18/09/2025
صفحة من كتابي (اوتوستوب) المتوفر في (مكتبة المسلة - ش المتنبي)
+964 771 055 2939
و(مكتبة أطراس- ش التانكي- داوودي)..
+964 770 476 8313
(أتممت السنة الثانية من كلية الطب- جامعة بغداد.. وعند بدء العطلة الصيفية، غادرت العراق بمغامرة فريدة حيث حملت (حقيبة ظهر) تحتوي على (خيمة) و(كيس نوم).. وانطلقت في رحلة في أوروبا .. يرافقني شاب من المكسيك في نفس عمري اسمه (خوزيه)).
الثلاثاء ١٢ آب ١٩٦٩
قررنا انا و(خوزيه) ان نفترق في اليومين القادمين … إِذ انا على موعد مع صديق طفولتي (عماد) ‥ حَيثُ كنت قد اتفقت معه حَتى قبل ان اغادر العراق … ان امر بالمدينة التي يسكنها (اشفنبورغ) وكان قد أعطاني رقم (هاتف أرضي) للاتصال به عند وصولي‥
أما (خوزيه) فقد كانت عنده خطط أخرى!‥ اخبرني ان هناك خدمة في (امريكان اكسبريس) المنتشرة في جميع مدن أوروبا … حَيثُ بإمكانه ترك رسالة لي تحدد لي أين هو.. وأين سنلتقي‥ واتفقت معه انني سأفترق عنه مؤقتاً للقاء صديقي … ثُمَّ وبعد لقائي بصديقي سوف اذهب إلى (فرانكفورت) حَيثُ سأبقى فيها يومان أو ثلاثة في (دار الشباب) وهناك سيكون حتماً.. مكان لقاءنا! …
ابتدأت بالتأشير للسيارات من أطراف المدينة … وبعد تأخر وبعض العراقيل وجدت المساء قد حلّ عندما وصلت إلى المدينة التي يسكنها (عماد) … طلبت من الرجل الكريم الذي اوصلني بسيارته ان ينزلني في محطة القطار الرئيسية‥ لايمكن ان انسى اللهفة الواضحة من صوت (عماد) عندما عرف أنني أنا المتكلم على الهاتف!‥ وانني قد وصلت مدينته … وبعد دقائق كان لقائنا … لقاء احبة افترقا منذُ عام في بغداد‥ وهاهما يلتقيان.. في المانيا!
الخميس ١٤ آب ١٩٦٩
غادرنا أنا و صديق الصبا (عماد) شقته في الصباح‥ تمشينا إلى خارج المدينة الصغيرة‥ انا أحمل حقيبة الظهرالثقيلة‥ وهو بمتاع خفيف‥ ثُمَّ وقفنا على محل خارج المدينة مناسب للتأشير للسيارات … تأخرنا كثيراً‥ ولم تتوقف لنا اي سيارة!..
وجدنا غابة من اشجار للتفاح البري قريبة منا اخذنا نقطف منها ونأكل! … كانت لذيذة.. ثُمَّ توقف لنا شاب حملنا بسيارته إلى (فرانكفورت) اهم مدن المانيا والعاصمة المالية والتجارية لها‥ فيها مقر المصرف الوطني الألماني (دويتشه بانك)‥
طلبنا من الشاب ان ينزلنا في محطة القطار الرئيسية‥ حَيثُ تناولنا طعام الغداء … ثُمَّ تمشينا إلى مكتب (امريكان اكسبريس) في المحطة, بحثت عن رسالة تصلني من (خوزيه) ‥ لم يصل شئ‥ عدنا ثانية إلى محطة القطار حَيثُ تسكعنا ونحن نفكر فيما سنفعله من خطط …
كان المساء قد حل عندما وجدنا انفسنا امام المبنى الضخم ل(دار الشباب) في (فرانكفورت) ‥ لكن (إدارة الدار) رفضت ايوائنا إلّا إذا أصدرنا الهوية الرسمية ل( دور الشباب العالمية) ‥ وليس (هوية الطلبة العالمية) التي نحملها!..
وافقنا على الفور واعطيتهم صورتي حَيثُ أصدروا لي الهوية بمبلغ (عشرة ماركات) … أما (عماد) فلم يكن يحمل معه صورة.. وبالتالي خرجنا نفتش عن محل تصوير! … بعد أن صورّنا (عماد).. وتسكعنا.. وضيعنا الوقت! وصلنا (دار الشباب) في وقت قارب العاشرة ليلاً وهو الوقت الذي يغلق الدار أبوابه ولا يسمح بدخول أي شخص بعد هذا الوقت! … رفضوا إصدار هوية لعماد بسبب تأخرنا!‥ وبالتالي سمحوا لي بالبقاء للمبيت.. لكنهم طلبوا من (عماد) مغادرة المكان كي يقفلوا الباب الرئيسي!‥
في هذه الاثناء وفي الدقيقة الأخيرة.. وصل صديقي المكسيكي الحبيب.. (خوزيه)!.. كان لقائنا حميماً.. اخبرته بمشكلة صديقي (عماد)، وكيف انهم لم يسمحوا له بالرقود الليلة‥
ووجد (خوزيه) له حلاً وعلى الفور!‥ (خوزيه) يجب ان يلقب ب (حلال المشاكل)!.. فقد دخل معه الشاب الذي اوصله بسيارته كي يبيت الليلة - هو الآخر- في دار الشباب‥ كان الشاب في طريقه إلى (هولندا) وقد ركن سيارته على الرصيف المجاور للدار.. وافق الشاب على الفور أن يبيت (عماد) في داخل سيارته هذه الليلة‥ وقام بتسليم مفاتيح سيارته من خلال فتحات السياج الخارجي للدار!.. وهكذا كان ذلك حلاً يسعد الجميع‥!! فإن يبيت صديقي (عماد) داخل السيارة وعلى مقعدها الدافئ والمريح خير له من أن يبيت على مصطبة في حديقة عامة.. في هذا الجو البارد!!