
03/09/2025
هل يمكن للكلاب أن تكتشف مرض السرطان؟ العلم يكشف المفاجأة
منذ آلاف السنين، كان الإنسان والكلب يتشاركان علاقة مليئة بالصداقة والتعاون. لكن العلم اليوم يكتشف أبعادًا جديدة لهذه الشراكة، حيث أظهرت الدراسات الحديثة أن الكلاب لا تساعد فقط في الحماية أو الصيد، بل يمكنها أيضًا لعب دور محوري في مجال الرعاية الصحية. فبفضل حاسة الشم القوية والاستثنائية التي تتميز بها الكلاب، أصبح بإمكانها استشعار بعض التغيرات الكيميائية الدقيقة في جسم الإنسان، ما يسمح لها باكتشاف أمراض خطيرة مثل مرض السرطان حتى في مراحله المبكرة
الحقيقة العلمية وراء قدرة الكلاب على شم الخلايا السرطانية
تتمتع الكلاب بحاسة شم قد تصل إلى 100,000 مرة أقوى من البشر، إذ يحتوي أنفها على حوالي 300 مليون مستقبل للرائحة، بينما يحتوي أنف الإنسان على ما يقارب 5 ملايين فقط. التغيرات الكيميائية التي تحدث في جسم الإنسان المصاب بالسرطان تؤدي إلى إفراز مركبات عضوية متطايرة فريدة تُطرح في العرق، البول، أو حتى النفس. وبفضل هذه الحاسة الفائقة، يمكن للكلاب المدربة تمييز رائحة المركبات الفريدة المرتبطة بالخلايا السرطانية عن الروائح الأخرى الطبيعية.
أحدث الدراسات التجريبية حول دور الكلاب في تشخيص السرطان
في السنوات الأخيرة، أجريت العديد من الدراسات في أوروبا واليابان وأمريكا، حيث تم تدريب كلاب خاصة لمعرفة مدى قدرتها على اكتشاف سرطان الرئة، الثدي، القولون، وأيضًا سرطان البروستاتا والمبيض. إحدى التجارب في ألمانيا أظهرت أن الكلاب أمكنها تحديد عينات نفس تحتوي على سرطان الرئة بنسبة دقة وصلت إلى 97%. فيما حصدت دراسة بريطانية عام 2021 نتائج مميزة، حيث اكتشفت الكلاب الإصابة بسرطان المبيض بفعالية تجاوزت اختبارات الدم التقليدية. هذا يثبت أن تدريب الكلاب يمكنه أن يفتح الطريق أمام طرق تشخيصية أسرع وأقل تكلفة.
كيف يتم تدريب الكلاب على اكتشاف السرطان؟
يقوم العلماء والمختصون بتبني برامج تدريبية معتمدة على المكافأة الإيجابية والارتباط الشرطي، حيث يتم تعريف الكلاب بروائح عينات من سرطانات مختلفة ومقارنتها بعينات سليمة. في غرفة معقمة، يتم ترتيب عينات مجهولة أمام الكلب، وعند التعرف على عينة مريضة، يعطي الكلب إشارة محددة مثل الجلوس أو رفع المخلب. من خلال التدريب المنتظم، تتحسن دقة الكلاب بشكل لافت لتصل في بعض الحالات إلى كشف الأنواع المختلفة من السرطان على مراحلها الأولى.
فوائد وعيوب استخدام الكلاب في الكشف عن الورم السرطاني
رغم النتائج المبشرة، إلا أن اللجوء للكلاب في التشخيص لا يزال محاطًا بعدة تحديات. إليكم أهم الفوائد والعيوب:
فوائد استخدام الكلاب:
القدرة العالية على اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة.
طرق غير جراحية ولا تحمل آثار جانبية للمريض.
قد تكون أسرع وأقل كلفة مقارنة ببعض الفحوص الطبية التقليدية.
تحديات وعيوب:
الحاجة للتدريب المتواصل والمكلف للكلاب.
الاعتماد على تقلبات الحالة المزاجية والصحية للكلب.
عدم القدرة حتى الآن على تعميم هذه التقنية في جميع المستشفيات أو المختبرات.
لا يمكن الاعتماد عليها وحدها لتقديم تشخيص نهائي.
مستقبل استخدام الكلاب في تقنيات التشخيص الطبي
ينظر العديد من الخبراء إلى أن ما تقدمه الكلاب من مساعدة طبية في كشف مرض مثل السرطان يحمل وعودًا كبيرة. تستمر الأبحاث في تطوير طرق تدريب الكلاب، وتحليل المركبات العضوية المتطايرة بدقة أكبر لتحاكي أجهزة طبية تعتمد على نفس التقنية. ربما قريبًا، سنشهد انتشار كلاب التشخيص في المستشفيات والمراكز الطبية للمساعدة في الفحوصات المبكرة، ما يعزز فرص النجاة والعلاج في الوقت المناسب. في النهاية، أثبت العلم أن العلاقة بين الإنسان والكلب ليست فقط اجتماعية، بل قد تكون مفتاحًا لإنقاذ حياة الكثيرين من أمراض قاتلة.
KAIKAI NOW offers an entirely new entertainment experience