Young Autistic Program (YAP)

Young Autistic Program (YAP) التوحد

13/03/2021

تشكيل السّلوكيُعتبر تشكيل السلوك أحد استراتيجيّات تعديل السّلوك، ويتمحور تشكيل السلوك حول التعزيزالإيجابي الذي يزيد مستوى النشاط العام للفرد، كما أنَّ معظم م...

24/03/2020
24/03/2020
07/12/2018

نظريات العلاج العائلي و تقنياته :

يمكن حصر خمسة اتجاهات أساسية في العلاج العائلي، تتفاوت فيما بينها في اعتمادها على فنيات الاتصال و هي :

1- الاتجاه السيكودينامي.
2- الاتجاه السلوكي.
3- الاتجاه المعرفي.
4- الاتجاه النسقي.
5- الاتجاه البنائي.

و يمكننا التطرق كذلك إلى العلاج العائلي الوظيفي كعلاج من بين العلاجات العائلية الحديثة.

6- العلاج العائلي الوظيفي.

أولا : الاتجاه السيكودينامي :

و المتمثل أساسا في التحليل النفسي و الذي ظهر في الأساس لعلاج الأفراد المضطربين، و لكن هناك قواسم مشتركة بينه و بين العلاج العائلي أهمها :

- كثيرا من معالجي الأسرة، و حتى بعض الرواد قد تلقوا التدريب كمحللين نفسيين، و مارسوا التحليل النفسي كعلاج ثم تحولوا بعد ذلك إلى العلاج العائلي، و ساهموا في تطوير هذا النوع من العلاج.
- نظريات التحليل النفسي و ممارساته تعطي للأسرة و للعلاقات الوالدية دورا أساسيا و حاسما في نمو شخصية الطفل و في سوائه أو شذوذه.
- بدأ فرويد من حيث الفهم و التشخيص أسريا، واعيا بالنسق الأسري و أبعاده و تأثيراته على أعضائه، و لكنه انتهى عند العلاج الفردي،و لعل ذلك يعود إلى أن الشروط الموضوعية و التاريخية و الفلسفية للعلاج العائلي لم تكن قد نضجت بعد.
- اعتبرت مدرسة التحليل النفسي أن تأثيرات الأسرة تجاوزت مستوى العلاقات بين الشخصية لتتجسد في وظائف دائمة داخل شخصية الفرد و هي( الهو، الأنا، و الأنا الأعلى) و التفاعلات بينها، و هذا ما جعل المعالجين التحليليين يرون أنهم يعملون مع الأسرة و لكن من خلال الفرد المريض؛ إذ التأثيرات الأسرية المبكرة تترك بصماتها على شخصية الفرد، في نفس الوقت الذي تعكس فيه سمات شخصية الفرد ملامح الأسرة و سماتها.

أساسيات العلاج العائلي التحليلي :

يهدف العلاج التحليلي العائلي على غرار المناهج الأخرى إلى إحداث تغيير في البنى الكامنة وراء سلوك الأسرة، و بعضهم يقصر هدفه على التخفيف من حدة الأعراض المرضية و تقليل مظاهر المشكلة عن طريق تعديل الخصائص و الصفات الواضحة في التفاعل الأسري؛ و حسب خطورة المشكلة فانه يمكن أن يعمل على تغيير التفاعلات الأسرية، و أهم أساليبه في ذلك :

1- التوضيح لأفراد الأسرة عدم وجود علاقة منطقية بين الأعراض المرضية و بين حياة الأسرة و صالحها،و ذلك حتى تقلع الأسرة عن الأعراض التي ظلت تعتقدها حلولا لمشكلاتها.

2- العلاقة القوية بين الأسرة و المعالج و التي يمكن أن ترقى إلى نوع من التحالف العلاجي من حيث أنهما يسعيان إلى هدف واحد، و لا يعني هذا أن يساير المعالج الأسرة أو يفعل ما تريد أو تتوقع.

