
01/10/2025
اكتشاف نقش أثري في المفرق يذكر قبيلة السردية لأول مرة
أُعلن في البادية الشمالية بمحافظة المفرق عن اكتشاف نقش كتابي أثري يُشير لأول مرة إلى عشيرة 'المفارجة' من قبيلة السردية، ويعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر الميلادي (الثامن الهجري).
وقال الباحث الأكاديمي الأردني الدكتور عبدالقادر الحصان إن هذا الاكتشاف يُعد إضافة نوعية إلى دراسة النقوش العربية الإسلامية في العصر المملوكي، إذ يُوثّق النقش وجود عشيرة المفارجة من قبيلة السردية في مسجد سلحوب، الواقع في البادية الشمالية الشرقية من محافظة المفرق.
وأوضح الحصان أن نقشًا سابقا وُجد للشخص نفسه دون أن يُذكر نسبه، وقد ورد فيه الاسم كالتالي: 'مسعد ابن جابر ابن سليم ابن خزعل'. أما في النقش المكتشف حديثا، والذي تم توثيقه ضمن المجلد الثاني من مدونة النقوش العربية الإسلامية – العصر المملوكي، فقد أُضيفت إليه إشارة واضحة إلى انتمائه لعشيرة المفارجة.
وبيّن الحصان أن النقش كُشف عنه في جدار مسجد أثري قديم في منطقة سلحوب، وقد نُقش على حجر بازلتي يبلغ ارتفاعه 29 سم، وعرضه 19 سم، وسماكته 13 سم.
وقد كُتب النقش بخط نسخي يُقلّد الكوفي المنقوط، ويتكون من أربعة أسطر، ويضم 17 كلمة. أما صيغة النقش، فتتضمن الاسم الكامل للكاتب من أربعة مقاطع، وانتماءه العشائري، إضافة إلى تحديد تاريخ كتابته بالسنة الهجرية.
ويعود تاريخ النقش – بحسب الحصان – إلى عام 747 هـ / 1346 م، وقد نُقش على جدار المسجد بصيغة دعائية، وورد نصه كما يلي: 'اللهم اغفر لمسعد ابن جابر ابن سليم ابن خزعل من المفارجة، وكُتب سنة سبع وأربعين وسبعماية.'
وأشار الحصان إلى أن الكاتب بدأ نقشَه بالدعاء وطلب الرحمة والمغفرة من الله تعالى، على وزن 'افعل' بصيغة أمر طلبية، قائلاً: 'اللهم اغفر لمسعد...'، مما يعكس جانبًا من التعبير الإيماني والديني في تلك الحقبة.
ويرى الحصان أن هذا النقش يُشير إلى وجود مبكر وموثّق لفخذ المفارجة من قبيلة السردية في بادية الشام، لافتًا إلى دورهم البارز في تأمين طريق الحاج الشامي، خاصة في منطقة وادي السرحان، ضمن ما كان يُعرف بطريق 'الملح – البخور'. وقد شاركت قبيلة السردية، إلى جانب قبائل أخرى كالعيسى، الزبيد، والمساعيد، في حماية قوافل الحجاج خلال العصرين المملوكي والعثماني.
وختم الحصان بالإشارة إلى أن المدونة الجديدة للنقوش ستصدر العام القادم، وستتضمن مئات النقوش المكتشفة حديثًا بين الأعوام 2010 – 2017، ضمن المجلد الثاني، وستغطي النقوش الأموية، والعباسية، والأيوبية – المملوكية، والعثمانية، وصولًا إلى النقوش الحديثة حتى عام 1945، في محافظة المفرق ومحيطها.
صحيفة الرأي - توفيق أبو سماقة