21/10/2025
من هو الصحابي الذي كان قبل إسلامه أكبر لصوص الجاهلية وكان يلقب بشيطان الصحراء؟
هو سيدنا "رافع بن عميرة الطائي" كان لص يسرق الناس في الجاهلية قبل إسلامه ، و كانت العرب تطلق عليه (شيطان الصحراء) أو (داهية الصحراء).
وقد كان يعرف جيداً كل دروب الصحراء و طرقها الوعرة التي لم يسلكها بشر من قبل ، ويمكن أن تصفه بوصف (خرائط جوجل) المعاصرة.
فكان يأخذ بيض النعام ويذهب به إلى مكان لم يعرفه إنسان من قبل، ثم يضع فيه ماء و يدفنه في الرمال ، ثم حين يقوم بالسرقة يعود إلى ذلك المكان فيشرب من الماء ، أما من يتبعه فيهلك من العطش لعدم وجود آبار أو مصادر مياه أو معالم طريق ، فيخاف الناس أن يتبعوه لعلمهم أن من طارده لا يعود أبدا.
في غزوة (ذات السلاسل) بقيادة سيدنا "عمرو بن العاص" التي كان تحت قيادته "أبو بكر" و "عمر بن الخطاب" وغيرهم من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم جميعا ، أرادوا دليل له علم بالطرق الوعرة والخطرة فأستدعوه للغزوة وهو على الشرك.
فقَبِل المهمة مقابل المال ، لكن أثناء الغزوة وفي الطريق أعجبته أخلاق الصحابة وعبادتهم فأسلم على يد سيدنا "ابو بكر" رضي الله عنهما.
وسبحان الله .. إستخدم معرفته بالطرق وخبايا الدروب والخرائط الصعبة في معركة (اليرموك) الشهيرة .
فحين شد الروم على جيوشنا في الشام ، طلبوا المساعدة من الخليفة بالمدينة الذي أمر "خالد بن الوليد" أن يتقدم إلى الشام بجزء من جيشه في العراق.
ولما كان الطريق يستغرق وقت طويل أراد "خالد" إختصار الطريق ، فطلب من سيدنا "رافع بن عميرة" أن يقود الجيش في هذا الطريق رغم مظنة الهلكة فيه (لكنه "خالد بن الوليد" يا سادة).
طلب سيدنا "رافع" الصحابي الحالي واللص السابق أن يأتيه "خالد" بعدد من الإبل ويعطشها ، ثم يوردها الماء حتى تمتليء بطونها ، ثم وضع ماء آخر على ظهورها.
وسار الجيش في هذا الطريق المهلك ، وكل فترة يذبحوا ناقة ويأخذوا ما بداخلها من الماء يسقي به الخيل وما على ظهورها يسقي به الجنود.
وبعد خمسة أيام لم يبق معهم إبل ولا ماء.
وفوق ذلك وذلك أصيب سيدنا "رافع" بالرمد فلم يعد يرى شيء وهو دليلهم ، حتى ظن "خالد" والصحابة أنهم هلكوا ، فقال "خالد" له: «إيه رافع ما تقول ؟».
فقال "رافع" له: «أنظروا إلى أبعد مكان أمامكم ، هل تشاهدون جبلين يشبهان النهود ؟».
فنظروا وقالوا: «نعم نراهم على مدد العين».
فقال لهم: «بين الجبلين شجرة لم أشاهدها من 30 سنة حين مررت في هذا المكان مع أبي وأنا صغير».
فوجد الصحابة آثار شجرة ، فحفروا حولها فوجدوا ماء كثير فشربوا وسقوا دوابهم وتوضؤوا وصلوا ، ثم تحركوا فوصلوا في خمسة أيام فقط ، وهذا إنجاز عظيم لو تعلمون .
ولم يفطن جيش الروم إلا وجيوشنا تحيط بهم من كل جانب ، وكانت فرحة عظيمة لجيش الشام وكلل الله جهودهم بالنصر وتحرير الشام بعد أن كادت تضيع منهم مرة أخرى لولا توفيق الله ووصول جيش "خالد" بقيادة سيدنا "رافع بن عميرة الطائي" جزاه الله عن الأمة خير الجزاء.
المصادر :
- الإستيعاب في معرفة الصحابة - ابن عبد البر
- أُسد الغابة - إبن الأثير .
- معجم الصحابة - البغوي.