22/11/2025
وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا..
ولا تهنوا.. أي ولا تضعفوا.. ولا تخوروا.. ولا تجبنوا..
إنّ مَن عانى من الإصابة الروحيّة.. وذاق آلامها.. و مرّ بكُرُبات الشّدّة.. وضاقت عليه حلقاتها.. ليعرف تمام المعرفة أن الحرب مع عدو يراك ولا تراه مرهِقة جدًا.. عدو يراك هو وقبيله من حيث لا تراه.. حتمًا هذه لن تكون سهلة أبدًا..
بيتك.. متاعك.. وسائر شأنك.. فضلاً عن جسدك.. مُستهدف..
فلا ينبغي أن تترك ثغرةً له لاقتناص أي فرصة لمباغتتك من ناحيتها..
أغلق الباب أمامه..
حصّن البيت وماحوى.. والجسد وما وعى..
واجعل لسانك بالذكر لاهجًا.. وقلبك بالله مُتعلّقًا..
= [ما خلىٰ جسد المحارب من طعنة.. أوضربة.. أو رمية]..
ردود الفعل غالبًا ما تكون علامة فارقة في هذا السجال..
فبين الأخذ والـرّد.. والصولة والجولة.. ستعرف مدى شراسة المعركة.. وصلابة هذا الخبيث وأعوانه من ضعفهم!!..
فتوجيه الضربات الموجعة حتمًا ستُبعثر أوراق هذا أو ذاك..
= [لَا یُقَـٰتِلُونَكُمۡ جَمِیعًا إِلَّا فِی قُرࣰى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَاۤءِ جُدُرِۭۚ]..
هذا دأب السحرة و خدّامهم من الجن وأعوانهم من الإنس..
ثق أن للمقاتل المستميت تدريعات في الجسد وفي البيت.. فهذا الخبيث لا يترك الجسد بسهولة.. لأنه يرىٰ أنه مُلكٌ له!!..
وأنت أيها المصاب بمثابة الفريسة في فم الأسد لن يتركها بسهولة!!..
= [والرأي قبل شجاعة الشجعان]..
أحيانًا -بل دائمًا- الحكمة والتريّث هو ما يصنع الفارق.. ويحسم المعارك بين طرفين حِرصُ أحدهما على الفتك بصاحبه أكثر من الآخر.. وذلك بقراءة نقاط ضعفه.. ومواجهته بالضّدّ ممّا يكره ويسوءه من العلاجات والبرامج..
= [السلاح بضاربه]..
لا تركَننّ إلى سورة تقرأها.. أو رقية تعتمدها..
بل.. إن لم يصاحب ذلك يقين قلبيّ جازمٌ على قدرة الله المطلقة و فِعله في خلقه وأنه هو القاهر فوق عباده.. مع التّوكّل عليه فإنك لن تستطيع التأثير في عدوّك لأنك أصلاً لستَ متأثّرا بما تقول أوتفعل..
= [اقصد البحر و خلّي القنوات]..
عليك بجوامع العزم والحسم..
اترك التردد والشك في إنهاء المعركة لصالحك (فالأيادي المُرتعشة لا تصنع التاريخ) كما يقولون..
فما دمت قد سلكت طريق العلاج فحتمًا.. ستكون نهايته الشفاء والفرج طال الزمن أو قصر بإذن الله.. فلا تصغي للوساوس أو للشكوك أو التثبيط أو التحبيط..
= [لا تقبل بأنصاف الحلول]..
فلا تُخادع نفسك وتقول.. أنا الآن أفضل بكثير..
بل إمّا الشّفاء التّام وانتهاء الأعراض بالكلّيّة و إلا فلا!!..
لأن العدو ما لم تدحره فإنه سيُمنّي النفس بالعودة..
ومالم تُهدم قلاعه.. وتُفكّ عقُده فإنه سيعود!!..
وهذا ما حدث للكثير فيما نسمّيه بالإنتكاسة.. وفي مرحلة أخرى التجديد.. فخذ حذرك!!..
- مَن خاف أدلج.. ومن أدلج بلغ المنزل!!..