03/04/2025
1. مفهوم “الدايت القائم على الحرمان”:
• الدايت القائم على الحرمان يشير إلى الأنظمة الغذائية التي تعتمد على تقييد صارم للسعرات الحرارية أو الامتناع عن مجموعات غذائية كاملة (مثل الكربوهيدرات أو الدهون) بهدف فقدان الوزن السريع. كانت هذه الأنظمة شائعة في العقود السابقة.
• الحرمان الغذائي يؤدي غالبًا إلى فقدان الوزن على المدى القصير، ولكن سرعان ما يستعيد الجسم الوزن بعد العودة إلى العادات الغذائية الطبيعية، فيما يُعرف بـ”تأثير اليويو” (yo-yo effect).
2. متى أصبح “الدايت القائم على الحرمان” مرفوضًا علميًا؟
بدأت الأدلة العلمية التي تؤكد على أن الدايت القائم على الحرمان غير فعّال وغير صحي تتراكم بشكل ملحوظ في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات. إليك بعض النقاط البارزة التي ساعدت في تغيير هذا المفهوم:
• في الثمانينيات (1980s):
• دراسة أجريت في عام 1982 ونشرت في The American Journal of Clinical Nutrition، أشارت إلى أن الأنظمة الغذائية المنخفضة جدًا في السعرات الحرارية تؤدي إلى فقدان سريع للوزن، ولكنها تؤثر سلبًا على الكتلة العضلية وتبطئ الأيض، مما يؤدي إلى استعادة الوزن بسهولة.
• أطباء وخبراء التغذية مثل د. جان ماير من جامعة هارفارد بدأوا في الإشارة إلى أن فقدان الوزن السريع يمكن أن يضر بالصحة العامة، ويؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية.
• في التسعينيات (1990s):
• في عام 1992، نشرت منظمة الصحة العالمية (WHO) تقريرًا يؤكد أن الأنظمة الغذائية التي تعتمد على تقييد السعرات بشكل صارم تؤدي إلى نتائج غير مستدامة على المدى الطويل، وأن فقدان الوزن السريع يمكن أن يؤثر على التمثيل الغذائي ويزيد من مخاطر أمراض القلب.
• في نفس العام، أصدرت الجمعية الأمريكية للتغذية (American Dietetic Association) تقريرًا مفاده أن الأنظمة الغذائية المبنية على الحرمان الشديد تؤدي إلى اضطرابات في الأكل وزيادة احتمالية استعادة الوزن بشكل أسرع.
• في عام 1997، نشرت دراسة في The New England Journal of Medicine (NEJM) أظهرت أن الأشخاص الذين يتبعون حميات غذائية قاسية يستعيدون الوزن في غضون سنوات قليلة، وأن هذا النوع من الحميات يؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر والاكتئاب بسبب نقص العناصر الغذائية الضرورية.
3. الأدلة العلمية التي تثبت خطورة الدايت القائم على الحرمان:
• تأثير الأيض (التمثيل الغذائي):
• دراسة نشرت في عام 1994 في The Lancet أظهرت أن الأنظمة الغذائية المنخفضة جدًا في السعرات الحرارية تؤدي إلى انخفاض حاد في الأيض، مما يجعل من الصعب فقدان الوزن لاحقًا ويزيد من احتمالية استعادة الوزن المفقود بسرعة.
• تأثير الصحة النفسية:
• دراسة أجريت في عام 1995 ونشرت في Journal of the American Medical Association (JAMA) أشارت إلى أن الحميات الغذائية القاسية ترتبط بزيادة مستويات الاكتئاب والتوتر، نظرًا لتأثيرها على التوازن الهرموني ونقص العناصر الغذائية الهامة مثل الفيتامينات والمعادن.
• تأثير على صحة القلب:
• دراسة نشرت في عام 1998 في Circulation, المجلة الرسمية للجمعية الأمريكية للقلب، أظهرت أن فقدان الوزن السريع عن طريق الحميات القاسية يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وانخفاض الكوليسترول الجيد (HDL)، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
4. التحول نحو “أسلوب حياة صحي” بدلاً من الحميات القاسية:
• في القرن الواحد والعشرين، تغيرت وجهة نظر العلماء والأطباء بشكل جذري، حيث تم التركيز على أهمية التغذية المتوازنة والتمارين الرياضية المعتدلة كوسيلة لفقدان الوزن وتحسين الصحة العامة بدلاً من الاعتماد على الأنظمة الغذائية التي تعتمد على الحرمان.
• في عام 2004، نشرت المعاهد الوطنية للصحة (NIH) تقريرًا ينصح بتجنب الحميات الغذائية التي تعد بفقدان سريع للوزن لأنها غير صحية وغير مستدامة، وأكدت أن فقدان الوزن البطيء والمستدام هو الأفضل على المدى الطويل.
• في عام 2013، نشرت The American Heart Association تقريرًا يؤكد أن فقدان الوزن من خلال أسلوب حياة صحي متوازن هو الطريقة المثلى، حيث يجمع بين النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني المنتظم.
5. الأدلة النهائية:
بحلول أواخر التسعينيات وبداية الألفية، أصبح من الواضح علميًا أن الدايت القائم على الحرمان ليس فقط غير فعال لفقدان الوزن على المدى الطويل، بل يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل اختلال الهرمونات، الاكتئاب، نقص التغذية، وأمراض القلب.
تأكيد الأطباء على عدم فعالية هذا النوع من الحميات وتبنيهم لفكرة التغذية المتوازنة وأسلوب الحياة الصحي كان نتيجة عقود من الدراسات التي أظهرت أن فقدان الوزن السريع غير صحي وغير مستدام.
المراجع:
1. The American Journal of Clinical Nutrition (1982) - دراسة عن فقدان الوزن والكتلة العضلية.
2. World Health Organization (1992) - تقرير عن الأنظمة الغذائية وتأثيرها على الصحة العامة.
3. The New England Journal of Medicine (1997) - دراسة عن استعادة الوزن والآثار النفسية.
4. Journal of the American Medical Association (1995) - تأثير الحميات القاسية على الصحة النفسية.
5. Circulation (1998) - تأثير الحميات القاسية على صحة القلب.
6. National Institutes of Health (2004) - إرشادات حول فقدان الوزن الصحي.
7. The American Heart Association (2013) - تقرير حول أسلوب الحياة الصحي وفقدان الوزن.
الأدلة العلمية التي تراكمت منذ الثمانينيات والتسعينيات أثبتت أن الحميات الغذائية المبنية على الحرمان ليست فعالة ولا صحية، وهو ما دفع الأطباء إلى التحذير منها واعتماد أساليب أكثر توازنًا وصحة.
@@@ #دايت