
26/05/2025
الخدر الانفعالي: لما المشاعر "تفصل" وأنت بعدك عايشه
فيه نوع من الألم مش بيصرّخ، ولا بيعيّط، ولا حتى بيظهر على وجهك . هو ساكت... ساكت لدرجة إنك تحسِ إنك "اتجمدتي "، كأنك متجمّده من جوه، ولا بتهزك كلمة، ولا بيفرّحك موقف، ولا بتحس بحاجة أصلاً. وهاد اسمه الخدر الانفعالي.
يعني إيه خدر انفعالي؟
الخدر الانفعالي هو حالة نفسية بيكون فيها الشخص فاقد أو منخفض جدًا في الإحساس بمشاعره. يعني ما بغدرش يفرّق بين حزن أو فرح أو خوف أو شوق. كل حاجة جواه ساكنة، كأنها "طفاية" متغطية بحرام خميل ، لا نار بتطلع منها، ولا حتى دخان.
ممكن تكوني بتضحكي على اشه ، بس من غير ما تحسي إنك فعلاً مبسوطه. أو تشوف اشه مفروض تبكيكي، لكن عينيكي ناشفة. والمخ أكتر اشه بيتخربط، لأنه بيقعد يسأل: "هو أنا ليش هيك ؟ شو في ؟ ليه مش حاسسه؟"
شو بصير؟
السبب الرئيسي للخدر الانفعالي غالبًا بيكون نفسي، وغالبًا كمان مرتبط بالحماية. العقل بيحاول يحميكي من وجع كبير، فبيفصل السلك تاع الإحساس. ليش؟ لأنه حس إنك خلص، تعبيتي . اتعرضت لاشياء كتير، صدمات، مواقف مؤذية، إهانات، فقد، أو حتى مجرد تراكم مشاعر لفترة طويلة من غير ما تفضّيهم.
ومش شرط تكون صدمة وحدة، أوقات بيكون "تراكم صدمات صغيرة"، بس من غير مساحة للراحة أو التعبير. زي كأنك شايله فوق راسك جبال وجبال وجبال ... وفجأة توقعي تحتهم، بس بتصرخيش . ليش؟ لأنك تعبتي من الصراخ.
الخدر مش كسل، ولا ضعف، ولا دلع.
هو نظام دفاعي. يعني فيه جزء منك شايف إن المشاعر خطر، فقرر "يطفيها" علشان يحافظ عليكِ.
طب وهل هو مرض؟
الخدر الانفعالي مش مرض بحد ذاته، لكنه ممكن يكون عرض ضمن أمراض نفسية تانية، زي:
الاكتئاب
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
اضطراب الشخصية الحدّية
القلق المزمن
الانفصال عن الذات أو الواقع
طب بيأثر على شو؟
على علاقاتك: لأنك مش بتتفاعلي مع اللي حواليكي، وممكن يفكروا إنك "بارده" أو "مش مهتمه".
على شغلك: لأن فش حماس ولا دافع.
على إحساسك بذاتك: تحسي إنك مش موجوده، أو مش عايشه، .
المؤشرات اللي تقول إنك ممكن تكون عايشه خدر انفعالي:
مش بتتأثره بالاشياء زي زمان.
حاسه إنك بعيد عن كل اشه ، حتى نفسك.
بتنسحبي من الناس أو الأنشطة اللي كنتي بتحبها.
بتحس بفراغ كبير جواتك، بس مش قادره تعبري عنه.
مشاعرك باهتة، أو معدومة.
طب أعمل إيه؟
1. اعترف : أول خطوة دايمًا هي الاعتراف. إنك تتطلعي على حالك وتقول: "أنا حاسه بفراغ... أنا مش مرتاحه... أنا محتاجه مساعدة."
2. اطلبي دعم: مش لازم اضلك لحالك. سواء صديق، أو مختص نفسي، أو حتى مجموعات دعم، حدا يسمعك من غير حكم.
3. العلاج النفسي بيساعدك
العلاج المعرفي السلوكي cbt ، أو العلاجات المعتمدة على الصدمة زي الـEMDR أو الجشطالت أو العلاج بالقبول والالتزام (ACT)، كلها بتفتح أبواب ترجع تحس بيها بنفسك.
4. ابدأ بخطوات بسيطة:
حاولي تبقى واعيه لجسمك ومشاعرك من غير ضغط. اسأل نفسك كل يوم: "حاسه بشو ؟ حتى لو الجواب (ولا اشه )... اسأل كمان مره وكمان مره بكره بعد بكره وكل يوم."
5. رجّعي حواسك للحياة:
اسمع موسيقى بتحبها، شمّ ريحة بتفكرك بذكره حلوه ، امشي حافي على الأرض، كل حاجة بسيطة فيها "إحساس"، حتى لو ما مشعرتيش فيها فورًا، عقلك هيفهم إنك بتحاول ترجع للحياة.
6. اصبري على نفسك:
الخدر ما جاش في يوم، ومش هيروح في يوم. بس كل مرة تسمحي لنفسك تحسي – حتى لو إحساس بسيط جدًا – إنت بتكسبي خطوة.
الخدر مش علامة ضعف، هو علامة تعب. ولما نكون تعبانين، بنستحق نرتاح، مش نجلد نفسنا. ومهما طال وقتك جوه الفراغ، دايمًا فيه طريق يرجّعك لنفسك... طريق مليان دفء، وحياة، وشعور.
#المعالجه النفسيه مها اغباريه
علاج - الارشاد_النفسي_والاسري -cbt -ACT