24/09/2020
نظراً لكثرة الرسائل الواردة بشأن طبيعة مرض و أسبابه و علاجه ، قررت كتابه المقال المختصر الآتي محاولاً قدر الإمكان الرد على كل التساؤلات الوارده في صندوق البريد.
#مرض إرتجاع المريء -كما يعرف لدى العامة- عادة يحدث بسبب إرتجاع الحمض الموجود بطبيعة الحال في المعدة إلى المريء مما يسبب إلتهابا في الأغشيه المبطنة لجدار المريء و بالتالي تحدث مجموعة الأعراض المصاحبة للمرض. قد يتساءل البعض ما الذي يؤدي إلى إرتجاع الحمض المعدي إلى المريء؟ الإجابة ببساطة تكمن في الآتي ؛ عندما يقوم الإنسان بعمليه البلع سواء للطعام أو السوائل فإن العضلات الدائرية في نهاية المريء [Lower Esophageal Sphincter] تقوم بالإنبساط و الإرتخاء كي تسمح بمرور المواد من خلاله إلى المعدة حتى يستكمل الجسم عمليه الهضم ، بعد ذلك تقوم تلك العضلات الدائريه بالإنقباض بشكل متناغم مجدداً حتى تقوم بغلق مجرى المريء من أسفل مجددا حتى لا يتم إرتجاع بعض المواد مجددا من المعدة إلى المريء نتيجه إنقباضات المعدة أثناء عملية الهضم. لذلك أي أسباب تؤدي إلى عدم إنتظام إنبساط بتلك العضلات في نهاية المريء أو زيادة إرتخائها سوف تؤدي إلى عودة بعض الحمض المعدي إلى المريء مما يؤدي في نهاية الأمر إلى ما يعرف بمرض الإرتجاع المعدي المريئي .
أشهر #الأعراض التي يعاني منها مريض إرتجاع المريء هي كالآتي :
١- إحساس شديد بالحموضه خصوصا بعد الوجبات أو أثناء النوم ليلاً ، و عادةً يصف المريض هذا الإحساس بالحمو أو الحرقان على الصدر [Heartburn].
٢- ألم في الصدر قد يعتقده المريض صادراً من القلب في بداية إصابته بالمرض.
٣- صعوبة في البلع ، أكثر للمواد الصلبه مثل الطعام منها للسوائل كالماء.
٤- إرتجاع بعض بقايا الطعام و الحمض ، و الإحساس برائحة فم كريهة.
٥- الإحساس بوجود كتلة ما بداخل الحلق.
٦- الأعراض الأقل شيوعاً تشمل : الكحة المزمنه و عدم القدرة على النوم و التهاب الحلق و تسوس
الأسنان و أخيراً قد تسوء حالة الربو لدى المريض إن كان يعاني منها.
#متى يجب على المريض زيارة الطبيب؟
١- إذا شعر المريض بأكثر من عرض واحد من الأعراض الشائعة بصورة شديدة أو متكررة.
٢- إذا وجد المريض نفسه مقبلا على الأدوية المضادة للحموضة بشكل منتظم و متكرر.
ما #عوامل الخطورة التي قد تسيء من حالة مريض إرتجاع المريء؟
١- السمنه بشكل عام
٢- العادات مثل التدخين و شرب الكحول بكثرة
٣- الحمل
٤- الإمساك
٥- الإفراط في تناول الطعام خصوصا ليلا قبل النوم
٦- وجود فتق في الحجاب الحاجز
٧- الإصابة بعدوى نشطة من بكتيريا [H.Pylori]
قبل أن أتطرق إلى طرق العلاج المتوفرة ، سأقوم بالرد علي سؤال يخص [بكتيريا H.Pylori] فيما يخص الفحوصات الخاصه بها . هناك طريقتان شائعتان للكشف عنها ؛ #الأولى هي عن طريق الكشف عن الأجسام المضادة [Antibody] لها في دم المريض ، و #الثاني هو الكشف عن مولد الضد [Antigen] في عينه براز المريض ، و تلك الطريقة هي الأفضل لأنها توضح إن كانت العدوي نشطة أم لا ، لأن الإنسان قد يصاب بالعدوي و بالتالي يقوم جهاز المناعه لديه بإنتاج الأجسام المضادة اللازمه لمكافحة العدوي ، و التى تظل موجودة في الدم حتي بعد شفاء المريض و القضاء على العدوي البكتيرية.
ما هى طرق #العلاج المتاحة للمرض؟
١- مجموعات الدواء المضادة للحموضة : و هي كثيرة و منها [Antacids,PPIs & H2 Blockers].
٢- أدويه تقلل من معدل إنبساطات عضلات المريء مثل الباكلوفين [Baclofen].
٣- مجموعة من الأدويه لعلاج [عدوي بكتيريا H.Pylori النشطه] إن وجدت ، و #البروتوكول المتبع لعلاج العدوي النشطه يتلخص في طريقتين من العلاج الدوائي و هما كالآتي :
1- Bismuth-Based Quadruple Therapy :
[Bismuth + Tetracycline + Metronidazole + PPI] for TWO weeks.
ملحوظة : الطريقة الأفضل إن كان المريض يعاني من حساسيه تجاه عقار البنسللين
2- Concomitant Therapy :
[Clarithromycin + Amoxicillin + Metronidazole + PPI] for TWO weeks.
٤- العلاج الجراحي مثل .
٥- العلاج العشبي المساعد : الكاموميل أو البابونج و القرفة و عرق السوس.
٦- أخيراً تجنب عوامل الخطورة السالف ذكرها قدر الإمكان.
#ملحوظة : يجب على مريض إرتجاع المريء الإهتمام بزيارة الطبيب بصورة منتظمة للوصول إلى العلاج الأمثل بالنسبه لحالة المريض و تقييم وضع الحالة الصحية له بشكل صحيح تجنباً لحدوث أي #مضاعفات في المستقبل و التي يعتبر أخطرها : قرحة المريء ، و ظهور بؤر سرطانيه في نهاية المريء فيما يعرف ب [Barrett's Esophagus].