الصفحه الرسميه للاستاذ الدكتور مظفر خزعل الفلوجي

  • Home
  • Iraq
  • `Ankawah
  • الصفحه الرسميه للاستاذ الدكتور مظفر خزعل الفلوجي

الصفحه الرسميه للاستاذ الدكتور مظفر خزعل الفلوجي الاستاذ الدكتور مظفر خزعل الفلوجي استشاري جراحة العظا?

سيكون كتابي محطات من الذاكره مشاركا في معرض بغداد الدولي للكتاب من ١٠-٢٧ ايلول ضمن جناح دار الفرات للثقافه و الاعلام
07/09/2025

سيكون كتابي محطات من الذاكره مشاركا في معرض بغداد الدولي للكتاب من ١٠-٢٧ ايلول ضمن جناح دار الفرات للثقافه و الاعلام

06/09/2025

نصائحي لكبار السن فوق الأربعين :

١. حركوا جسمكم و لو بالمشي أو السباحة أو أي نوع من الرياضة تتمكنون منه .

٢. إشربوا الماء قبل الشعور بالعطش لتجنب المشاكل الصحية التي أغلبها من نقص الماء في الجسم

٣ . إتركوا ش**ة الطعام المفرطة و قللوا كمية الطعام .

٤ . لا تستخدموا السيارة إلا للضرورة حاولوا الوصول على قدميكم لكل ممكن و قريب كالمسجد و البقالة و زيارة الأصدقاء القريبين .

٥. إتركوا الغضب و القلق و مواقف الإزعاج و اختاروا مجالسة من ترتاحون له .
٦. لا تقصروا على أنفسكم أو على من حولكم فالمال جعل لنحيا به لا لنحيا من أجله .

٧. لا تتحسروا على شئ لم تستطيعوا تحقيقه أو لم تستطيعوا امتلاكه فلو كان مقدراً لوصلك و لكن منعه الله عنك لسوء كان سيجلب لك .
٨. تواضعوا فالمال و الجاه و القوة و النفوذ كلها أمور تفسد في
التكبر و الغرور بينما التواضع هو ما يقربكم لبعض حباً و يرفعكم الله به قدراً .

٩. تلون شعركم بالشيب لا يعني نهاية العمر بل دليل على أن الحياة الأفضل قد بدأت فتفائلوا و متعوا أنفسكم بالحلال و بالسفر و ذكر الله .
١٠ لا تتركوا صلاتكم أبدا. فهي ورقتكم الرابحة في الدنيا و الآخرة .

في التاسع من نيسان /ابريل سيفتتح معرض اربيل الدولي للكتاب في بارك سامي عبد الرحمن و سيكون كتابي ( محطات من الذاكره) مشار...
07/04/2025

في التاسع من نيسان /ابريل سيفتتح معرض اربيل الدولي للكتاب في بارك سامي عبد الرحمن و سيكون كتابي ( محطات من الذاكره) مشاركا في المعرض ضمن جناح دار الفرات للثقافه و الاعلان في الجناح رقم G15 لمن يرغب باقتناءه ..

لە ٩ی نیسان پێشانگای نێودەوڵەتی هەولێر لە پارکی سامی عەبدولڕەحمان دەکرێتەوە. کتێبەکەم ( وێستگەکانی یادەوەری) بەشداری پێشانگاکە دەکات لە کۆشکی ماڵی ڕۆشنبیری ئەلفورات. ڕیکلامەکە لە کۆشکی ژمارە G15 دەبێت بۆ هەرکەسێک مافی کڕینی کۆنترۆڵ بکات.

كتبت مقالات كثيرة في الفيسبوك و جمعتها قبل ثلاث سنوات بنية نشرها على شكل أربعة كتب الأول ذكريات حياتي و الثاني آرائي الط...
10/03/2025

كتبت مقالات كثيرة في الفيسبوك و جمعتها قبل ثلاث سنوات بنية نشرها على شكل أربعة كتب الأول ذكريات حياتي و الثاني آرائي الطبية و الثالث آرائي الدينية و الرابع آرائي السياسية و الإجتماعية و لم أطبعها لكي أعدها إعداداً جيداً حتى مرضت قبل سنة و نصف مما أدى إلى عدم تمكني من القراءة و التفكير و الكتابة و الكلام و التذكر مما دفع أولادي لمحاولة الإطلاع على ما كتبته عن ذكريات حياتي و دفعه للنشر في دار الفرات للطباعة و النشر في مدينة الحلة التي ولدت فيها و قد صدر الكتاب الذي أنشر عليكم صور غلافه التي يوجد فيها عنوان دائرة الطبع و النشر مع رقم تلفونها لتزويد من يرغب بالحصول على نسخة من الكتاب .

رقم تلفون دار النشر على واتس اب.

+964 770 731 1570

تحية حب و اكبار للجيش العراقي في عيده و كل عام و اللواء الطبيب  مظفر خزعل الفلوجي بالف خير و صحه يا من خدمت العراق و شعب...
06/01/2025

تحية حب و اكبار للجيش العراقي في عيده و كل عام و اللواء الطبيب مظفر خزعل الفلوجي بالف خير و صحه يا من خدمت العراق و شعبه بكل امانه سواء عندما كنت عسكريا او بعد تقاعدك و خدمتك المدنيه تحية لك يا سيادة اللواء ادامك الله ذخرا لنا و انشاء الله تتشافى باذن الواحد الاحد و دعوات مرضاك و احبابك التي لا تنقطع

صدر حديثا كتاب الاستاذ الدكتور مظفر الفلوجي عن دار الفرات للثقافه و الاعلام لمن يرغب بشراء الكتاب بامكانكم الاتصال بالرق...
16/10/2024

صدر حديثا كتاب الاستاذ الدكتور مظفر الفلوجي عن دار الفرات للثقافه و الاعلام لمن يرغب بشراء الكتاب بامكانكم الاتصال بالرقم ادناه و طلبه ليصل اليكم مباشره .

+964 770 731 1570

کتێبەکەی پرۆفیسۆر دکتۆر موزەفەر الفلوجی لەم دواییانەدا لەلایەن دار الفورات بۆ کەلەپوور و میدیا بڵاوکرایەوە بۆ ئەوانەی ئارەزووی کڕینی کتێبەکە دەکەن دەتوانن پەیوەندی بکەن بەم ژمارەیەی خوارەوە و داوابکەن بۆ ئەوەی ڕاستەوخۆ بگاتە دەستتان.

