
08/04/2025
وهم الاضطهاد الجنسي عند النساء: فهم الحالة النفسية وأسبابها
تعاني بعض النساء من حالة نفسية خاصة تتمثل في اعتقاد راسخ وغير منطقي بأن جميع الرجال الذين يتفاعلن معهم لديهم نوايا جنسية تجاههن أو يسعون إلى التحرش بهن. هذه الحالة، رغم ندرتها، تندرج ضمن أشكال التفكير الوهمي أو اضطرابات الإدراك الاجتماعي، وقد تؤثر بشكل كبير على حياة المرأة الاجتماعية والمهنية والنفسية.
ما هي طبيعة هذه الحالة؟
هذه الحالة لا تصنف كمرض مستقل في الدلائل التشخيصية مثل DSM-5، لكنها قد تكون جزءًا من اضطرابات أخرى مثل:
اضطراب الوهام (Delusional Disorder)
خاصة النوع الاضطهادي أو الإيروتوماني (Erotomanic Type)، حيث تؤمن المرأة بأن الآخرين ينجذبون إليها جنسيًا أو يحاولون التحرش بها.
اضطراب الشخصية الزورانية (Paranoid Personality Disorder)
الذي يتسم بانعدام الثقة المفرط بالآخرين وتفسير نواياهم على أنها تهديد أو استغلال.
آثار اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)
خاصة في حال تعرضت المرأة لتحرش أو اعتداء سابق، فقد تطور لديها حساسية مفرطة وتوقع دائم لتكرار التجربة.
الأعراض المشتركة
تفسير النظرات أو الكلمات أو التصرفات الاعتيادية من الرجال على أنها تحرش جنسي.
الانسحاب الاجتماعي وتجنب الاختلاط بالرجال.
توتر وقلق دائم، وأحيانًا عدوانية دفاعية مفرطة.
صعوبة في الحفاظ على العلاقات الشخصية أو المهنية بسبب سوء تفسير النوايا.
الأسباب المحتملة
تجارب سابقة صادمة: مثل التحرش أو الاعتداء الجنسي.
نمط التربية الصارم أو المبالغ فيه بشأن الجنس والاختلاط.
اضطرابات نفسية غير معالجة.
المبالغة في استيعاب الرسائل المجتمعية أو الإعلامية حول الخطر الجنسي.
التأثيرات السلبية
عزلة اجتماعية مفرطة.
خلل في الحكم على الآخرين.
صعوبات في بيئة العمل أو الدراسة.
ضعف تقدير الذات والشعور الدائم بالتهديد.
العلاج والتعامل
العلاج النفسي المعرفي السلوكي (CBT): لمساعدة المريضة على تعديل أفكارها غير المنطقية.
العلاج الدوائي: في حال وجود أعراض ذهانية أو قلق حاد.
جلسات دعم جماعي: لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتقديم الدعم النفسي.
الوعي المجتمعي: من خلال التثقيف حول الفروق بين السلوك الطبيعي والتحرش الحقيقي.