13/03/2024
إعتام عدسة العين هو تغيُّم عدسة العين التي تكون صافية في حالتها الطبيعية. بالنسبة للمصابين بإعتام عدسة العين، فإن الرؤية من خلال العدسات الغائمة تشبه النظر من خلال نافذة يكسوها الصقيع أو الضباب. قد تزيد الرؤية الغائمة التي يسببها إعتام عدسة العين من صعوبة القراءة، أو قيادة السيارة ليلًا، أو رؤية التعبيرات المرتسمة على وجه أحد الأصدقاء.
تتطور معظم حالات إعتام عدسة العين تدريجيًا، ولا تؤثر في القدرة على الإبصار في مرحلة مبكرة. ولكن بمرور الوقت، يؤثر إعتام عدسة العين في الرؤية في نهاية المطاف.
قد تساعدك زيادة الإضاءة وارتداء النظارات في البداية على التعامل مع إعتام عدسة العين. ولكن إذا كان ضعف الرؤية يؤثر في الأنشطة المعتادة، فقد يلزم إجراء جراحة الساد. ولحسن الحظ، فجراحات الساد آمنة وفعالة بشكل عام.
الأعراض :-
تشمل أعراض إعتام عدسة العينلا مايلي :
- رؤية ضبابية أو مشوشة أو معتمة.
- صعوبة الرؤية ليلاً.
- الحساسية للضوء والوهج.
- الحاجة إلى ضوء أكثر سطوعًا للقراءة وغيرها من الأنشطة.
- رؤية هالات حول المصابيح.
- تغيرات متكررة في قياسات النظارات أو العدسات اللاصقة.
- خفوت الألوان أو اصفرارها.
- ازدواج الرؤية في إحدى العينين.
* في البداية، قد تؤثر ضبابية الرؤية الناتجة عن إعتام عدسة العين في جزء صغير فقط من عدسة العين. وربما لا تلاحظ أي فقدان للرؤية. لكن مع زيادة حجم إعتام عدسة العين، يأخذ في تغييم جزء أكبر من عدسة عينك. وتؤدي زيادة التغييم إلى تغيرات في الضوء المارّ عبر العدسة. وربما يسبب هذا أعراضًا تلاحظها بقدر أكبر.
الأسباب
تحدث أغلب حالات إعتام عدسة العين حين يتسبّب التقدم في العمر أو التعرض لإصابة في إحداث تغيرات على الأنسجة المكونة لعدسة العين. تبدأ البروتينات والألياف الموجودة في العدسة في التكسُّر. ويؤدي هذا إلى غشاوة الرؤية أو تغيُّمها.
يمكن أن يزيد احتمال الإصابة بإعتام عدسة العين بسبب بعض الاضطرابات الوراثية التي تسبب مشكلات صحية أخرى. وقد ينتج إعتام عدسة العين أيضًا بسبب حالات مَرضية أخرى في العين، أو إجراء عمليات جراحية سابقة في العين، أو حالات مَرضية مثل داء السكري. يمكن أن يؤدي استخدام الأدوية الستيرويدية على المدى الطويل أيضًا إلى الإصابة بإعتام عدسة العين.
كيفية تكوُّن إعتام عدسة العين
إعتام عدسة العين مرض يسبب تغيّمها. وتقع العدسة خلف الجزء الملون من العين، ويُطلق عليه القزحية. تؤدي العدسة دورًا مهمًا في تركيز الضوء الذي يدخل العين. وينتج عن هذا الضوء المركز صور واضحة وحادة على الجزء الخلفي من العين، المعروف باسم شبكية العين.
كلما تقدم العمر، تصبح عدسات العين أقل مرونة وأقل شفافية وأكثر سمكًا. وتسبب الحالات المتعلقة بالعمر وبعض الحالات الطبية تحلُّل البروتينات والألياف الموجودة في العدسة وتكتّلها معًا. وهذا ما يُسبب التغيُّم في العدستين.
مع زيادة تفاقم إعتام عدسة العين، يصبح التغيُّم أكثر سوءًا. ويؤدي إعتام عدسة العين إلى تشتيت الضوء وحجبه أثناء مروره عبر العدسة، ما يمنع وصول صورة صافية واضحة المعالم إلى الشبكية. ونتيجة لذلك، تصبح الرؤية ضبابية.