+964 770 731 1570

قريبا جدا باذن الله سيصدر كتاب الاستاذ الدكتور مظفر الفلوجي بعنوان  محطات الذاكره ..الله يحفظك دكتور و ترجع بالف سلامه و...
23/08/2024

قريبا جدا باذن الله سيصدر كتاب الاستاذ الدكتور مظفر الفلوجي بعنوان محطات الذاكره ..
الله يحفظك دكتور و ترجع بالف سلامه و يشافيك و يعافيك بحق هذه الايام المباركه ببركة دعاء جميع مراجعيك و من كتب الله له الشفاء بيدك المباركه

Jazhney NEWROZ Pirozbetجةژنى نةورؤزتان پيروزبيتHappy Newroz Everyoneكل نوروز وانتم بالف خير
22/03/2024

Jazhney NEWROZ Pirozbet
جةژنى نةورؤزتان پيروزبيت
Happy Newroz Everyone
كل نوروز وانتم بالف خير

محطات الذاكرة ( زمن الحصار)--------------بعد نهاية حرب الخليج الثانية وخروج الجيش العراقي من الكويت فرض على العراق حظر ج...
11/03/2024

محطات الذاكرة ( زمن الحصار)
--------------
بعد نهاية حرب الخليج الثانية وخروج الجيش العراقي من الكويت فرض على العراق حظر جوي و حصار أممي قاسي مما أدى إلى تدهور مريع في كافة الخدمات وشحة شديدة في الموارد ونتيجة لذلك فقد فرضت تحديدات شديدة على السفر خارج العراق منها عدم السماح للمسافر بإخراج أكثر من مئتي دولار فقط وإيقاف أي تحويل خارجي عن طريق البنوك مع فرض عقوبات شديدة على من يعثر عنده في المنافذ الحدودية البرية نقوداً تزيد على ذلك .

إنتقلت وحدة جراحة العظام جزئيا إلى مستشفى حماد شهاب العسكري للجراحات التخصصيه بداية عام 1991 بعد إنتهاء حرب الخليج الثانيه ثم إكتمل إنتقالها بالكامل نهاية العام حيث أصبحت مستشفى حماد شهاب تحوي ثلاثة وحدات جراحيه هي : وحدة العظام مكونه من اللواء الطبيب مظفر حبوش مديرا للوحده والعميد الطبيب مظفر الفلوجي مديرا لشعبة جراحة الكسور والطوارئ والعميد الطبيب ضياء الملح مديرا لشعبة جراحة العظام والعميد الطبيب محمد علي فاضل مديرا لشعبة جراحة اليد والعميد الطبيب عبد الرضا الماجدي ثم إلتحق بالوحده لاحقا العميد الطبيب عدنان حسين ووحدة الحروق والجراحه التجميليه ووحدة الجمله العصبيه وبهذا ختم تأريخ جراحة العظام في مستشفى الرشيد العسكري ليبدأ تأريخ جراحة العظام في مستشفى حماد شهاب الممتد من عام 1991 وحتى الأحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وحل الجيش العراقي والطبابه العسكرية....

المحطة الأولى
تأسيس رابطة جراحي العظام العرب في عمان

في الشهر السادس من عام ١٩٩٢ تقرر عقد مؤتمر تأسيسي لرابطة جراحي العظام العرب في عمان فقامت جمعية جراحي العظام العراقيين بتشكيل الوفد المشارك في المؤتمر من : د. سعد الراوي ، د. خير الله فرجو ، د. حسن الخضيري ، د. مظفر الفلوجي ، د. إبراهيم النائب ، د. كمال الطحان . بسبب الحظر الجوي المفروض على العراق كان الطريق البري الطويل هو الطريق الوحيد حيث تحرك الباص الذي يقلنا الساعة التاسعة صباحاً و وصلنا فندق القدس الدولي مكان إقامتنا فجر اليوم التالي متعبين و مجهدين . انعقد المؤتمر و تم انتخاب الهيئة الإدارية التي أقرت النظام الداخلي للرابطة و على هامش المؤتمر نظمت لنا عدة دعوات و سفرات و بعد خمسة أيام عدنا إلى بغداد بنفس الطريق الطريق المجهد و طبعاً لم نستطيع أن نأخذ أي هدايا لأن الجيوب فارغة فلم يسمح لكل واحد منا أن يأخذ معه أكثر من مئتي دولار .

المحطة الثانية
مؤتمر جراحي العظام العراقيين في أمريكا و كندا في عمان

وجهت لجمعية جراحي العظام العراقية دعوة لحضور مؤتمر جراحي العظام العراقيين في أمريكا و كندا الذي سيعقد في عمان في نهاية الشهر الخامس من عام ١٩٩٣ فتم تلبية الدعوة وسافر الوفد العراقي المكون الدكاترة : سعد الراوي ، إبراهيم النائب ، خير الله فرجو، مظفر حبوش، موفق الخفاجي ، حسن الخضيري ، حسن كاظم ، سعد العاني ، عماد سرسم ، محمد عقراوي ، علي عبد الحسن ، عدنان حسين ، محمد علي فاضل ، و كمال الطحان إلى عمان و كان السفر براً متعباً و بواسطة الباصات السياحية فقط حيث يستغرق ستة عشر ساعة تقريباً مع نزول و تفتيش و فيزا في منفذ طريبيل الحدودي .
كان المؤتمر مناسبة رائعة جمعت الأطباء العراقيين في المهجر و الأطباء العرافيين في الداخل لأول مرة وقدمت فيه بحوث عديدة كان أحدها بحثاً لي وحضر حفل الإفتتاح ولي عهد الأردن الأمير الحسن بن طلال وأقيمت على هامش المؤتمر عدة فعاليات أجتماعية ودعوات عشاء وسفرة إلى البتراء والبحر الميت وفي الحفل الختامي حضر وزير الصحة الأردني الذي قام بتوزيع شهادات المؤتمر على مقدمي البحوث .
في اليوم الثاني للمؤتمر حصل مالم يكن بالحسبان فقد مرض أحد أعضاء وفدنا ونقل إلى المستشفى وأجريت له عملية نقل شرايين للقلب والمشكلة كانت أننا جميعاً لم نكن نحمل نقوداً كافية لدفع تكاليف العملية في المستشفى الأهلي ولكن حلت المشكلة بعد أن تم الإتصال بأهله ودفعت التكاليف من قبل أقربائه في الإمارات.
عند عودتنا كانت أحسن هديه نجلبها معنا إلى الأهل في العراق هو حلويات أردنية و الموز لأن الحلويات كانت ممنوعة في العراق في ذلك الوقت عدا حلويات التمر و الدبس و كذلك الموز الذي أصبح حلماً للأطفال العراقيين .

إنتهى مشواري الطبي العسكري بعد إحالتي على التقاعد و ابتدأ مشواري الطبي المدني الذي سيكون موضوع محطات الذاكرة
القادم .

