
05/07/2025
في ربيع عام 1977، كانت “كولين ستان”، فتاة في العشرين من عمرها، مليئة بالحيوية والأمل، تسافر بمفردها عبر ولاية كاليفورنيا متجهة لحضور عيد ميلاد إحدى صديقاتها. لم تكن تعلم أن قرارها بركوب سيارة مع زوجين شابين وطفل رضيع، سيكون بداية لسبع سنوات من العـ.ـذاب النفسي والجـ.ـسدي.
كان الرجل يُدعى “كاميرون هوكر”، تجلس زوجته “جانيس” إلى جواره، والطفلة في المقعد الخلفي. بدا المشهد هادئًا وعائليًا، لا يثير أي شك. لكن خلف هذا الهدوء، كان يختبئ كـ.ـابوس لم تتخيله كولين قط.
بعد وقت قصير من انطلاق السيارة، توقف “كاميرون” في منطقة نائية، وهناك أشهر سـ.ـكـ.ـينًا وغطى رأس كولين بصندوق خشبي صُمم خصيصًا لعزلها عن الضوء والصوت. لم تكن هذه سوى بداية سلسلة من الأحداث المروّعة.
اقتادها إلى منزله، وهناك بدأ فصل مُظلم من حياتها. قام “كاميرون” بصناعة تابـ.ـوت خشبي صغير للغاية أسفل سريره، بالكاد يتسع لجسدها، وأجبرها على البقاء داخله لمدد تصل إلى 23 ساعة يوميًا، بلا ضوء، بلا صوت، وبكميات هواء محدودة.
على مدار سنوات، تعرضت كولين لأقـ.ـسى أنواع التـ.ـعـ.ـذيب النـ.ـفسي والجـ.ـسدي. واستعمل “كاميرون” حيـ.ـلة شيطانية للسيطرة على عقلها؛ أقنعها بوجود “منظمة سرية خطـ.ـيرة” تراقبها باستمرار، وأن أي محاولة للهـ.ـرب ستعرضها للـ.ـقـ.ـتـ.ـل أو تعرض أسرتها للأذى.
ومع ذلك، لم تنهَر كولين تمامًا. احتفظت بجزء خافت من الأمل داخلها، وبقوة عقلية جعلتها تصمد وتتكيف مع جحيم يومي لا يُطاق.
مع مرور الوقت، بدأ كاميرون يمنحها نوعًا من “الحرية المشروطة”. سمح لها بالخروج من الصندوق لساعات محدودة، بل ومرافقتهم أحيانًا خارج المنزل، لكنها كانت دومًا تحت مراقبة الخوف والتهديدات.
زوجته “جانيس”، التي كانت ضـ.ـحية بدورها لعـ.ـنـ.ـف كاميرون، بدأت تشعر بثقل الذنب تجاه ما تراه. وبينها وبين كولين بدأت تنشأ علاقة ضعيفة من الثقة.
وفي لحظة حاسمة، كشفت “جانيس” الحقيقة: لا توجد أي منظمة، وكل ما قيل كان كذبة استخدمها “كاميرون” لزرع الرعـ.ـب والسيطرة.
حينما سمح لها “كاميرون” بزيارة عائلتها وحدها، كانت كولين لا تزال أسيرة الخوف… فعادت إليه. لكن بعد أن تأكدت من كذب المنظمة، قررت أخيرًا أن تـ.ـكـ.ـسـ.ـر القيد.
وبتشجيع من “جانيس”، هربت كولين وتوجهت مباشرة إلى الشرطة. وفي عام 1984، تم القبض على “كاميرون هوكر”، وصدر بحقه حكم بالسـ.ـجـ.ـن المؤبد.
أما “جانيس”، فقد حصلت على حصانة قضائية مقابل شهادتها، وساعدت في تقديم العدالة.
خرجت كولين من هذه المحنة بروح مُرهقة لكنها لم تـ.ـنـ.ـكـ.ـسر. استغرق الأمر سنوات لتجاوز الصـ.ـد.ـمة، لكنها قررت أن تحوّل ألمها إلى رسالة. أصبحت متحدثة باسم ضـ.ـحـ.ـايا العـ.ـنـ.ـف والخـ.ـطـ.ـف، وشاركت قصتها لتُلهم الآخرين وتذكّر الجميع بقوة الإنسان على النجاة، حتى من أعماق الظلام