
20/05/2024
هذا الحبيب 💚(١١٠)
(( تجهيزات النبي ﷺ للهجرة ))
____
أخبر جبريل الرسول ﷺ بالمؤامرة، وبعد أن ارتفع جبريل، قام ﷺ فتقنع بثوب [[ التقنع هو وضع الثوب على الرأس، والالتفاف به من شدة الحر، وأيضا للتخفي والأخذ بالأسباب ]]. وقيل إنّ التقنّع [[ خلوة صغرى بين العبد وربه، وقد أكرم الله المرأة المحتشمة بهذه الميزة دون سائر البشر ، فيتجلى الله على قلبها، فتشعر بالرضا والرحمة، وتشعر بقرب الله منها وهي في قمة سعادتها، بالرغم من المشقة أحيانا، أنار الله طريقكنّ أيتها المحتشمات، ولكنّ النور التام يوم القيامة بإذن الله]].
قام ﷺ فتقنع بثوب، واتجه إلى دار أبي بكر الصديق ليخبره. تقول عائشة رضي الله عنها: أتانا رسول الله ﷺ بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها [[ الهاجرة وقت الظهر والحر شديد ]] ، قالت: فلما رآه أبو بكر قال: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، ما أتيت بهذه الساعة إلا لأمر حدث ؟ [[ أمر مهم ]] قالت: فلما دخل، تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله على السرير وقال له ﷺ: أخرج عني من عندك [[ أي أخرج من كان عندك بالدار ، يعني أريدك على انفراد كي أقول لك سراً ]] فقال أبو بكر: فداك أبي وأمي إنما هم إلا أهلك [[ يعني زوجتك عائشة، وأختها أسماء ]]، ما الخبر ؟ فقال: إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة. فقال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله ؟! فقال له النبي: نعم. تقول عائشة: فأجهش أبو بكر بالبكاء، فلا والله ما علمت أن أحداً يبكي من الفرح قبل أن رأيت أبي يبكي يومها.
وكان أبو بكر - رضي الله عنه - عندما أراد الهجرة وقال له النبي سابقاً لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً، قد أخذ يخطط ويستعد للهجرة، فذهب واشترى راحلتين، وجعل الراحلتين عند رجل من المشركين ليرعاهما وهو {{ عبد الله بن أريقط }}، لأنه لو ترك الراحلتين عنده سيلفت الانتباه.
ثم قال أبو بكر: يا نبي الله، إن هاتين راحلتان، قد كنت أعددتهما لهذا اليوم، خذ واحدةً منهما، فقال صلى الله عليه وسلم : ولكن بثمنها يا أبا بكر. فقال: هي لك. قال: بالثمن الذي اشتريتهما به. قال أبو بكر: نعم رضيت. فقال له النبي: وأنا قبلت. لماذا قبل النبي ﷺ إنفاق أبي بكر كله قبل ذلك ولم يقبل الآن إلا أن يدفع له ثمن الراحلة ؟؟
لأنه ﷺ أحب أن تكون هجرته لله تعالى كلها من ماله، فرضي الصديق، وتم البيع...
رضي الله عنك يا أبا بكر الصديق، يا من بذلت مالك في سبيل الدعوة إلى الله، وعلى المستضعفين، فها هو يعتق بلالا الحبشي ووالدته من يد المتغطرس أمية بن خلف، وها هو يُعتق أيضاً عامر بن فهيرة، وغيرهم وغيرهم... حتى أن قريشا قالت: [[ والله ما أعتق أبو بكر بلالا ودفع هذا المبلغ الضخم إلا ليد كانت له عنده فيكافئه ]]، فأنزل الله تعالى في سورة الليل آيات بحق أبي بكر رداً على قريش. قال تعالى:
" وَسَيُجَنبها الْأَتْقَى * الذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * الا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى "،
وما لأحد عنده من نعمة تجزى، لم يكن لبلال يد -أي فضل سابق- عند أبي بكر فيكافئه، هي المحبة في الله تفعل كل شيء.
✍️يتبع بإذن الله..صلى الله عليه وسلم