10/03/2024

العودة إلى مستشفى الرشيد العسكري
————————————————
إلتحقت بمستشفى الرشيد العسكري في الأول من شهر حزبران عام ١٩٨٥ حيث كانت شعبة جراحة العظام و الكسور مكونة من مدير الشعبة العميد الطبيب مظفر حبوش و العقيد الطبيب يحيى فداء الدين و المقدم الطبيب محمد علي فاضل و المقدم الطبيب عبد الرضا الماجدي فنسبت للعمل في ردهة العظام الأولى التي تقاسمنا أسرتها أنا و العقيد الطبيب يحيى فداء الدين كما بدأت واجباتي في العيادة الخارجية مع يومين للعمليات غير الطارئة و استلمت جدول الخفارات اليومية في الشعبة التي كنا نتناوب عليها نحن الأربعة عدا مدير الشعبة و كان يساعد كل منا مقيم دوري و مقيم أقدم . كان العمل منظماً بفضل مدير الشعبة الذي يتميز بمهنيته العالية و علميته و حبه للتنظيم الدقيق و تواضعه و خلقه العالي و متابعته لكل صغيرة و كبيرة و بفضل شعورنا كلنا بفضل الرجل علينا باعتباره معلمنا الأول في جراحة العظام و إندفاعنا جميعاً للعمل بروح الفريق الواحد رغم عظم المسؤولية الملقاة على الشعبة التي أصبحت أسرتها تنتشر في باقي ردهات المستشفى الباطنية و الجراحية و الفروع الأخرى و ردهات جديدة بنيت بسرعة من هياكل حديدية تم إنجازها بسرعة نتيجة للزخم الكبير من الجرحى المحالين من الجبهة بالقطارات و الطائرات السمتية باستمرار إلى مستشفى الرشيد كمستشفى القاعدة المركزي في العراق حيث يتم استلامهم و تصنيف حالاتهم إلى أسبقيات ثلاث الأسبقية الأولى يتم التعامل معها في مستشفانا و اجراء العمليات اللازمة لها أو توزيعها على المستشفيات المدنية في بغداد التي اعتمدت كمستشفيات ساندة و عين فيها أطباء عسكريين كضباط ارتباط و الأسبقية الثانية ترسل إلى المستشفيات العسكرية في كركوك و الموصل و البصرة و الحبانية و الديوانية و الناصرية و أربيل و تكريت و حسب سكن الجريح أما الأسبقية الثالثة فتوزع على مراكز تأهيل الجرحى و هيئة رعاية المعوقين حيث قامت مديرية الخدمات الطبية العسكرية باستحداث مراكز تأهيل الجرحى في معسكر الرشيد و افتتاح مستشفى بن القف لإصابات الحبل الشوكي كمركز متطور للتعامل مع هذه الإصابات و حالات الشلل كما أقيم معمل الأطراف الصناعية المتطور و بإمكانيات جيدة و كانت هذه كلها باشراف وحدة المفاصل و التأهيل الطبي في مستشفى الرشيد و بالتعاون مع شعبة العظام و الكسور حيث كنا نقوم بزيارات لها و فحص المرضى بطلب استشارة من أطبائها و كان تعاوننا وثيقاً معها . لما كانت مستشفى الرشيد هي المستشفى العسكري الرئيسي في العراق فقد كانت مسؤولة أيضاً عن إرسال المفارز الجراحية الطارئة إلى المراكز الجراحية المتقدمة التي افتتحت على طول الجبهة عند حدوث أي تعرض أو معركة رئيسية في أي مكان بالجبهة الطويلة الممتدة على الحدود العراقية الإيرانية و كانت كل مفرزة مكونة من جراح عظام و جراح عام و مخدر مع أطباء مساعدين و ممرضين و كان هناك جدول ينظم هذه المفارز و بالتسلسل على أخصائيي العظام الأربعة عدا رئيس الشعبة . بعد كل هذا كانت مستشفى الرشيد مسؤولة عن تشكيل اللجنة الإعتيادية لفحص المكلفين المساقين للخدمة الإلزامية و تقرير درجة صلاحيتهم للخدمة و اللجنة الخاصة لفحص المرضى العسكريين من الجنود و المراتب و الضباط و تقرير صلاحيتهم للخدمة و اللجنة التمييزية العليا و كانت هذه اللجان تشكل سنوياً و يشارك في اللجنة الخاصة و اللجنة التمييزية عضو أو رئيس لجنة من أخصائيي العظام إضافة للجان أخرى كلجنة فحص الطلبة المتقدمين للكليات العسكرية أو المتقدمين للدراسة على نفقة وزارة الدفاع مما يشير إلى عظم المسؤولية الملقاة على عاتق أطباء مستشفى الرشيد عامة و أخصائيي العظام خاصة في ذلك الوقت العصيب و العراق يخوض حرباً ضروساً استمرت لثماني سنوات عجاف .

في صالة عمليات العظام و الكسور في مستشفى الرشيد العسكري

مع طلبة بورد العظام د. زيد الشهواني ، د. حسين الشهواني ، د. بسام

المحطة الأولى
بعد شهر و نصف من إلتحاقي بمستشفى الرشيد تم ترقيتي ألى رتبة عقيد في ١٤ تموز ١٩٨٥ كما تم ترقية مدير الشعبة الدكتور مظفر حبوش إلى رتبة لواء بعد حصول الموافقة على رفع درجة شعبة العظام و الكسور إلى وحدة جراحة العظام و الكسور يكون هو مديرها و قسمت الوحدة إدارياً إلى شعبة العظام و شعبة الكسور و الطوارئ و لكن الضغوط الكبيرة التي ولدتها الحرب الطويلة و تعدد المسؤوليات الملقاة على عاتق أخصائيي العظام جعل هذا التشكيل الجديد مؤجل عملياً و بقي الجميع يمارسون نفس المهام السابقة بروح الفريق الواحد و بكفاءة شهد لها الجميع و كان يساعدنا طبيبان أخصائيان مدنيان متقاعدان تطوعا للعمل معنا هما الدكتور خير الله فرجو و الدكتور منقذ الجيبه جي يحضر كل منهما يومين بالإسبوع لتمشية أمور العيادة الخارجية الإختصاصية . إستمر عملنا بهذه الوتيرة طيلة أيام الحرب التي استمرت و لثلاث سنوات أخرى بين كر و فر بين الجانبين و لا أحد يعرف كيف و متى ستنتهي .

المحطة الثانية
لقد واجهت بعض المتاعب عند ممارسة عملي في مستشفى الرشيد فقد كنت في مستشفى الموصل العسكري مدير الشعبة و جراحها الأخصائي الوحيد و عملت على توفير كل المستلزمات و الأجهزة الجراحية و من أحدث المواصفات و قمت بإجراء كل العمليات التي تدربت عليها و تمكنت منها بضمنها عمليات ناظور الركبة و عمليات خياطة الأعصاب و الأوعيه الدموية الصغيرة تحت المجهر و كانت النتائج رائعة ولكن في مستشفى الرشيد أصبحت هذه العمليات من إختصاصات أخرى أو لم توفر المستلزمات لها كما أن وتيرة العمل السريعة و قضايا اللجان الطبية و المفارز و نوع العمليات التي تجرى لم تعط المجال للتفكير بها .

