05/11/2024
د/خديجة عمر عبد الرحمن .. يا له من وجع
• أكبر محنة مرت بآل الدكتور/ عمر عبد الرحمن منذ نشأة هذه الأسرة وحتى اليوم هي هذه المحنة، أكبر محنة مرت بالمهندسة/ أم عمار زوجة الدكتور عمر وجدة الشهداء الصغار ، وأكبر محنة مرت بالدكتورة خديجة عمر عبدالرحمن ولكنهم أهل للصبر والرضا ورثوه كابراً عن كابر.
• في لحظة خاطفة من لحظات الزمان اختلت عجلة القيادة بيد د/ خديجة ما نحرفت سيارتها إلي ترعة المريوطية وكان معها أولادها الثلاثة، لم يكن يومها في العمل في المستشفي ولكنها استجابت لرغبة زميلتها بتبديل النوبتجية ، في لحظات خاطفة دخلت السيارة الترعة تاركة الطريق، سرعان ما أنقذت شهامة شباب مصر الموقف فنزلوا الترعة وأخرجوا د/ خديجة أولاً ثم أولادها واحداً تلو الآخر، أخرجوا الأصغر آدم أولاَ وخرج سليماً معافي رغم أنه الأصغر والأضعف حيلة ، ثم أخرجوا البراء " 9 سنوات" بعد ربع ساعة ولم يكن قلبه ينبض ، ذهبوا به للمستشفي ، قام الأطباء بعمل صدمات كهربائية ، دخل العناية المركزة ثم نقل لمستشفى أبو الريش الياباني ولكنه توفي في اليوم الثاني.
• أما سلمي فتوفيت مباشرة ولم تستجب للصدمات الكهربائية ، ومثلت الصدمة الأولي للأسرة والتي اهتزت لموتها صفحات التواصل الاجتماعي باكية دامعة.
• قدمت د/خديجة عمر نموذجا نادراً للصبر والرضا عن أقدار الله مهما كانت صعوبتها، الرضا في الشدة قبل الرخاء، أصرت علي رؤية شهدائها الصغار قبل وداعهم الأخير ، قالت لهم" أطفاؤا المروحة خشية أن تبرد سلمي"، ما زال أنين الأمومة يشعر بالحرارة والبرودة لجسد الابن حتى لو كان في عالم الأموات ، وجدت الماء بارداً لغُسل براء فقالت "حرام عليكم سخنوا الماء ".
• الأمومة هي رحلة عذاب لا نهائية مع أولادها منذ أن كان أحدهم جنينا وحتى نهاية الرحلة.
• جينات الصبر والألم والأمل والرجاء في آل عمر عبدالرحمن وآل شعيب ضاربة بجذورها في الأرض وباسقة في السماء، أسر اعتادت علي تجرع الألم مع الأمل ، والعسر ومعه رجاء اليسر.
• زوج الدكتورة خديجة المهندس عبدالباقي علي عبدالباقي الذي أبدي ضروبا رائعة من الصبر والرضا في فاجعة تجعل الأب الحليم جيرانا.
• سلام علي الصابرين، سلام علي القابضين علي جمر الألم ومعه الرضا عن الله ، سلام علي آل عمر عبدالرحمن وآل شعيب.
• اللهم ارحم سلمي وبراء، وارحم كل شهداء حوادث السيارات والقطارات والغرقى ففي كل يوم تفجع مصر كلها بمثل فواجعهم.
• تحية لشهامة الشباب المصري الذي ينقذ كل يوم مئات الأرواح في حوادث مشابهة.