
14/07/2025
📙 ملخص كتاب " قوة التوجه الإيجابي "
١- افهم عالمك لتغيره
لكي نطوّر توجهًا إيجابيًا في حياتنا، يجب أولًا أن نُدرك توجهنا الحالي من خلال طريقة تفاعلنا مع المواقف المختلفة، إذ إن غياب الإيجابية يؤدي إلى اللامبالاة والكسل والتهور والسخرية وغيرها من السلوكيات السلبية، أما اكتساب التوجه الإيجابي فيمنحنا صفات مثل التخطيط والتشجيع والامتنان والاجتهاد،
وهو قرار بسيط يبدأ بالاستمتاع بالأشياء الصغيرة، وتقبّل فكرة أننا لا نستطيع إرضاء الجميع، والابتعاد عن العيش في مشكلات وهمية، كما يتطلب الأمر التخلص من الماضي السلبي عبر كتابة قائمة بالأخطاء والفشل ثم حرقها والتصريح بأن لا سلطان لها بعد الآن،
يلي ذلك كتابة قائمة بنقاط القوة والإنجازات وقراءتها ثلاث مرات يوميًا لمدة ثلاثة أسابيع ثم كل صباح، بهدف برمجة العقل إيجابيًا بعد أن ظل مبرمجًا من الآخرين، ويُستكمل هذا التوجه بإدخال محفزات خارجية كالمطالعة والاستماع لأشخاص ملهمين والتعلّم من تجاربهم، ثم تحديد أهداف واضحة لأن الأهداف تحفّز وتوجّه، وأخيرًا تعديل البيئة العاطفية عبر تجنّب السلبيين والاقتراب من الإيجابيين لتثبيت التوجه الجديد.
٢- تعامل مع توجهاتك السلبية
العلاقة مع الرؤساء في العمل تؤثر بشدة على حالتنا النفسية وإنتاجيتنا، لذا يشير الكاتب إلى ضرورة تحمّل مسؤولية هذه العلاقة، حتى إن كان الرئيس صعب الطباع، فبإمكاننا تغيير الجزء الذي يقع ضمن مسؤوليتنا، وذلك من خلال مراقبة من ينسجمون معه ومحاولة اتباع طريقتهم،
ويمكن بدء تحسين العلاقة بإخباره بمشاعرك نحوه بصدق وهدوء في لقاء خاص، مع التحلي بالصبر وعدم التسرع في انتظار نتائج فورية، كما يُنصح بتجنب أخذ نقده بشكل شخصي، وعدم التفريط في احترام الذات أثناء محاولة التكيف، بل إن لم يتحسن الوضع فقد يكون من الأفضل البحث عن بيئة عمل أخرى، أما في مواجهة السلبية عمومًا،
فيدعو الكاتب إلى التركيز على نقطة سلبية واحدة وطرح سؤال: "إلى أين سيقودني هذا التوجه؟"، ثم تقبّل النكسات كجزء طبيعي من الحياة، والحفاظ على الهدوء وتحديد الأولويات وتبسيط الأمور، بالإضافة إلى إعطاء وقت أكبر للعلاقات التي تمنحنا السعادة وتجاهل المشاكل الصغيرة، ورغم صعوبة الالتزام بهذه النصائح، إلا أنها تضمن حياة أكثر توازنًا ونجاحًا على المدى البعيد.
٣- التغيير وعرض الأفكار الجديدة
التغيير ضروري لتحسين حياتنا المهنية والشخصية، لكنه غالبًا ما يواجه بالرفض لأنه يسبب شعورًا بعدم الراحة، وتظهر مقاومة التغيير في بيئات العمل من خلال ارتفاع نسب الغياب، وزيادة الاستقالات، وتراجع التعاون والإنتاجية، وكثرة الشكاوى، وعدم دعم الأنظمة الجديدة،
ولمواجهة هذا الرفض ينصح الكاتب بعدم تقديم الأفكار الجديدة كشيء غريب بل كاختيارات مألوفة تشبه ما نجح سابقًا، مع عرضها كتغييرات تدريجية على المدى الطويل لا تزعج الآخرين، كما أن تشجيع المشاركة في تطوير الأفكار هو سر النجاح،
فالقادة الحقيقيون يُقاس نجاحهم بما يحققه فريقهم، وليس بإنجازاتهم الفردية فقط، وأفضل وسيلة لتحفيز المشاركة هي ببساطة طلب الاقتراحات، لأن ذلك لا يُنتج أفكارًا مفيدة فحسب، بل يعزز شعور الفريق بالتقدير، وللحفاظ على هذا الشعور يجب احترام الاقتراحات وإظهار الامتنان لها وأخذ الوقت الكافي للتفكير فيها قبل الإعلان عن القرار النهائي.