يحدث إعتام عدسة العين عادةً في العينين معًا، إلا أنه لا يكون بنفس الدرجة. فقد يكون إعتام عدسة العين في إحدى العينين أسوأ من الأخرى. وهذا يُسبب اختلافًا في الرؤية بين العينين.
أنواع إعتام عدسة العين.
تتضمن أنواع إعتام عدسة العين:
إعتام عدسة العين الذي يصيب مركز العدسة (الإعتام النووي). قد يسبب الإعتام النووي في البداية عدم وضوح الأجسام البعيدة مع رؤية الأجسام القريبة بشكل واضح. بل وقد يحسن الإعتام النووي قوة نظرك عند القراءة لفترة قصيرة. لكن بمرور الوقت، تتحول العدسة إلى اللون الأصفر أو البني ببطء وتسبب تدهور رؤيتك. وقد يصل الأمر إلى صعوبة تمييز الألوان.
إعتام عدسة العين الذي يصيب حواف العدسة (الإعتام القشري). يبدأ الإعتام القشري على هيئة بقع أو خطوط بيضاء وتدية الشكل تتكوّن على الحافة الخارجية لقشرة العدسة. ومع تطور الإعتام ببطء، تنتشر الخطوط إلى المركز وتؤثر في الضوء الذي يمر عبر العدسة.
إعتام عدسة العين الذي يصيب خلفية العدسة (الإعتام الخلفي تحت المحفظة). يبدأ الإعتام الخلفي تحت المحفظة على هيئة بقعة صغيرة تتكوَّن عادةً بالقرب من الجزء الخلفي للعدسة في مسار الضوء مباشرةً. وغالبًا يؤثر الإعتام الخلفي تحت المحفظة في الرؤية عند القراءة. وقد يقلل الرؤية في الضوء الساطع ويسبب وهجًا أو هالات حول الضوء في الليل. وعادةً تتطور هذه الأنواع من إعتام عدسة العين بوتيرة أسرع من الأنواع الأخرى.
إعتام عدسة العين منذ الولادة (الإعتام الخلقي). يُولد بعض الأشخاص بإعتام عدسة العين أو يُصابون بهذا المرض خلال مرحلة الطفولة. وقد تكون حالات الإعتام هذه موروثة من أحد الوالدين. كما قد تكون مرتبطة بعدوى أو إصابة جسدية تعرض لها الطفل قبل الولادة.
وربما تنتج حالات إعتام عدسة العين هذه أيضًا عن حالات مَرَضية محددة. وقد تتضمن تلك الحالات حثل التأتر العضلي أو وجود الغالاكتوز في الدم أو الورام الليفي العصبي من النوع الثاني أو الحصبة الألمانية. ولا تؤثر حالات إعتام عدسة العين الخلقي في الرؤية دائمًا. وفي حال حدوث ذلك، تُعالج عادةً بعد وقت قصير من اكتشافها.
عوامل الخطر
من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بإعتام عدسة العين:
التقدم في العمر.
داء السكري.
كثرة التعرُّض لأشعة الشمس.
التدخين.
السمنة.
وجود تاريخ عائلي للإصابة بإعتام عدسة العين.
التهاب أو إصابة سابقة في العين.
إجراء جراحة سابقة في العين.
استخدام أدوية الكورتيكوستيرويدات لمدة طويلة.
الإفراط في شُرب الكحوليات.
التشخيص
لتحديد ما إذا كنت مصابًا بإعتام عدسة العين، سيستعرض طبيبك سيرتك المَرضية والأعراض التي تظهر عليك. وسيجرى لك فحص عين أيضًا. وقد يجري لك طبيب عدة فحوص منها:
اختبار الإبصار. يستخدم اختبار الإبصار، والذي يطلق عليه كذلك فحص حدة الإبصار، مخطط العين لقياس مستوى قدرتك على رؤية مجموعة من الحروف. تُفحص كل عين على حدة، مع تغطية العين الأخرى. ويستخدم الطبيب مخطط العين أو جهاز عرض لحروف تصغُر تدريجيًا لتحديد ما إذا كان مستوى نظرك 20/20 أو ما إذا كانت تعاني مشكلات في الإبصار.
فحص هيكل العين. يسمح فحص هيكل العين، والذي يُعرف كذلك بالمصباح الشِقِّي، لطبيب العيون برؤية هياكل مقدمة العين مكبَّرة. ويُطلق على هذا المجهر المصباح الشِقِّي لأنه يستخدم خطًا مكثفًا من الضوء أو شقًّا لإضاءة الهياكل في عينيك. ويتيح الشق لطبيبك استعراض هذه الهياكل في قطاعات أصغر، ما يسهّل اكتشاف أي مشكلات بها.