المحطة الثالثة
أحدثت حرب الخليج الأولى ( الحرب العراقية الإيرانية ) نقلة نوعية في تأريخ الطبابة العسكرية العراقية فقد استحدث فيها الكثير من الطرق المتقدمة في طب الحروب سواء في الإسعاف الفوري و الإخلاء السريع فالكوادر الطبيه والصحيه ابتداء من المفارز الطبيه في السرايا والافواج الى مواقع جمع الخسائر الى وحدات الميادين الطبيه الى مستشفى الميدان ثم الى المستشفيات الرئيسية كان لها دور مميز في اداء واجباتها كل حسب موقعه وكان المصاب او الجريح عند ما يصل الى اي من المواقع المذكوره اعلاه يكون في أيد أمينه والكل يعمل جاهدا لتوفير احتياجاته قدر الامكان الى ان يصل اليه احد ذويه . بارك الله بجهود جميع الكوادر التي عملت باخلاص وعلميه وامانه .
كان للمراكز الجراحية المتقدمة القريبة من خط التماس و لمستشفى الميدان المدرع السريع الحركة و الذي يحوي صالات عمليات متقدمة و ردهات دوراً كبيراً و مهماً في تقليل الخسائر و الوفيات فقد قامت جميعها بإجراء العمليات الوسطى و الكبرى و فوق الكبرى في قواطع العمليات مباشرة من قبل مفارز جراحية متخصصة ترسل من مستشفى الرشيد العسكري و المستشفيات المدنية بانتظام كما كان يتم فيها تصنيف الخسائر و التعامل الفوري مع كل صنف و استخدم الإخلاء الجوي لأول مرة بطائرات الهيليكوبتر إضافة للقطارات فقد كان يتم إخلاء آلاف الجرحى بسرعة إلى مستشفيات الميدان الخلفية و من ثم مستشفيات القاعدة في مراكز المدن و مستشفى الرشيد العسكري في العاصمة بغداد التي تقوم بآجراء العمليات الفورية في نفس اليوم و توزيع الجرحى على المستشفيات حيث تحولت المستشفيات المدنية جميعها إلى الجهد الطبي العسكري و أنشئت مراكز تأهيل الجرحى العديدة و مراكز و مدن رعاية المعوقين و كان لكل هذا تأثيراً كبيراً في تقليل عدد الوفيات و تقليل الإعاقة و إعادة المتشافين من الجرحى إلى أرض المعركة بسرعة قياسية . مما يبعث على الفخر ان الطبابة العسكرية العراقية وصلت الى مستوى لا يقل عما وصلته الطبابة الامريكية والأوربية في حروبهما و قد كتب العديد من الاخوة الاطباء و المهندسين العسكريين الذين خدموا في تلك الفترة في الميدان وفي اجواء المعارك عن الجهود الطبية و الهندسية في تلك الحرب لان ساحات المعارك و قواطع العمليات كانت ممتدة على امتداد الحدود العراقية الايرانية الشاسعة و شملت ارجاء البلاد المختلفة ولكل انطباعه عما جرى .

المحطة الرابعة
تحرير الفاو
كان لسقوط الفاو بيد الإيرانيين في ١١ شباط ١٩٨٦ و قبلها إحتلال إيران لعدة مناطق على الحدود الجنوبية قرب القرنة وقعاً كبيراً على مسار الحرب فقد كلفت محاولات تحرير الفاو العديدة خلال سنتين الجيش العراقي أكثر من ستين ألف شهيداً و أضعافهم من الجرحى حتى جاء يوم تحرير الفاو في نيسان ١٩٨٨ ليغير المعادلة حيث تبعه تحرير باقي الأراضي العراقية المحتلة و تراجع القوات الإيرانية مما عجل في نهاية الحرب بإعلان موافقة الإمام الخميني على وقف الحرب مرغماً كما جاء في البيان الذي أعلنه للشعب الإيراني حيث تم الإعلان عن وقف القتال رسمياً في يوم ١٩٨٨/٨/٢٠ بعد ثمان سنوات أكلت الأخضر و اليابس كانت فيها خسائر البلدين فادحة جداً في الأرواح و الأموال لا يقوى أي منهما على تحملها .

المحطة الخامسة
بعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية
———————————————-
وضعت الحرب أوزارها بعد ثمانية سنوات و خرجت الدولتان منها محطمتان إقتصادياً شعباهما مثخنان بالجراح بعد فقد نصف مليون من الشباب العراقيين و ضعف هذا العدد من الإيرانيين و عدة ملايين من الجرحى و المعوقين مما ترك ملايين الأرامل و الأيتام . رغم ذلك بقي العراقيون يحلمون بغد أفضل و بتعويض خسارتهم الفادحة و عودة بلدهم إلى الاستقرار و التنمية و عاد لهم الأمل في عيش مستقر و مستقبل واعد لأطفالهم لذلك و بعد فترة طويلة من الانعزال و التقشف بدأ الانفتاح على العالم و كان من ثمرة ذلك إيفادي إلى الجزائر في منتصف شهر نيسان عام ١٩٨٩ للمشاركة في
مؤتمر جراحة العظام لدول البحر الابيض المتوسط في مدينة عنابة الجزائرية .
بعد انتهاء المؤتمر عدت على متن احدى طائرات الخطوط الجوية الجزائرية٠ أقلعت الطائرة من مطار الجزائر العاصمة في تمام الساعة التاسعة صباحا وكنت جالسا قرب شباك الطائرة فجلب نظري منظر أمواج البحر المتلاطمة والرذاذ المتطاير منها الا أني لاحظت أن الطائرة بقيت قريبة من الماء ولم ترتفع رغم مرور خمسة دقائق على إقلاعها فسألت إحدى المضيفات عن سبب عدم إرتفاع الطائرة كل هذا الوقت فقالت ان السبب هو وجود مطبات جوية وسنتجاوزها بعد قليل ولكن حدثت المفاجأة بعد هذا بوقت قليل عندما أعلن كابتن الطائرة عن وجود خلل فني في جهاز الأقلاع مما يستوجب العودة إلى مطار العاصمة الجزائر وكان قدمضى ربع ساعة بالتمام. فساد الهرج وعلى صراخ بعض النساء والأطفال وأنزلت الأقنعة والبست أطواق النجاة وأصبحت المضيفات يتراكضن لإسعاف الركاب الذين فقدوا السيطرة على أعصابهم ومضت ربع ساعة أخرى في العودة كأنها عام حتى أعلن الكابتن عن وصولنا الى المطار وأنه سينزل الطائرة نزولا إضطراريا وقد شاهدت المطار وقد إمتلأ بسيارات الإطفاء والإسعاف وجهز كل شئ لأسوأ الإحتمالات. رغم كل الخوف الذي ملأني إلا أني بقيت محافظا على هدوئي ونفذت كل التعليمات وفي صدري إيمان شديد بالله ولم أنفك عن الدعاء حتى نزول الطائرة بسلام على أرض المطار فتحول الركاب من البكاء الى الضحك وعلت الزغاريد من بعض النسوة وتبودلت التهاني وما أن استقرت الطائرة وتوقفت دخل أطباء ومسعفون لتقديم المساعدة الطبية ونقل بعض الركاب الى سيارات الإسعاف وإنزل الباقون بالإنزلاق على سلم الطوارئ وبهًذا كتب الله لي النجاة كما كتب لي النجاة من شرور الحرب فشكرت الله ألف شكر و حمدته على نعمه و فضله .

