07/06/2025
                                            النرجسى الخفى 
▪تخيل شخص كل الناس شايفاه ملاك: هادي، مؤدب، حساس، مسالم… لكن انت – اللي شُفته عن قرب – عارف إنه مش كده خالص..
▪عارف إنه بيتعامل من ورا الستار.. بيرتب كل حاجة بصمت.. بيتعامل بأسلوب رمي الكلام.. بالنظرة.. بالسكووت المفاجيء..
▪ما بيرفعش صوته، بس بيخلي غيره يتخنق مكانه،
مش بيوصل لك الرسالة بنفسه.. إنما بيخليها توصلك بألف طريقة ملتوية..
▪بياخد دور الضحية بإتقان، وأول ما تحاول تدافع عن نفسك أو تشتكي، يغمض عينه كأنه مصدوم، ويقول: "أنا؟! أنا كل اللي عملته إني كنت كويس!"..
▪وتبدأ الناس تشك فيك انت.
وتسألك: "انت ليه بتعمل كده فيه؟ ده طيب أوي!"
▪ما بيبنش إنه مؤذي، بس بيأذي، بهدوء، وببطء، وبكلمات محسوبة… يكسرك من جواك وأنت واقف، يسيبك تنهار، بس بشكل أنيق… من غير ما يوسّخ إيده!
▪مش بيسيب علامة، يقتل القتيل ويمشي في جنازته يبكي.. يخليك تصدق إنك قليل، إنك مزعج، إنك دايمًا السبب..
▪بيعيش على طاقتك، وكل ما تحاول تشرح أو تتكلم، يسحبك لجُملة مكسورة، لمشهد باهت يخليك تشك في نفسك، تقول "يمكن أنا غلط؟ يمكن هو عنده حق؟"
▪بس الحقيقة؟
▪أنت كنت صح طول الوقت، بس كنت قدّام ممثل بارع… ممثل حافظ الدور أكتر من نفسه.. كنت بتتعامل مع شخص مش بيقولك الحقيقة، إنما بيمثلها… بطريقة تخليك تشك في إحساسك، وتكذّب نفسك، وتصدقه هو!
▪كنت قدام شخص ما بيحبش يبان غلطان.. إنما يفضل يتلاعب، يلمّع صورته، ويحطك انت مكان الغلط، مكان القاسي، مكان الجاحد… لحد ما تتكسر جواك.. وتبدأ تراجع نفسك على حاجات مش ذنبك.. انت كنت بتحاول تفهم، وتبرر، وتصلّح..
▪وهو؟
▪كان بيزقك أكتر ناحية الهاوية، بس بنعومة… كأنك بتغرق في بحر هادي الموج، مافيش صراخ… بس في اختناق..
▪والموجع أكتر؟ إنك كنت بتلوم نفسك! تقول: "أنا حسّاس زيادة"، "أنا ببالغ"، "ده طيب… وأنا اللي مش قادر أقدّر ده!"
▪بس الحقيقة… فيه ناس بتعرف توجعك من غير ما تمد إيدها.. بتعرف تمصّ طاقتك، وتخليك تحت سيطرتها، من غير ما تقول ولا كلمة جارحة بصراحة. 
▪كل حاجة بتيجي مغلفة… بس لاذعة، وبتمشي جواك وتوجع.. ولما تفوق… هتعرف إنك مش محتاج تثبت له حاجة، ولا تشرح، ولا تبرر..
▪وكل اللي محتاجه:
▪إنك تصدق إحساسك، تحط حدودك، وتفتكر إنك تستحق علاقة فيها وضوح، مش تمثيل.. علاقة فيها دفء حقيقي، مش ملامح مزيفة وقلوب باردة..
▪ولما تعرف الحقيقة… مش هتكره.. لأنك طيب، بس هتحب نفسك كفاية.. وهتحب جدا إنك تمشي، وتسيب "الملاك" يعيش في تمثيلته… من غيرك..