05/08/2022
البتانى
هو أبو عبد الله محمد بن جابر بن سنان البتانى الحرانى, فلكى و رياضى و مهندس عربى إسلامى, عاش بين 852 م إلى 929 م.
ولد البتانى فى بتان التابعة لحران من أقاليم ما بين النهرين التى كانت تتبع للعراق, و بلدة بتان هى موطن عدد من مشاهير العلماء و منهم أسرة ثابت بن قرة الحرانى (الفلكى و الرياضى)و عدد من المترجمين.
تعليمه
تلقى محمد البتانى تعليمه الأول على يد والده الذي كان من أبرز العلماء لدى الصابئة, نشأ البتانى مسلما و أنتقل إلى الرقة (على الفرات فى سوريا حاليا) حيث تلقى تعليما متقدما أهله للبروز كعالم .
حياته
عمل البتانى واليا على بلاد الشام , و عشاش فترة في العراق (سامراء), يشتهر بأنه أمضى حياته برصد الأجرام السماوية خاصة أثناء إقامته فى الرقة.
يعرف البتانى في الغرب بالأضافة لأسمه البتانى بأسمائه اللاتينية و الأوروبية
(AL Bategni-AL Bategnius-AL Batenius)
إنجازاته
قد تكون إنجازات البتانى في الرياضيات فاقت إنجازاته فى الفلك لما ترتب عليها من العلوم, حيث وضع المفاهيم الحديثة و رموز الدوال في حساب المثلثات, فهو الأب الروحى لحساب المثلثات, كما تقدم بحلول ذكية فى المثلثات الكروية, أحد العلوم المهمة في هذا العصر.
لكن تظل أهم الدلائل التى توجت البتانى على عرشه-حتى في أعين الغرب-الزيج الصابى.
الزيج : هو الكتاب الذى يسجل فيه الفلكى أرصاده و مشاهداته من مواقع النجوم م الأحداث الفلكية كالكسوف و حركات المزنبات.
وقد كان البتانى أول من وصف حركات المزنبات.
ترجم الزيج الصابى أفلاطون التيفولى عام 1140 م للغة اللاتينية و هو من ثلاث أجزاء , و أكثر من ستين فصلا.
البتاني هو أول من حدد نقتتى السمت (Zenith) و النظير (Nadir).
و قد نقلتا للغة الإنجليزية كما هو واضح.
و السمت هي النقطة التي تقع فوق الرأس مباشرتاً, و يستخدمها الراصد قمرجع لقياس الزوايا و تحديد موقع النجم بالنسبة لها في تلك الساعة.
النظير هى النقطة التى تقع أسفل الرأس.
حدد البتانى تقدم و أنحراف المدار الشمسي; و هو ان خط حركة الشمس خلال نهار الصيف يكون أعلى منه في الشتاء.
في مصر على سبيل المثال إذا قسنا الزاوية بين موقع الشمس في السماء و النظير عند الظهيرة فهي °20 بيناما في الشتاء تكون °43 و هو السبب الحقيقى للصيف و الشتاء, و ليس بُعد الأرض أو قربها من الشمس حيث أن مسار الأرض حول الشمس يكاد يكون دائرى.
و ذلك نتيجة لميل المحور الذي تدور حولة الأرض, بالنسبة للبتانى فقد سماه بميل دائرة البروج أو فلك البروج و قد حسبها ب ’35°23 و قد أخطأ بمقدار درجة واحدة.
و نتيجة لتلك المراقبات حدد موعد الأوج الشمسي في الصيف و الفترة بين الأوج و الأوج هي طول العام, و قد حسب طول العام بمقدار 356 يوم و 5ساعات و 46 دقيقة و 46 ثانية.
وهو بفارق دقيقتين و 22 ثانية عن قياساتنا اليوم.
و نتيج لتلك الدقة أعتمد العالم دنثورن (Dunthorne) على أرصاده للكسوف لقياس تسارع القمر بعده بعدة قرون.
تنبأ البتانى و برهن أحتمالية حدوث الكسوفات الحلقية.
و من علاقات الدوال المثلثية ينسب له الأتى:
b Sin(A) =a Sin(90-A)
حيث أن a هي الضلع المقابل للزاوية A و كذلك b.
Tan A=Sin A/Cos A
sec A=√(1+Tan²A)
Sin A=a/√(1+a²)
البتانى اليوم
اليوم أطلق أسم البتانى على أحد فوهات القمر.
لقبه البعض ب (بطليموس العرب) نسبة لبطليموس السكندرى مع العلم أن البتانى قام بتصحيح كتاب المقالات الأربع لبطليموس, كما صحح قياساته لطول العام, و لم يعتمد أحد على زيج بطليموس كما أعتمد على مراقبات البتانى و هو الأب الروحى لعلم حساب المثلثات .
أما اَن لعقدة الخواجة أن تزول و يتربع البتانى على عرش أبو الفلك.
على غلاف كتاب"جداول الحركات السماوية" للعالم الهولندى فيليب فان لانسبيرج تصور أعمدة علم الفلك,
فحضر البتاني مع (أرسطرخس السماوى- بطليموس الفونس العاشر - تيخو براهى- نيكولاس كوبرنيكس )
البتانى في الدور الثاني من الأعلى علي اليمين