09/03/2024

إيفادي إلى سويسرا في دورة تدريبية
———————————————-
في شهر أيلول من عام ١٩٨٢ أرسلت إلى سويسرا في زمالة دراسية لمدة شهرين على نفقة جمعية جراحي العظام و الكسور الأوربية A.O للتدريب على عمليات تثبيت الكسور بالطريقة السويسرية و نسب بدلاً عني أخصائي عظام مدني من المستشفى العام في الموصل لحين عودتي و عندما ذهبت إلى سويسرا وجدت أني قد جلبت الأدوات الجراحية الخاصة بالطريقة السويسرية في تثبيت الكسور و بدأت العمل بها قبل سنة ولم تكن غريبة علي و لكني إستفدت كثيراً من العمل مع جراحين كبار من الطراز الأول في جراحة العظام و الكسور و جراحة اليد في مستشفيين تعليميين كبيرين هما مستشفى إنسال و مستشفى تيفينو في العاصمة السويسرية بيرن . خلال فترة إقامتي في سويسرا كانت هناك محطات ذاكرة أذكر أهمها :

المحطة الأولى
كان إيفادي إلى سويسرا في بداية أيلول عام ١٩٨٢ فرصة رائعة لي للتعرف على المستجدات في جراحة العظام و الكسور و التدريب على جراحة اليد التي كنت أرغب أن تكون التخصص الدقيق لي و لكن ما حصل من تطورات في بلدي في تلك الفترة غير أمور كثيرة أولها أن تطوراً جديداً في الحرب خلق واقعاً جديداً و هو إستعادة القوات الإيرانية لمدينة المحمرة في الرابع و العشرين من مايس ١٩٨٢ أي قبل ثلاثة أشهر من سفري فقد كان هذا الحدث نقطة تحول في الحرب و بداية لاستعادة المبادرة بيد القوات الإيرانية و تراجعت القوات العراقية إلى الحدود العراقية الإيرانية تاركة كل الأراضي التي احتلتها في بداية الحرب عام ١٩٨٠ و اتخاذها موقف الدفاع ضد الهجمات الإيرانية و الذي اعتبره البعض مؤشراً لبداية انهيار القوة العراقية لصالح إيران و استنفاذ إمكانيات العراق المادية ، هذا الوضع الذي استفادت منه إيران في استعادة المبادرة بيدها و كذلك استفادت السعودية و الكويت الدولتان الداعمتان للعراق في الحرب وذلك بزيادة القروض المالية للعراق لشراء الأسلحة التي كانت تأتي عن طريق ميناء جدة و الكويت حيث وضعت مفارز دائمة من ضباط عراقيين هناك لاستلام الأسلحة و نقلها للعراق مما أغرق العراق بالديون و ترتب على ذلك أمور كثيرة إنسحبت على الاقتصاد و قيمة العملة العراقية و الوضع المعيشي داخل العراق .

المحطة الثانية
وفاة الرئيس أحمد حسن البكر
الحدث الآخر هو وفاة الرئيس السابق أحمد حسن البكر الذي علمت و أنا هناك في سويسرا أنه قادم إلى سويسرا للعلاج و أقامت السفارة العراقية في بيرن التي كان سفيرها منذر المطلك زوج إبنة أحمد حسن البكر الكبرى التحضيرات لاستقباله و أعلمت الجالية العراقية هناك و قد عرفت بالخبر من الملحق التجاري العراقي الذي كنت أراه في مقهى وسط بيرن العاصمة حيث كنت أذهب في أوقات الفراغ لقضاء بعض الوقت مع عراقيين تعرفت عليهم هناك فأسمع منهم الأخبار و أسألهم عما يخطر على بالي و أستفيد من معرفتهم بالبلد إلا أن خبر وفاته المفاجئة في اليوم الرابع من تشرين الأول ١٩٨٢وصلنا قبل يوم من الموعد المحدد للزيارة و علمنا من الملحق أن السفير إنهار و أغمي عليه عند وصول الخبر إليه و نقل إلى المستشفى .

المحطة الثالثة
تدهور العملة العراقية
بعد استنزاف إحتياطي البنك المركزي و تراكم الديون على العراق كثمن لشراء السلاح و إدامة آلة الحرب المكلفة جداً و التي لم يكن أحداً يتوقع أنها ستستمر فترة طويلة فقد نزل سعر الدينار في البنوك السويسرية فجأة و دون سابق إنذار في بداية الشهر العاشر من ٣،٣ دولار للدينار الواحد إلى دولارين للدينار و ليستمر بعد ذلك في الإنهيار التدريجي حتى وصل بعد عودتي من سويسرا إلى دولار مقابل دينار و إستمر بالهبوط حتى نهاية الحرب حيث بلغ ما يقرب من دينارين للدولار و لكن الضربة القاصمة للدينار كانت بعد حرب الخليج الثانية و بدء الحصار حيث وصل إلى ثلاثين دينار للدولار مما أدى إلى تضخم الكتلة النقدية العراقية المتداولة فاضطرت الحكومة العراقية لتوفير النقد المتداول إلى اللجوء لطباعة العملة المحلية بمطابعها داخل العراق على ورق ردئ دون أن يكون لها غطاء من العملة الصعبة أو الذهب في البنك المركزي و هذا أدى بدوره إلى انهيار الدينار تماماً و فقدان قيمته عالمياً ليصل سعر الدولار الواحد إلى ثلاثة الاف دينار.