3- مساعدة الأسرة على توسيع أدوارها و المحافظة على شعورها بالأمن، و إحساسها بأنها محاطة بالأمن و الرعاية، و أنها تحظى بالتقبل من المعالج و رغبته في مساعدتها.

4- الاستماع إلى جميع أعضاء الأسرة عن المشكلة، و عن تصوراتهم بخصوصها، و عدم الاكتفاء بمن تنصبه الأسرة متحدثا رسميا باسمها.

5- مجابهة مقاومة الأسرة للتغير العلاجي بحيوية و فاعلية، و عن طريق التركيز على جانب معين من جوانب المشكلة يعتقد المعالج انه يسهل إقناع الأسرة بتقبله و الاستعداد للتغير بشأنه، و هذا يمكن أن ينتقل إلى نقطة أخرى حتى تالف الأسرة النظرة الجديدة و تضعف قوة المقاومة.

فنيات الاتصال في العلاج العائلي التحليلي :
من أهم فنيات الاتصال التي يعتمد عليها المعالج التحليلي ما يلي :

1- إرسال رسائل غير لفظية كثيرة إلى أفراد الأسرة، و هم من جانبهم يتفهمونها أيضا.

2- التفسير اللفظي هو المكون الرئيسي في العلاج التحليلي، و هذا يفرض على المعالج التحلي بقوة التأثير خلال حديثه على نحو يفوق ما هو مطلوب في العلاج الفردي، و ذلك مما يحمل الأسرة على الالتفات نحوه و الاستماع إليه. و تحتاج قوة التأثير تلك إلى الأسلوب الواضح المباشر و المتنوع، و الغني بالأمثلة و الشواهد و ربما الطرائف و الحقائق، بل حتى المزاح و الفكاهة.

3- تعتبر جلسات العلاج فرصة لكل عضو فيها أن يقول كل ما يريد، و أن يناقش كل من يشاء حتى المعالج نفسه، و هو ما ينبغي على المعالج توضيحه لأفراد الأسرة أثناء الترتيبات الأولية للعلاج. إن هذه المناقشة هي ما يسمح للمعالج بمعرفة مواقع النفوذ و مواطن القوة و الضعف في الأسرة، و يستغل منها ما هو قابل للاستغلال، و تلك المعرفة هي التي تستفيد كثيرا في فهم و تشخيص مشكلة الأسرة على نحو اقرب إلى الدقة.

و الخلاصة، انه الآن ظهر اتجاهان في العلاج بعيدا عن التحليل النفسي الكلاسيكي، هما : الاتجاه الذي ظهر بين المعالجين الزواجيين الذين لجأوا إلى علاج الزوج و الزوجة علاجا مشتركا، و الاتجاه الذي ظهر بين المعالجين العائليين الذين لجأوا إلى الفصاميين مع أسرهم، و كلا الاتجاهين يعتمد على جملة من فنيات الاتصال بهدف الوصول إلى أحسن علاج لمشكلات الأزواج أو الأسر.

ثانيا : الاتجاه السلوكي :
ينظر السلوكيون إلى الأسرة باعتبارها البيئة الطبيعية لتعلم السلوك، و هي في النهاية تمثل مجالا حيويا أوليا يتعلم فيه كل عضو كيف يسلك تجاه أعضاء الأسرة الآخرين، و عن طريق التعميم ينتقل هذا السلوك في معاملة الآخرين خارج نطاق الأسرة.

أساسيات العلاج السلوكي العائلي :