٤- التوجيه وضرورة تقبل الاختلاف
التوجيه هو شكل من أشكال التدريب يهتم به المشرفون لتحويل توجهات الموظفين إلى طاقة إيجابية تعود بالنفع على بيئة العمل، فالموجه الناجح يفهم موظفيه ويحدد مدى إنجازاتهم ومواقع التغيير، ويخلق بيئة يشعر فيها الجميع بأن الكمال غير مطلوب،
ولجعل التوجيه مثمرًا يجب البدء بمراجعة تقارير الموظفين السابقة لرصد مهاراتهم وتقدمهم ومسؤولياتهم وجودة تدريبهم، ثم توضيح أن الهدف من الجلسات هو مساعدتهم على تحقيق أفضل أداء، وتشجيعهم على طرح الأسئلة لفهم المطلوب، وينبغي التركيز على مشكلة واحدة في كل جلسة وتوجيه النقاش بأسئلة تدفع للتأمل الذاتي،
كما يجب التعامل مع الاختلافات كفرص إيجابية من خلال الاستماع باهتمام للطرف الآخر دون مقاومة أو دفاع، ثم بناء التفاهم عبر نقاط الاتفاق، والاعتراف بالأخطاء بصدق والاعتذار عنها، وهو ما يخفف حدة التوتر ويشجع الحوار، وبعدها تُدرس أفكار الآخر بعناية فقد تكون صائبة، وتأخذ الوقت اللازم للتفكير قبل العودة إليه لعرض الحلول، مما يحقق نتائج تعزز مصلحة الفريق ككل.
٥- التغلب على المتاعب والضغوطات
الإرهاق والتعب مشاعر شائعة في العمل، وتظهر أعراضها في ضعف الثقة بالنفس، والرضا بالمستوى المتوسط، والتراخي، وانخفاض الإنتاجية، وتدهور العلاقات، ويقترح الكاتب عددًا من النصائح لمواجهة الضغوط، تبدأ بالمحافظة على نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام،
وتخصيص وقت خاص للذات مع تعزيز احترام الذات وتقبّل فكرة أنك لا تستطيع إرضاء الجميع، كما يُنصح ببناء شبكة دعم من الأهل والأصدقاء، والتخلص من الالتزامات غير الضرورية، ومنح النفس إذنًا بامتلاك حياة خاصة تستمتع بها دون الشعور بالذنب، أما في لحظات التوتر بالعمل، فيُستحسن أخذ استراحة قصيرة لمغادرة مكان الضغط واستعادة التركيز،
إلى جانب ممارسة تمارين التنفس العميق البطيء التي تساعد الجسم على الاسترخاء، ويمكن أيضًا التحدث مع صديق للتعبير عمّا بداخلك والتقليل من التوتر، كما يشجع الكاتب على اتباع أي وسيلة شخصية تشعرك بالراحة كالعبادة أو التأمل، فالمهم أن تجد الطريقة التي تناسبك لتجاوز الضغوط وتحسين حالتك النفسية.
٦- النجاح
النجاح يعني الانتقال من الأداء العادي إلى مستوى التميز، ويتطلب ذلك التحلي بصفات مثل تقدير الذات، وتحمل المسؤولية، والتفاؤل، والوعي بالفرص، والثقة في القدرة على التغيير، أما القائد الناجح فيتميز بقدرته على الخروج عن آراء المجموعة وتحمل المخاطر، والتواصل الصريح،
وتحفيز الآخرين من خلال وضوح الرؤية وتفويض المهام دون خوف، وهو صاحب بصيرة يرى المشكلات بوضوح دون تشتت، ويتخذ قرارات حاسمة حتى لو بدا قاسيًا، كما يسعى دائمًا لفعل أكثر من المطلوب منه ما يشجع فريقه على الاجتهاد، ويُدرك الناجحون في علاقاتهم أربعة مبادئ:
أن لكل إنسان محفزًا خاصًا به، وأن دوافع الناس مختلفة، وأن الإفراط في فرض القوة يضعف القائد، وأخيرًا أن القائد لا يحفز الآخرين مباشرة بل يهيئ لهم بيئة تحفزهم على الانطلاق من أنفسهم.
أشكرك على القراءة