المحطةالرابعة
إعدام وزير الصحة العراقي رياض حسين

أثناء تواجدي في سويسرا سمعت بخبر إعدام د. رياض إبراهيم الحاج حسين وزير الصحة العراقي و تعيين الدكتور صادق حميد علوش وزيراً جديداً للصحة .
كالعادة الجارية يجب على كل طبيب ينهي الدورة التدريبية في سويسرا مقابلة بروفيسور ولينيكر رئيس جمعية العظام الأوربية عند إكماله الدورةً للتوديع وفي هذه المقابلة أخبرني بروفيسور ولينيكر أنه قد عقد إتفاقاً مبدئياً مع وزير الصحة العراقي المعدوم د. رياض لإنشاء مركز متطور لجراحة العظام في بغداد على نفقة الجمعية ووضعوا الدراسات الخاصة لذلك ولكن بعد إعدام الوزير وتعيين د. صادق علوش بدله فقد أي اتصال مع الوزير الجديد لذلك فهو يريد إيصال رسالة إلى الوزير الجديد حول موضوع المركز وإستعداد الجمعية للمضي في تنفيذ الإتفاق و طلب مني حمل رسالة للوزير الجديد سلم نسخة منها للسفارة العراقية و يود أن يعطيني نسخة أخرى إذا كنت أعرفه فقلت نعم أعرفه و لكني مستعد لإيصالها عن طريق القنوات الرسمية فوافق وسلمني الرسالة. رجعت إلى بغداد وكتبت تقريراً حول هذه المقابلة وأرفقته بالرسالة وقدمته إلى مديرية الأمور الطبية العسكرية ولكني لم أسمع شيئاً عن مشروع المركز بعد ذلك ولم ينفذ شيئاً منه ووضع في سلة المهملات ومن غير شك أن ذلك يعتبر خسارة للطب في العراق ودليل على عدم وجود إستراتيجية علمية واضحة بل مبادرات شخصية من هذا الوزير أو ذاك في ذلك الوقت ولحد الآن .

المحطة الخامسة
بعد عودتي من سويسرا كتبت مقالة بعنوان ( نبذة مختصرة عن جراحة اليد ) و نشرتها في المجلة الطبية العسكرية طالبت فيها بإنشاء تخصص دقيق لجراحة اليد في مستشفى الرشيد العسكري و قد تم إرسال طبيبين إلى سويسرا و ألمانيا عام ١٩٨٦ و ١٩٨٧ للتدريب على جراحة اليد لمدة سنة و هما العقيد الطبيب خالد العبيدي من مستشفى كركوك العسكري و العقيد الطبيب محمد علي فاضل من مستشفى الرشيد العسكري و لكن مع الأسف لم ينشأ قسم مستقل لجراحة اليد و الجراحة المجهرية في مستشفى الرشيد و استحدث أخيراً بعد الانتقال لمستشفى حماد شهاب عام ١٩٩١ .

المحطة السادسة
اشتداد الحرب من جديد
عند عودتي من سويسرا كانت الحرب البرية محصورة على خطوط التماس في الجبهة و كان الجيش العراقي في مواقع دفاعية لصد الهجمات المتكررة للقوات الإيرانية و الرد على القصف المدفعي الإيراني المستمر و بعد كل تعرض إيراني أو قصف تصل أعداد من الجرحى إلى مستشفانا من المراكز الجراحية المتقدمة في الجبهة التي كان يقوم بالعمل فيها مفارز طبية جراحية ترسل من مستشفى الرشيد العسكري و من المستشفيات المدنية في بغداد و المدن القريبة من الجبهة فبدأت العمل في مستشفى الموصل العسكري بنفس الهمة و النشاط و أدخلت ما كسبته في سويسرا من خبرة و تنظيم إلى عملي و بدأت بإجراء عمليات جراحة اليد و جراحة الأعصاب بالمجهر و كان عملي كله محصوراً بمستشفى الموصل العسكري و لم أجري أية عملية خاصة في المستشفى الأهلي الوحيد في الموصل . إستمر العمل بهذا الشكل حتى عام ١٩٨٥ حيث تم نقلي إلى مستشفى الرشيد العسكري في بغداد و باشرت بالعمل هناك في الأول من حزيران .

الحرب العراقية الإيرانية (١٩٨٠ -١٩٨٨ )—————————————————  بدأنا نسمع  البيانات الصادرة من القيادة العامة للقوات المسلحة ا...
08/03/2024