العلاج السلوكي مثله مثل العلاج التحليلي، ظهر لعلاج الأفراد المضطربين. أما العلاج العائلي السلوكي فيشكل في هدفه النهائي( كهدف شامل و نهائي ) تغيير أساليب التدعيم حتى يتعلم أفراد الأسرة تقديم التدعيم الايجابي المناسب للسلوك المرغوب بدلا من تدعيم السلوك اللاتكيفي. و في إطار السلوك العائلي تظهر كثير من صور التدعيم غير المقصودة( التي تعرف اليوم باسم التعلم المصاحب )، و هي ما ينبغي الانتباه له نظرا لخطورتها في إرساء بعض العادات الضارة. و المعالجون السلوكيون يلجأون إلى تحليل التجاوزات الدقيقة التي تزيد من احتمال حدوث السلوك أو الاستجابة، و إلى الاهتمام بالعوامل التي بإمكانها دفع السلوك أو الاستجابة إلى الاتجاه المرغوب فيه. أما الأساس الذي يعتمد عليه العلاج السلوكي العائلي فهو التحليل السلوكي للنسق الأسري، و ذلك – أساسا - من خلال تقدير وظائف الأسرة، و الذي قد يتضمن ملاحظات طبيعية لتفاعلات الأسرة، و ذلك قد يستغرق عدة جلسات فردية و ثنائية و جمعية. و أهم ما ينبغي البحث عنه خلال ذلك التقدير :

- إقامة تحالف علاجي مع كل أفراد الأسرة.

- استخدام المشكلة المقدمة كمنطلق لتحليل وظائف الأسرة.

- معلومات تفصيلية عن كل فرد في الأسرة تكون شاملة قدر الإمكان.

- معلومات حول تفاعلات كل فرد في الأسرة داخل النسق الأسري، و اتجاهاته و دافعيته، و مشاعره نحو أعضاء الأسرة الآخرين.

- الكشف عن الأنماط السلوكية التي تتكرر و تحدث باستمرار( و هي أنماط أصبحت ثابتة مع الوقت، و هي تقوم على حقيقة أن الناس يميلون إلى فعل الأشياء بالطريقة التي تنتج لهم أعظم المكافآت، و تبعد عنهم الألم و المعاناة ). و إحدى الطرق في الكشف عن تلك الأنماط ما يسمى بمسح التدعيم، و يقوم على التوجه بالسؤال إلى كل فرد عن جميع أنشطة أسرته، كيف هي الآن، و كيف يجب أن تكون. و بادراك الاختلاف بين أساليب التدعيم الحالية و أساليب التدعيم المرغوبة يتم الكشف عن مناطق عدم الإشباع في الأسرة. و يعتبر تحديد السبب الذي يجعل الأسرة تلجأ إلى نمط من السلوك الذي يسبب اضطرابا لبعض أفرادها من الأهداف الأساسية للتحليل السلوكي.

- خلال التحليل الوظيفي يحرص المعالج على الحصول على الإجابات عن الأسئلة المتعلقة بالمشكلة الراهنة و أثارها الايجابية و السلبية على الأسرة، و انعكاساتها في حال التخلي عنها، و العوامل التي تؤثر عليها حدة و تخفيفا.

و يقوم العلاج السلوكي العائلي على مجموعة من الأساليب تتمثل خصوصا في :
1- التدريب على التوكيد.
2- الاقتصاد الرمزي.
3- حل المشكلة.
4- التدريب على الاتصال.
5- اتفاقات تغيير السلوك.
و تتفاوت فنيات الاتصال المستخدمة في كل أسلوب من الأساليب السابقة، و لذلك فإننا سنركز هنا فقط على الأساليب التي تتدخل فيها عمليات الاتصال أكثر من غيرها، مع ملاحظة انه لا يخلو أي أسلوب من الأساليب السابقة في بعض آليات الاتصال.

فنيات الاتصال في مختلف أساليب العلاج السلوكي العائلي :

1- التدريب على التوكيد :

يؤكد هذا الأسلوب على أهمية الاتصال المباشر و الواضح لكل فرد من أفراد الأسرة نحو الأفراد الآخرين، و ذلك من خلال التعبير عن أفكاره و عن مشاعره الايجابية النوعية التي تعتبر عاملا حاسما تماما مثل المشاعر السلبية. إن هذا الاتصال الواضح يساعد على توفير الحلول السليمة للمشكلات، كما يساعد على تحقيق الأهداف الشخصية و الأسرية. و ينبغي الإشارة هنا إلى أن معظم برامج التدخل في العلاج السلوكي العائلي تتضمن تأكيدا واضحا على التواصل الايجابي.
إن التدريب على التوكيد يستند إلى التدرب على مهارات الاتصال التالية :

أ- تدريب المعالج أو أفراد الأسرة القادرين غيرهم من أفراد الأسرة على إعادة تقديم أو تمثيل محاولاتهم للاتصال بمشاعرهم.

