
11/04/2025
من أكثر الأخطاء التربوية التي تقع فيها بعض الأسر دون أن تنتبه، وهو إشراك الأطفال في مجالس الكبار وسماع أحاديث لا تناسب أعمارهم.
هل يجوز جلوس الأطفال مع الكبار وسماع أحاديثهم؟
الجواب التربوي:
الأصل في التربية أن لكل مرحلة عمرية خصوصيتها، ولكل مقام حديثه.
الأطفال عقولهم وقلوبهم مثل الصفحة البيضاء، وما يسمعونه ويرونه يطبع في أذهانهم ويؤثر على طريقة تفكيرهم وسلوكهم.
متى يكون جلوس الطفل مع الكبار مقبولاً؟
إذا كان المجلس راقياً، مليئاً بالحكمة، والأحاديث الطيبة والمواقف التربوية الجميلة.
إذا كان الحديث مناسباً لعمره وخالياً من الأسرار أو المواضيع التي تتجاوز وعيه.
إذا كان الهدف أن يتعلم الأدب في الجلوس، آداب الحوار، احترام الكبار، دون الانشغال بأحاديث لا تخصه.
متى يكون جلوس الطفل مع الكبار خطراً على تربيته؟
إذا كان الحديث يتناول مشكلات الكبار، خلافات أسرية، أسرار بيتية، أو انتقاد أشخاص.
إذا كان هناك مزاح جارح، ألفاظ غير لائقة، أو قصص تخيفه أو تزرع في نفسه أفكاراً خاطئة.
إذا كان يسمع كلاماً فوق مستواه الفكري ولا يستطيع تفسيره، فيفسّره بطريقة خاطئة.
أمثلة واقعية لأثر ذلك على الطفل:
قد يسمع الطفل حديثاً عن الخيانة أو الطلاق فيقلق ويخاف دون أن يعبّر.
قد يسمع أسرار العائلة فينقلها للغرباء ببراءة.
قد يسمع كلاماً عن المال أو المشاكل فيشعر بعدم الأمان أو الغيرة أو النقص.
قد يتعلم أساليب الكذب أو المكر دون أن يقصد.
ما هو التصرف التربوي الصحيح؟
1. تعليم الطفل آداب الجلوس مع الكبار:
احترام المجلس.
عدم التدخل في الكلام.
عدم مقاطعة الحديث.
2. تحديد الأوقات المناسبة لمشاركته:
اشركيه إذا كان الحديث إيجابياً يزرع القيم.
وأبعديه إذا كان الحديث خاصاً بالكبار أو حساساً.
3. إرسال رسالة تربوية له:
"أنت ما زلت صغيراً على هذا الكلام، عندما تكبر ستفهم أكثر، الآن اذهب والعب أو اقرأ أو شاهد شيئاً مفيداً."
4. حماية نفسية الطفل أولى من المجاملة الاجتماعية:
ليس من التربية السليمة أن يقال:
"دعه يسمع ويتعلم الحياة من الآن."
لأن الطفل يتعلم من المواقف التي تناسب عمره ووعيه، لا من أسرار الكبار ومشاكلهم.
خلاصة تربوية ذهبية:
> الطفل إذا جلس في مجلس الكبار ليتعلم الأدب، والاحترام، وأخلاقيات الحوار فهذا جميل ومطلوب.
أما إذا جلس ليسمع ما لا يناسب عمره وعقله فهذا خطر تربوي يضرّه أكثر مما ينفعه.
فكن حكيماً في إشراكه، وواعياً في حمايته.