الحرب العراقية الإيرانية (١٩٨٠ -١٩٨٨ )
—————————————————
بدأنا نسمع البيانات الصادرة من القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية حول تبادل القصف المدفعي على الحدود العراقية الإيرانية حتى جاء يوم الرابع من أيلول عام ١٩٨٠ حين سمعنا من تلفزيون بغداد قيام الجيش العراقي بتحرير المخفرين الحدوديين العراقيين سيف سعد و زين القوس التي نص البيان أنهما كانا محتلين من قبل الفرس المجوس و أن العدو كان يطلق نيران مدفعيته على قطعاتنا من هذين المخفرين العراقيين و أن جيشنا إسترجعهما و وصل إلى الحدود العراقية الإيرانية . إستمرت البيانات تترى حول تبادل إطلاق النار على الحدود بين الجيشين و في يوم ١٧ أيلول أعلنت القيادة العراقية إلغاء إتفاقية الجزائر من طرف واحد و هي المعاهدة التي وقعها صدام حسين مع الشاه في الجزائر عام ١٩٧٥ برعاية الرئيس الجزائري بو مدين و كان مرغماً لوقف الدعم الايراني للحركة الكردية و خوفاً من اجتياح الجيش الإيراني القوي للأراضي العراقية بعد أن قام الشاه بتحشيد قواته على الحدود و كان أهم ما جاء في هذه المعاهدة هو تقسيم شط العرب بين العراق و إيران بخط التالوك بعد أن كان الشط عراقياً بالكامل فبقيت هذه الإتفاقية هاجساً يقض مضاجع العراقيين و بالذات الرئيس صدام فظن أن الوقت المناسب قد حان لإلغاء الإتفاقية و منع تمدد إيران في العراق و المنطقة و منعها من تحقيق هدفها المعلن بتصدير ثورتها لدول المنطقة فرفض كل الجهود التي بذلت لتفادي الحرب و استمر بالتصعيد ( مذكرات صلاح عمر العلي عضو القيادة القطرية و ممثل العراق في الأمم المتحدة عند بدء الحرب ) .
جاءت الأوامر لنا بحفر خنادق شقية في حديقة مستشفانا للإحتماء بها من الغارات الجوية و طلب منا تغطية السيارات بالطين و صبغ الأضوية الأمامية لها باللون الأزرق و بدأ إجراء تجارب غارات جوية وهمية و تشغيل صفارات الإنذار مما يدل على أن حرباً ضروساً ستقع لا محالة حتى جاءت صبيحة اليوم الثاني و العشرين من أيلول حين سمعنا بيان إعلان الحرب من تلفزيون بغداد حيث قامت طائراتنا الحربية بالإغارة على مواقع و مطارات عديدة في طهران و باقي المدن الإيرانية المهمة و دمرت مدرجاتها و العديد من الطائرات الجاثمة فيها و تقدمت قطعات قواتنا المسلحة داخل الأراضي الإيرانية و بدأ الرد الإيراني بغارات جوية على بغداد و مدن عراقية أخرى كان للموصل حصة كبيرة منها حيث قامت الطائرات الإيرانية بعدة غارات في اليوم الواحد على مدى عدة أيام على مواقع عسكرية بينها المطار و القاعدة الجوية في الموصل و معسكر الغزلاني و أسقطت عدة طائرات منها و نقلت جثة أحد الطيارين إلى مستشفانا و قمت بفحصها و إيداعها الثلاجة .
توغل الجيش العراقي بشكل باغت القوات الإيرانية و كانت المبادرة بيده و قام باحتلال عدة مدن إيرانية حدودية كسربيل زهاب و كيلان غرب و ديزفول دون مقاومة تذكر في البداية و كأن الإيرانيين لم يقوموا بتحشيد القوات الكافية لصد الهجوم المباغت .
في اليوم السابع من الحرب ظهر الرئيس صدام حسين على شاشة تلفزيون بغداد و هو يلقي خطاباً يعلن فيه إيقاف كافة العمليات العسكرية على طول جبهة الحرب من جانب واحد و استعداد العراق للجلوس على طاولة المفاوضات مقلداً تكتيكاً مشابهاً للتكتيك الإسرائيلي في حرب حزيران بين إسرائيل و العرب ظاناً أنه انتصر في الحرب و بيده القرار في إيقافها و التحكم بمجرياتها ليفرض شروط المنتصر كما فعلت إسرائيل في حرب حزيران دون الأخذ بالاعتبار أن حرب حزيران أوقفت بقرار أممي من مجلس الأمن و بدعم أمريكي غربي لفرض الأمر الواقع على العرب فجاء الرد الإيراني برفض مبادرته رفضاً قاطعاً و عزم القيادة الإيرانية على الإستمرار بالحرب حتى النصر و استمر هذا الإصرار الايراني لمدة ثمانية سنوات .
بعد رفض المبادرة التي تقدم بها الرئيس العراقي صدام حسين لوقف الحرب في اليوم السابع ضاعت أحلام صدام بالخروج من الحرب منتصراً بأقل الخسائر يفرض شروطه على الطرف الإيراني و أهمها إلغاء إتفاقية الجزائر التي وقعها مع شاه إيران عام ١٩٧٥ و التي قسمت شط العرب بخط التالوك إلى نصفين عراقي و إيراني بعدما كان عراقياً بالكامل و أضيفت شروط أخرى كإعادة المخافر الحدودية التي احتلتها إيران و إعادة الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران طمب الصغرى و طمب الكبرى و أبو موسى إلى الإمارات .
تقدمت القوات العراقية في الجنوب لاحتلال مدينة المحمرة ( خرمشهر ) الميناء المهم الواقع على شط العرب مقابل البصرة عند إلتقاء نهر الكارون بشط العرب ، و بعد معارك ضارية امتدت لقرابة خمسين يوماً و على ثلاث مراحل تم النصر للقوات العراقية باحتلال المحمرة الواقعة على شط العرب بالكامل في العاشر من تشرين ثاني ١٩٨٠ و قد رفع هذا النصر معنويات القوات العراقية رغم الخسائر الكبيرة في الأرواح و المعدات و وجه صفعة قوية للنظام الإيراني الذي رغم ذلك استمر في إصراره و عناده على استمرار الحرب حتى النصر و قد كان الدمار الذي أصاب المدينة كبيراً جدا و أكثر من أي مدينة أخرى . بقيت المحمرة التي تركها أهلها و أصبحت مدينة أشباح بيد القوات العراقية حتى نهاية الشهر الخامس ١٩٨٢ ( سنة و نصف ) حين قامت القوات الإيرانية باسترجاعها في عملية أطلق عليها بيت المقدس .

موقع المحمرة على ضفة شط العرب المقابلة للبصرة

الجيش العراقي يقاتل لاحتلال المحمرة

نتيجة لاصرار الطرفين المتحاربين على الحرب حتى النصر و خاصة الجانب الايراني إستمرت الحرب لتصبح أطول حرب في تأريخ المنطقة إمتدت لثمان سنوات و استنزفت كل إمكانيات البلدين العسكرية ، المالية ، الإقتصادية و البشرية و انتهت بلا غالب أو مغلوب فلا شط العرب استرجع و لا الجزر الإماراتية عادت للامارات و لا إيران صدرت ثورتها و أفكارها المتشددة بل تركت تلك الحرب المشؤومة أهم بلدين في منطقة الشرق الأوسط محطمين مثخنين بالجراح .
سأذكر أهم محطات الذاكرة عن هذه الحرب المشؤومة

المحطة الأولى
رفض مبادرة صدام بإيقاف القتال من طرف واحد
بعد الرفض الإيراني لمبادرة السلام التي عرضها صدام في اليوم السابع للحرب آستمرت غارات الطائرات الإيرانية على المنشآت العراقية و على الموصل و لكن عددها و قوتها أخذا بالتضاؤل يوماً بعد آخر بعد إسقاط العديد من الطائرات الإيرانية و مقتل طياريها و استمرت المعارك على طول جبهة القتال و بدأت أعداد الجرحى و القتلى التي ترد من الجبهة إلى المراكز الجراحية المتقدمة و المستشفيات المدنية و العسكرية في البصرة و العمارة و بعقوبة تزداد باطراد فيعالج قسم منها و يرسل القسم الآخر إلى مستشفى الرشيد العسكري الذي هو مستشفى القاعدة المركزي في العراق حيث يتم إجراء اللازم للجرحى و بعدها يحالون إلى المستشفيات العسكرية القريبة إلى مناطق سكناهم لإكمال علاجهم و كان نصيب مستشفى الموصل العسكري كبير لكون الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية بعد بغداد و لأن ضباط الموصل يكونون العمود الفقري للجيش العراقي . كانت نسبة إصابات العظام و الكسور و المفاصل و الفقرات تشكل ٧٠٪؜ تقريباً من إصابات الحرب التي تصل إلى مستشفى الموصل العسكري لذلك لم تعد ردهة العظام و الكسور في المستشفى بأسرتها الثلاثين كافية مما تطلب إدخال جرحى العظام في ردهة الجراحة العامة و ردهة الباطنية الأولى ثم أفتتحت ردهة الكسور الثانية بعد سنة من الحرب .

