15/06/2025
الدول الخليجية والحرب الايرانية الاسرائيلية
بعد أن اشتعل الصراع بين ايران واسراىيل أصبحت المنطقة العربية فى مهب الريح .. دولتان كل منهما تدافع بشراسة عن أمنها القومى الحالى والمستقبلى بينما يقف "نشامى العرب .. الفوارس الشجعان" .. وقفوا يتفرجون بلا حول ولا قوة ..وقفوا ينتظرون يومهم "المشهود" .. ينتظرون اما لمنتصر من هذا الصراع يغزوهم فى عقر دارهم .. واما لدولة أخرى تأتى لحمايتهم .. وفى الحالتين من يغزوهم أو من يأتى لحمايتهم كلاهما عدو مبين للعرب شرقا وغربا على حد سواء ..والخطر أشد وأقوى اذا ما سقطت ايران التى تمثل أحد أركان توازن القوى فى المنطقة .. غير ان الخطر على المنطقة الخليجية هو خطر قائم فى الفترة الفصيرة بينما على غيرها (وخاصة مصر المثابرة باذن الله) هو خطر طويل الأجل نسبيا .. وهل ننتظر خيرا من اسرائيل أو ايران أو أمريكا ؟؟ يال الهول .. موقف مخزى .. ولكن هذا هو داىما مصير كل متخاذل متكاسل متواطئ .. جاهل أو متجاهل .. كيف هذا ؟
من المعروف أن المنطقة تقوم أساسا على حالة من توازن القوى بين أربعة من دولها هى مصر واسرائيل وايران وتركيا .. ووبينما لا تسعى مصر الا للحفاظ على أمنها القومى كجزء من الأمن القومى العربى .. فان الدول الثلاث الأخرى لا تخفى رعبتها فى التوسع على حساب الدول الأخرى فى المنطقة .. فاسرائيل لا تخفى سعيها الحثيث لاقامة دولة اسراءيل الكبرى من "النيل الى الفرات" أو من "المحيط الى الخليج" .. وتركيا هى الأخرى لا تخفى رغبتها فى اعادة مجدها القديم بافامة امبراطوريتها العثمانية البالية" تحت دعاوى اقامة دولة "الخلافة الاسلامية".. أما ايران فسياساتها التوسعية الطائفية (من خلال دعاوى "تصدير الثورة الايرانية" ) لا تخفى على أحد .. ومن ثم اذا ما سقطت واحدة من هذا الدول الأربع فسوف تدخل المنطقة بعدها فى حالة من عدم الاستقرار المزلزل لدول المنطقة جميعا .. وحيث أن مصر دولة عربية مطموع فيها مثل أى دولة عربية أخرى فان الخطر المحتمل يأتى من الدول الثلاث الأخرى بحيث اذا ما سقطت احداها فسوف تتوحش احدى الدولتين الأخريين أو كلاهما معا رغبة فى التوسع على حساب الدول العربية (خاصة اذا لم تحافظ مصر على قوتها العسكرية ومناعتها التوعوية) فاذا ما سقطت ايران فسوف تتوحش اسرائيل و/أو تركيا واذا ما سقطت اسرائيل فسوف تتوحش تركيا و/أو ايران .. واذام ما سقطت تركيا فسوف تتوحش اسرائيل و/أو ايران .. وبطبيعة الحال سيكون الخطر أولا على الدول الخليجية نظرا للطمع فى الاستيلاء على ثرواتها من النفط والغاز ونظرا لما يبدو من عدم استعدادها أو عدم قدرتها للدفاع عن نفسها واعتمادها على الغير (أمريكا التى ليست أقل طمعا فى الثروات الخليجية من الدول الثلاث الأخرى) ونظرا أيضا لأن السيطرة عليها وعلى ثرواتها سوف يسهل كثيرا تحرشها بمص فى مرحلة تالية بعد أن تكون قد نوجشت بما فيه الكفاية للاقدام على هذا التحرش .. ومن ثم فالدول الخليجية تجد نفسها الآن بين المطرقة والسندان اينما توجهت .. الآن ومستقبلا .. واذا كان ما سبق بيانه من مخاطر يقع فى اطار المحتمل مستقبلا فان الخطر الآنى يتمثل فى انه ليس من المستبعد أبدا أن تطالها ويلات الصراع القائم الآن بين ايران واسرائيل حيث لم تتردد ايران بالتهديد بضرب القواعد الأمريكية فى الدول الخليجية اذا ما تدخلت أمريكا لصالح اسرائيل فى هذا الصراع .. وحينها سوف تندم دول الخليج على ارتضت لنفسها ايواء هذه القواعد على أراضيها .. وخير دليل على صحة هذا التحليل ما نشاهده الآن من ردود أفعال الدول الخليجية التى أسرعت جمبعها بادانة العدوان الاسرائيلى على ايران .. ثم اللجوء الى الاتصال ببعض الدول الغربية لتستجد بها للتوسط لتهدئة المواقف ومنع التصعيد .. فها هو ولى العهد السعودى محمد بن سلمان يتصل على رئيس ايران نفسها لابلاغه بأن السعودية تدين العدوان الاسرائيلى عليها .. وبالطبغ لم بكن ذلك حبا فى ايران أو خوفا عليها وانما خوفا منها .. وهاهو رئيس دولة الامارات يقوم بالاتصال يالرئيس الفرنسى ماكرون ورئيسة وزراء ايطاليا جورجيا ميلونى .. وليس هناك أدنى شك فى قيامهم جميعا بالتوسل الى أمريكا للتدخل لمنع مثل هذا التصعيد الاقليمى .. أما عن مصر فدزرها مؤجل لمرحلة قادمة عندما تتوحش احدى الدول الثلاث الأخرى (خاصة اسرائيل) لتبدأ فى التحرش بمصر التى ستنتصر باذن الله على كل أعدائها بفضل قياداتها الواعية وقراءتهم الصحيحة لمجريات الأمور قديمها وجديدها .. والاستعداد التام لكل احتمالاتها الآنية والمستقبلية .. فليحفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقيادتها المخلصة .. الواعية .. الحكيمة