
03/09/2025
أظهرت الأبحاث أن مزج القهوة مع المضادات الحيوية فكرة سيئة للغاية.
ففي دراسة حديثة، قام العلماء بفحص كيفية استجابة بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) – وهي بكتيريا شائعة وقد تكون ضارة أحيانًا – لـ 94 مادة كيميائية مختلفة. وُجد أن نحو ثلث هذه المواد أثّر على قدرة البكتيريا في التحكم بما يدخل ويخرج من خلاياها، لكن الكافيين كان الأكثر لفتًا للانتباه.
أظهر التحليل أن الكافيين جعل بكتيريا E. coli تمتص كميات أقل من بعض المضادات الحيوية مثل السيبروفلوكساسين. هذا لا يعني أن البكتيريا أصبحت مقاومة بشكل كامل، لكنه يشير إلى أنها بدأت في التكيف بطرق دقيقة تساعدها على البقاء. ومن الاكتشافات المهمة في الدراسة دور بروتين يُسمى Rob، الذي يتحكم في آليات النقل داخل البكتيريا. إذ أدى الكافيين إلى تنشيط هذا البروتين، مما تسبب في تغييرات بعدة بروتينات ناقلة، وجعل من الصعب على المضاد الحيوي اختراق الخلية البكتيرية.
🔸 النتيجة:
المضاد الحيوي يفقد جزءًا من فعاليته. هذا النوع من المقاومة يُسمى المقاومة منخفضة المستوى، وهو لا يعتمد على طفرات جينية كاملة، بل على تكيف البكتيريا مع بيئتها. المثير للاهتمام أن هذا التأثير لم يظهر في بكتيريا أخرى قريبة مثل السالمونيلا (Salmonella enterica)، مما يوحي بأن تأثير الكافيين قد يقتصر على أنواع معينة من البكتيريا.
ورغم أن هذه التجارب أُجريت في المختبر فقط وليس على البشر، فإن العلماء لم يتمكنوا بعد من تحديد كمية القهوة التي قد تُحدث فرقًا أثناء الإصابة الحقيقية. ومع ذلك، يُعد هذا الاكتشاف خطوة أولى لفهم كيف يمكن لمواد يومية مثل الكافيين أن تتداخل مع العلاجات الطبية بطرق غير متوقعة.