10/09/2025
* (6)* ..
[ *إن جلدنا لذاتنا ليس تواضعًا، بل هو صوت قاسٍ بداخلنا يخبرنا أننا لا نستحق الشفقة* ]
"كان يجب أن أكون أقوى"، "أنا عبء على عائلتي"، "كل هذا خطئي". هل هذه الأصوات مألوفة؟ هل تشعر بذنب دائم يرافقك كظلك، يهمس لك بأنك مقصّر ومذنب ولا تستحق الخير؟
*لومنا لذاتنا ليس حقيقة..*
الشعور المفرط بالذنب ولوم الذات هو عدسة مشوهة يضعها الاكتئاب على عينيك. يجعلك ترى أخطاءك تحت مجهر، بينما يمحو كل إنجازاتك وصفاتك الجيدة. هذا الصوت الداخلي القاسي ليس "صوت ضميرك"، بل هو عرض مرضي يسرق منك التعاطف مع نفسك.
هذا الشعور مدمر لأنه يجعلك ترفض المساعدة، معتقدًا أنك لا تستحقها، يضعك في سجن تكون فيه أنت السجين والسجان في آن واحد.
*💡 خطوة عملية لكسر قيود الذنب (نفسية وإيمانية):*
*نفسيًا* (تمرين "صديقك المقرب"):
اكتب الفكرة التي تلوم نفسك عليها ("أنا فاشل لأنني لم أستطع الذهاب للعمل").
الآن، تخيل أن صديقك المقرب هو من يمر بنفس الموقف وأتى إليك ليخبرك بهذه الفكرة. ماذا كنت ستقول له؟ هل كنت ستقول له "نعم أنت فاشل"؟ بالطبع لا.
اكتب الرد الذي كنت ستقوله لصديقك ("أنت لست فاشلاً، أنت تمر بوقت صعب وتحتاج للراحة. قوتك تكمن في محاولتك وليس في نجاحك دائمًا"). الآن، اقرأ هذا الرد بصوت عالٍ لنفسك.
*إيمانيًا* (فهم مغفرة الله الواسعة):
الشيطان يريدك أن تيأس من خلال تضخيم ذنوبك، والله يريدك أن تعود من خلال تذكيرك برحمته. مهما كان ذنبك، تذكر أن الله هو "الغفور الودود".
قم بخطوة عملية بسيطة: توضأ وصلّ ركعتين "صلاة توبة"، ليس فقط عن ذنب فعلته، بل توبة عن "سوء الظن بنفسك" و"اليأس من رحمة الله". ثم قل: "اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم". هذا الدعاء النبوي يعيد الأمور إلى نصابها: أنت تعترف بالضعف، وتلجأ إلى مصدر القوة والمغفرة.
نادر السقا..