25/06/2025
وُِلد التحليل النفسي قبل خلال وبعد الحربين العالميتين وتاثر منهما، وولادته مستمرة حتى اليوم. لكن في عام ١٩٢٠ وضع فرويد احد اهم الافكار في عالم التحليل الا وهو "دافع الموت- " لكي يحاول فهم مصدر كل الشر اللي بيفتعله الانسان من قتل وحروبات وتدمير، وبمحاذاته اوجد فكرة "دافع الحياة- " لكي يصف تلك من ممارسة الشر من قتل وتدمير، والدمج بينهم يولّد " " (التلذذ على الحرب وعلى التدمير والقتل). من هنا، فان دافع الحياة خاضع لدافع الموت وقائم على خدمته، الى ان ينتهي الامر بان يستحوذ دافع الموت على كل اجزاء النفس عند موت الجسد ليموتا معا (فكرة معقدة شوي).
بنظرة سريعة نحو الغرب، نجده غير قادر على التعامل مع دافع الموت خاصته، فبالتالي يمارس الغرب عملية "اسقاط" غير واعي لدافع الموت على الشرق، وكأن الغرب #يتساعد بالشرق محوّلا اياه الى ملجأ لاسقاطاته: يقوم الغربي بقتل الشرقي ويتهمه بانه قاتل، يدمر حضارة الشرقي ويتهمه بالبربرية، ينهب يسلب ويتهم الشرق بالشر، كل ذلك يترتب في معادلة واحدة اراها الاكثر منطقيا: لكي يتمكن الغربي ان يعيش مع نفسه بسلام عليه ان يقتل الشرقي (يسقط عليه دافع الموت) ، في الوقت الذي لا يحتاج به الشرق الى الغرب لكي يحيا مع نفسه بسلام، اذ هنالك الكثير من التوازن بين دافع الموت ودافع الحياة، وليس صدفة اننا قلما ترى"نشوة الحروب" شرقية، بل نراها، واساسا، نشوة غربية.