فحص الشبكية. يتحقق فحص الشبكية من الجزء الخلفي من عينيك، والذي يُطلق عليه شبكية العين. وللإعداد لفحص الشبكية، يضع طبيب العيون قطرة في عينيك لجعل حدقتيك تتسعان. وهذا يجعل رؤية الشبكية أسهل. ويمكن لطبيب العيون باستخدام مصباح شِقّي أو جهاز خاص يُسمى منظار العين فحص العدسة بحثًا عن مؤشرات على إعتام عدسة العين.
اختبار ضغط السوائل. يقيس هذا الفحص، والذي يعرف أيضًا بقياس ضغط العين بالتسطح، ضغط السائل في عينيك. ويمكن استخدام عدة أجهزة مختلفة متخصصة لإجراء هذا الفحص.
العلاج
عندما لا تتمكن من الرؤية باستخدام نظارتك الطبية، ستصبح الجراحة هي العلاج الوحيد الفعال لحالات إعتام عدسة العين.
عند تفكيرك بإجراء جراحة الساد
استشر طبيب العيون بشأن ما إذا كانت الجراحة خيارًا مناسبًا لحالتك أم لا. يوصي معظم أطباء العيون بإجراء جراحة إعتام عدسة العين عندما يبدأ إعتام عدسة العين في التأثير على جودة الحياة. وقد يشمل ذلك قدرتك على أداء الأنشطة اليومية، كالقراءة أو قيادة السيارات ليلاً.
لا ينبغي في معظم الحالات الاندفاع والتسرع لإزالة إعتام عدسة العين؛ لأنه عادةً لا يضر العينَين. إلا أن إعتام عدسة العين قد يتفاقم أسرع لدى الأشخاص المصابين بحالات مَرضية معينة، ومنها داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو السُمنة.
في العادة لا يؤثر الانتظار لبعض الوقت حتى إجراء جراحة إعتام عدسة العين على مدى تعافي الإبصار. فخذ وقتك في الموازنة بين الفوائد والمخاطر المتعلقة بجراحة إعتام عدسة العين مع طبيبك.
في حال قررت عدم إجراء جراحة إعتام عدسة العين الآن، فقد ينصحك طبيب العيون بإجراء فحوص تفقدية دورية لمتابعة ما إذا كان إعتام عدسة العين يتفاقم أم لا. ويتوقف معدل زياراتك لطبيب العيون على حالتك.
ما يحدث أثناء جراحة الساد :
في جراحة إعتام عدسة العين، يزيل طبيب العيون العدسة المعتمة من العين، ويستبدل بها عدسة اصطناعية شفافة. وتُوضع العدسة الاصطناعية التي تُسمى "العدسة القابلة للزرع داخل مقلة العين" في نفس موضع العدسة الطبيعية للعين، فتصبح جزءًا دائمًا من العين.
يتعذر استخدام العدسات الاصطناعية عند بعض الأشخاص. وفي هذه الحالات، بعد التخلص من إعتام عدسة العين يمكن تصحيح الرؤية بواسطة النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة.
تُجرَى جراحة إعتام عدسة العين عادةً دون مبيت في المستشفى، أي أنك لست بحاجة إلى البقاء في المستشفى بعد الجراحة. يستخدم طبيب العيون أثناء الجراحة دواءً لتخدير المنطقة المحيطة بالعين، لكنك عادةً تظل يقظًا خلال العملية.
جراحة إعتام عدسة العين إجراءٌ آمن بصفة عامة، لكنها تحتمل الإصابة بالعدوى والنزيف. تزيد جراحة إعتام عدسة العين أيضًا من احتمال انسحاب الشبكية من موضعها، ويُعرف ذلك باسم انفصال الشبكية.
قد تشعر بألم شديد لبضعة أيام بعد هذا الإجراء الجراحي. لكن عادةً تتعافى في غضون أسابيع قليلة.
إذا كنت بحاجة إلى جراحة إعتام عدسة العين في كلتَي عينيك، سيرتّب طبيبك موعدًا لإزالة إعتام عدسة العين في العين الثانية بعد تعافيك من العملية الأولى.
Master Care For Medical Insurance
ماستر كير ... دمتم بكل الخير