26/09/2025
✦ الحلقة الرابعة: السنا مكي (Senna alexandrina)
الأسماء الشائعة: السنا – السنا مكي – السنا الحجازي – Cassia angustifolia – Senna Alexandrina.
أولًا: التعريف بالمادة
السنا مكي من أقدم النباتات الطبية التي استُخدمت في الحضارة العربية والإسلامية، وينتمي إلى الفصيلة البقولية (Fabaceae). أوراقه وقرونه الجافة تُعرف منذ قرون كوسيلة طبيعية للتخلص من الإمساك، حتى وُصف في التراث بقولهم: "لولا السنا مكي لكانت الحاله بتبكي"، وقد أثبت الطب الحديث فعاليته كملين قصير الأمد عند استخدامه بشكل منضبط.
ثانيًا: المحتوى العلمي
الأنثراكينونات (Sennosides A & B): المركبات الأساسية المسؤولة عن التأثير الملين عبر تحفيز حركة الأمعاء.
الفلافونويدات: ذات خصائص مضادة للأكسدة.
المخاطيات النباتية والتانينات: تساعد على التأثير اللطيف على الغشاء المخاطي للأمعاء.
ثالثًا: الفوائد العلاجية المثبتة
معالجة الإمساك الحاد قصير الأمد.
يستخدم طبيًا في تفريغ الأمعاء قبل بعض الإجراءات الطبية (مثل تنظير القولون).
يساهم عند تحضيره مع أعشاب أخرى (كالزنجبيل أو اليانسون) في تقليل الانتفاخ والمغص.
رابعًا: الجرعات وطرق الاستخدام
1. المستحضرات الصيدلانية (الأكثر ضبطًا):
الأقراص أو الكبسولات: ما يعادل 15–30 ملغ من السينوسيدات يوميًا للبالغين.
الأكياس الطبية (Infusion bags): كيس واحد يُنقع في ماء ساخن ويُشرب مساءً.
2. البدائل الشعبية (عند غياب المستحضرات):
النقوع: ملعقة صغيرة (1–2 غرام) من الأوراق المجففة تُنقع في كوب ماء مغلي 10 دقائق وتشرب مساءً.
القرون الجافة: تُكسر وتُنقع بنفس الطريقة، وهي ألطف على المعدة من الأوراق.
📌 ملاحظة: الأفضل أن يُشرب السنا في المساء، لأن تأثيره يبدأ بعد 6–12 ساعة.
خامسًا: المخاطر والتداخلات الدوائية
الاستخدام الطويل يُفقد القولون بكتيريته النافعة ويؤدي إلى كسل الأمعاء.
الجرعات الكبيرة قد تسبب مغصًا شديدًا، جفافًا، أو إسهالًا مزمنًا.
لا يُستخدم أثناء الحمل إلا بإشراف طبي، ويُمنع في حالات انسداد الأمعاء أو الالتهابات المعوية.
قد يتداخل مع مدرات البول أو أدوية القلب بزيادة فقدان البوتاسيوم.
📌 تنويه مهم:
السنا مكي ليس علاجًا دائمًا للإمساك، بل أداة مساعدة قصيرة الأمد. قيمته العلمية عالية، لكن الاستخدام العشوائي هو ما يجعله ضارًا.
سادسًا: الأخطاء الشائعة
استعماله يوميًا للتنحيف → يؤدي إلى إنهاك الأمعاء والإدمان المليني.
إعطاؤه للأطفال بجرعات عشوائية.
اعتباره علاجًا شاملًا لأي اضطراب هضمي.
سابعًا: الخاتمة الأكاديمية
وللمهتمين بالتوسع، سيتم قريبًا الإعلان عن دبلوم تخصصي في النباتات الطبية بإشراف الاتحاد العالمي للطب التكميلي، يتناول الأساليب الأكاديمية لتحضير واستخدام الأعشاب، وتحويلها إلى مستحضرات علاجية وتجميلية آمنة وفعّالة.
ترقبوا في الحلقة القادمة من سلسلتنا موضوعًا جديدًا نضعه تحت المجهر العلمي، لنضيء الطريق بين الموروث الشعبي والطب الحديث.
✍️ بقلم: د. حسن جمال الدين كلسلي