تانية مختلفة وتغير نظرتك لأفعالك وتبتدي تشوف الإيجابيات اللي اتعلمتها من اللي حصل ...
شوف كتير من علماء النفس، والكُتَّاب، وأكتر الناس المؤثرين في العالم قالوا ايه عن الاخفاقات اللي بتحصلنا في حياتنا:
- جون ماكسويل بيقول:
"Failure is the foundation of success. Every mistake teaches us something."
وأريانا هافنجتون بتقول:
"Failure is not the opposite of success, it is part of success." -
أما ترومان كابوت بيقول:
"Failure is the condiment that gives success its flavor."
وهنري فورد بيقول:
"Failure is the opportunity to begin again more intelligently."
توماس أديسون قال:
"I have not failed. I've just found 10,000 ways that won't work." -
ونيلسون مانديلا قال:
"The greatest glory in living lies not in never falling, but in rising every time we fall."
الخالق العظيم سبحانه وتعالى قبل أي بشر قال:
(وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) ...
(وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) ...
(وَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعۡيُنِنَاۖ) ...
اصبر، واحتسب، واتقي اللي في عملك وسعيك وتعبك، وعاجلًا أو آجلًا هتشوف ثمرة ده، بس مش لازم يكون زي ما انت متخيل أو عايز بالظبط، بس الأكيد انك هتشوفه ...
النبي عليه الصلاة والسلام بيقول:
(عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) ...
وفي الآخر حاول تفهم كويس أوي الكلام اللي جاي ده، وحاول تستوعبه وتحطه دايمًا قصاد عينيك في كل حاجة في حياتك عشان ترتاح وتقدر تكمل من تاني من غير يأس ولا احباط ...
(مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ .. لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) ...
كل حاجة حصلت، وبتحصل، وهتحصل، فهي مقدرة ومكتوبة من قبل ما تيجي الدنيا، فماترهقش نفسك في سؤال (ليه)، لكن ما عليك إلا السعي وبس ...
يعني الشغل اللي نفسك فيه هيجيلك في أوانه اللي ربنا سبحانه وتعالى مقدره، أو هيجيلك اللي في مصلحتك أكتر منه ...
والجواز اللي نفسك تلاقيه هيجيلك في وقته المثالي اللي ربنا سبحانه وتعالى مقدره ...
والخلفة اللي عايز تشوفها هتجيلك في أوانها المقدر ...
والمشروع اللي نفسك تحققه هتحققه في معاده الصح تمامًا، أو هيجيلك اللي أفضل منه لمصلحتك ...
وأي حاجة فاتتك ماكانتش ليك ولا ينفع تاخدها ...
واللي جالك وبقى معاك ماكنش ينفع تسيبه ...
ولو رجع بيك الزمن هتختار نفس اللي حصلك بالظبط مش اللي انت كنت عايزه، بكل حاجة انت فيها دلوقتي بالظبط ...
وكلمة (لو) غلط وماتنفعش ...
والندم على أي حاجة فاتت مالوش لازمة ...
وكتر التفكير غباء وضياع وقت وجهل ...
عشان لا نحزن ولا نتقهر على اللي فاتنا ومابقاش لينا ولا بتاعنا ...
ولا نفرح أوي باللي بقى معانا ولينا، لدرجة ننسى مين اللي رزقنا بيه ... 🤍
فنريح نفسنا، لان:
《ما أصابك لم يكن ليخطئك ... و ما أخطأك لم يكن ليصيبك ...》
والحمدلله على ما كان ...
والحمدلله على ما هو كائن ...
والحمدلله على ما سيكون ...