
01/09/2025
التحرر من دور الضحية – كيف تتوقف عن إعادة تمثيل نفس المشهد المؤلم
كثيرون يعيشون حياتهم وهم يحملون شعارًا غير معلن: "أنا ضحية ما حدث لي".
قد يكون ذلك بسبب طفولة صعبة، خيانة مؤلمة، أو ظروف قاسية. لكن المشكلة الحقيقية تبدأ حين يصبح هذا الدور هوية نكررها ونعيش من خلالها كل يوم.
لماذا نتمسك بدور الضحية؟
طلب التعاطف: نشعر أننا لا نُرى إلا إذا كنا متألمين.
التهرب من المسؤولية: من الأسهل أن نُحمّل الآخرين أخطاءنا بدلاً من مواجهة قراراتنا.
الخوف من التغيير: البقاء في القصة القديمة أسهل من المخاطرة بكتابة جديدة.
ارتباط الهوية بالألم: نعتقد أن ما مررنا به هو ما يعرّفنا، فنتمسك بالجراح وكأنها جزء منّا.
كيف تعرف أنك عالق في دور الضحية؟
تكرر نفس الشكوى لسنوات دون خطوات عملية.
تشعر أن الحياة "تحدث لك" لا أنك تساهم في صنعها.
ترى الآخرين كمسؤولين دائمًا عن فشلك أو معاناتك.
تعيد الدخول في نفس العلاقات المؤذية وكأنك تعيش نسخة من الماضي.
خطوات التحرر من دور الضحية
الوعي بالأنماط: لاحظ القصص التي تكررها لنفسك وللآخرين.
تسمية الدور: اعترف: "أنا ألعب دور الضحية الآن"… الاعتراف نصف التحرر.
تحمل المسؤولية: حتى لو لم تكن مسؤولًا عن الحدث، أنت مسؤول عن كيفية التعامل معه الآن.
تغيير الرواية: بدلاً من "لقد خانوني" قل "لقد تعلمت من هذه التجربة كيف أضع حدودًا".
بناء قوة داخلية: استبدل طلب الشفقة ببناء الثقة والقدرة على اختيار جديد.
التحرر لا يعني إنكار الألم
التحرر لا يعني أنك لم تتألم، بل يعني أنك لم تعد تسمح لهذا الألم أن يقود حياتك.
أن ترى الجرح، تعترف به، ثم تضعه في مكانه الصحيح: حدث مضى… لا هوية مستمرة.
مثال توضيحي
امرأة تعرضت للخذلان في شبابها وظلت لسنوات تقول: "أنا لا أستطيع أن أثق بأحد… كل الناس خائنون". حين بدأت ترى أنها تكرر دور الضحية، بدأت تختار بعقل ووعي لا من خوف. النتيجة؟ علاقات أنضج وأكثر صحة.
الخلاصة
الخروج من دور الضحية ليس إنكارًا للتجارب المؤلمة، بل هو تحرر من إعادة تمثيلها في كل فصل من حياتك.
الوعي الحقيقي يبدأ حين تدرك أن الماضي شكّلك… لكنه لا يجب أن يُمسك بزمام حياتك الآن.
#فاطمةالزهراءعرفة