المحطة الثانية

بداية حرب الخليج الأولى و تنسيبي للعمل في مستشفى الرشيد
——————————————————————-

كان الموقف في مستشفى الرشيد في بغداد صعباً بسبب أعداد الجرحى المتزايد مما إستدعى قيام مديرية الأمور الطبية بزيادة عدد الجراحين الأخصائيين فيها فوقع علي الإختيار للعمل بشكل مؤقت في مستشفى الرشيد و نسب المقدم الطبيب عدنان حسين الذي يعمل في مستشفى كركوك العسكري إلى مستشفى الموصل العسكري بديلاً عني .
كانت شعبة العظام و الكسور في مستشفى الرشيد برئاسة اللواء الطبيب مفلح الدليمي و يعمل فيها إضافة له العميد الطبيب مظفر حبوش و العميد الطبيب موفق توفيق الرجل الطيب الذي سرعان ما ترك العمل و سافر إلى بريطانيا لإصابته بورم خبيث في الفخذ الأيسر تم استئصاله ولكن دون جدوى فقد انتقل الورم إلى الرئتين و لم يمهله طويلاً و توفي رحمه الله بعد أشهر قليلة . إلتحقت بمستشفى الرشيد و خصصت لي غرفة في الشعبة للعمل و النوم لأننا كنا في إنذار دائم أما عائلتي فقد أسكنتهم مع أهلي في بيتهم في الأعظمية شارع الضباط و أطفالي تركوا مدارسهم في الموصل و أدخلهم جدهم في مدارس في بغداد قريبة من بيته و لفترة مؤقتة لم أكن أعرف مداها . كان عملنا في أي وقت من النهار أو الليل حيث كان الجرحى ينقلون إلينا بالطائرات السمتية العسكرية و القطارات و بأعداد كبيرة و واجبنا تصنيف الجرحى إلى أسبقيات و الإحتفاظ بالأسبقية الأولى و إجراء العمليات اللازمة لهم و تحويل الأسبقية الثانية و الثالثة التي لا تحتاج إلى تداخل جراحي سريع أو التي تحتاج إلى إكمال علاجها الذي أجري في مستشفيات الجبهة إلى المستشفيات العسكرية و المدنية القريبة من سكناهم في بغداد و المحافظات . إستمر الحال هكذا لمدة شهرين و بعدها قررت مديرية الأمور الطبية و حسب الحاجة إلى إعادتي إلى مستشفى الموصل العسكري و إعادة المقدم الطبيب عدنان حسين إلى مستشفى كركوك العسكري لتخفيف الزخم على مستشفى الرشيد .

المحطة الثالثة

العودة إلى مستشفى الموصل العسكري
—————————————————

بعد إنهاء إنتدابي في مستشفى الرشيد العسكري في نهاية كانون الثاني ١٩٨١ عدت لعملي في مستشفى الموصل العسكري و عاد المقدم الطبيب عدنان حسين إلى مستشفى كركوك العسكري و فرحنا أنا و عائلتي بالعودة إلى بيتنا في حي المثنى في الموصل حيث داوم أطفالي الثلاثة في مدارسهم من جديد فشعرنا بالإستقرار و الراحة . كان الهدوء يسود المدينة بعد إنتهاء الضربات الجوية و عودة الحياة إلى حالتها الطبيعية و تخفيف الإنذار العسكري مما يسمح لي الذهاب إلى بيتي بعد الدوام و ممارسة العمل في عيادتي الخاصة و لكن بما أني أخصائي العظام الوحيد في المستشفى كنت الأخصائي المنتظر بشكل دائم و أذهب للمستشفى في الحالات الطارئة أو عند وصول وجبة جديدة من الجرحى لذلك كنت أجري العمليات الطارئة في أي وقت من اليوم حتى وصل الأمر أن أجري قائمة عمليات مسائية معظم أيام الإسبوع إضافة للقوائم الصباحية مع تزايد أعداد الجرحى المحالين من مستشفيات الجبهة و مستشفى الرشيد العسكري و أصبحت عيادتي شبه مغلقة . نظم العمل أكثر بعد بناء عيادة خارجية جديدة في المستشفى و تنسيب الملازم الإحتياط الدكتور نجم العزاوي الحاصل على دبلوم جراحة العظام إلى مستشفانا حيث أصبح هو المسؤول عن العيادة الخارجية للعظام الجديدة و إلتحاق الطبيب المجند همام الخفاف بشعبة العظام و الكسور بعد إنتهاء إقامته الدورية في المستشفى العام في الموصل مما سمح لي بالتفرغ للعمليات و متابعة المرضى في الردهات بمساعدة أربعة مقيمين دوريين بقوا يعملون معي كل إقامتهم الدورية حسب رغبتهم و لم يذهبوا إلى الأقسام الأخرى و الذين أصبحوا أخصائيي عظام معروفين فيما بعد يشار لهم بالبنان في الموصل و هم الدكتور حسين الشهواني و الدكتور طلال الملاح و الدكتور فريد خشان و الدكتور رعد محمود و طبيب مقيم أقدم هو المجند الطبيب همام الخفاف كما كان الفريق المساعد العامل في صالة العمليات من أفضل من عمل معي في حياتي المهنية إخلاصاً و اندفاعاً في العمل و تفانياً في أداء الواجب . كان الجميع يعملون بهمة و نشاط و يحبون عملهم الذي منحهم فرصة تدريبية كبيرة لتنوع الحالات و كثرتها فقد كانت العمليات تشمل جميع إصابات الأطراف من الجلد و العضلات و الأوتار و الأعصاب و الشرايين و العظام و المفاصل و الفقرات أي من الجلد إلى العظم لعدم وجود تخصصات دقيقة في ذلك الوقت و كان معنا أطباء تخدير ثلاثة بقيادة العقيد الطبيب المخدر عبد الوهاب الخفاف الذي كان يحضر في كل الأوقات بدون كلل أو ملل . إستمر العمل بهمة و نشاط من قبل الجميع كعائلة واحدة و افتتحت ردهة الكسور الثانية التي بنيت أثناء الحرب و جهزت بوقت قصير و أصبح مرضى العظام و الكسور يحتلون أكثر من نصف أسرة المستشفى #الدكتورمظفرالفلوجي

Address

شارع ناز ناز ٣٠
`Ankawah
00964

Telephone

07504236778

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when الصفحه الرسميه للاستاذ الدكتور مظفر خزعل الفلوجي posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Practice

Send a message to الصفحه الرسميه للاستاذ الدكتور مظفر خزعل الفلوجي:

Share

Share on Facebook Share on Twitter Share on LinkedIn
Share on Pinterest Share on Reddit Share via Email
Share on WhatsApp Share on Instagram Share on Telegram

Category