24/09/2025
إحدى مريضاتي روت لي قصتها وأحببت أن أنقلها لكم لما فيها من وعي ورسالة مهمة:
تقول:
“كثير من الناس يظنون أن كلمة فاقد للبصر قانونياً تعني أن الشخص لا يرى شيئاً إطلاقاً، مجرد ظلام دامس، لكن هذا غير صحيح دائماً، العمى في الحقيقة طيف واسع، يختلف شكله من شخص إلى آخر.
فهناك من يرى ظلالاً أو ألواناً أو أشكالاً ضبابية فقط، وهناك من يفقد جزءاً من مجال الرؤية بينما يحتفظ بجزء آخر، وبعضهم يفقد بصره تدريجياً مع الوقت، بينما يولد آخرون بقدرة بصرية شبه معدومة.
تقول : أنا أعيش مع مرض نادر يُسمى التهاب الشبكية الصباغي (Retinitis Pigmentosa)، وهو مرض يجعل بصري يتدهور مع مرور السنوات.
بالنسبة لي، هذا يعني أن رؤيتي في الظلام ضعيفة جداً، وأن مجال الرؤية الجانبية يتقلّص شيئاً فشيئاً. الأضواء القوية والانعكاسات لا تساعدني بل تربكني أحياناً. قراءة الخطوط الصغيرة وتمييز الوجوه أصبح صعباً أيضاً.
ورغم أنني ما زلت أحتفظ بجزء من النظر، إلا أنني مصنّفة قانونياً كـ فاقدة للبصر. وهذا التصنيف يسمح لي بالحصول على الدعم واستخدام وسائل مساعدة مثل الفلتر الضوئي الذي أعتبره صديقي المقرّب الذي لا أستغني عنه أبداً، فهو يخفّف من شدة التوهج ويساعدني على رؤية تفاصيل ما ، كنت سأفقدها لولا وجوده. إنه بالنسبة لي أكثر من مجرد أداة، بل جسر يربطني بالعالم من حولي. كما أنني أستفيد كثيراً من المكبّرات والمساعدات البصرية الأخرى
لكن ما أريد أن أوضحه هو أن فقدان البصر لا يمنعني من أن أعيش حياة جميلة وكاملة. فقط أقوم بالأشياء بطريقة مختلفة، وأحياناً أكثر إبداعاً.