ب- استخدام التعليمات، التغذية الراجعة، النمذجة، و التدعيم الايجابي في تشكيل مهارات الاتصال حتى يتم الوصول إلى التعبير عنها بأسلوب واضح مختصر و مباشر يناسب كل فرد في الأسرة، و إلى أن يتطابق التعبير اللفظي مع التعبير غير اللفظي.

و أخيرا، فانه يمكن النظر إلى أسلوب التدريب على التوكيد على انه حالة خاصة من أسلوب النمذجة، و هو يهدف إلى مساعدة عضو الأسرة على تأكيد ذاته، و الاستجابة المباشرة، و التعبير عن الحب و العاطفة نحو بعض الأشخاص المميزين في حياته، و مهما تكن طبيعة الموقف. و هنا يمكن الاستفادة بشكل واسع من نظرية التبادل الاجتماعي التي تقوم على مدى تبادل المكافآت و الإثباتات بين الأفراد في تعلم أعضاء الأسرة طرقا أكثر كفاءة للتعامل مع بعضهم بعضا، كأن يتعلموا كيف يقدمون بعضهم بعضا بإثباتات أكثر و بثمن اقل.

2- التدريب على حل المشكلة :

و هو أسلوب يقوم على مساعدة الأسرة مساعدة خاصة تهدف إلى تمكينها من أن تتعامل بكفاءة اكبر مع كثير من المشكلات الموقفية فيما بعد. و تتلخص خطوات حل المشكلة حسب بعض الباحثين في :

- الاتفاق على الطبيعة الدقيقة للمشكلة أو الهدف.

- استخدام الوصف الذهني و الاستماع إلى كل الحلول الممكنة( خمسة بدائل على الأقل ).

- إلقاء الضوء على المزايا و المساوئ لكل حل مقترح.

- اختبار الحل الأقصى أو الأمثل أو الأفضل.

- صياغة خطة تفصيلية لتطبيق أو تنفيذ الحل.

- مراجعة و استعراض جهود التنفيذ و الاستمرار في عملية حل المشكلة عندما يتطلب الأمر ذلك.

و هناك خطوات أخرى و إن كانت لا تختلف كثيرا من حيث المضمون عن الخطوات السابقة، يحددها باحثون آخرون، و تتمثل فيما يلي :

- يوافق أعضاء الأسرة على وجود مشكلة في علاقاتهم، و يتجنبون التحدث عن قانونية المشكلة.

- وضع تعريف محدد للمشكلة كمصطلحات سلوكية، و تحديدها بمصطلحات ايجابية أكثر منها سليبة.

- الحصول على وقت محدد للمناقشة( ليس أثناء الشجار ).

- التركيز على مشكلة واحدة في وقت محدد.

- تحديد عدد من الحلول السلوكية للمشكلة( باستخدام فترة عصف ذهني فعال إذا كان ذلك ضروريا ) دون الحكم على أفكار الذات أو الآخر.

- تقييم كل حل بديل و مقترح بتحديد ميزاته و عيوبه و اختيار حل عملي و مناسب لكل الأفراد.

- الاتفاق على فترة محاولة لتطبيق الحل و تقييم تأثيره.
أما عن بعض فنيات الاتصال التي يلجأ إليها المعالج هنا، و ذلك بعد مرحلة تحديد أبعاد المشكلة و وضعها في الإطار الصحيح القابل للفهم الذي يساعد على الحل، هي لجوؤه إلى المناقشات على أن ينسحب هو منها، و يكتفي بدور الملاحظ و المراقب لمناقشات الأسرة و تفاعلها و تبيين مواطن التأثير و التأثر، و الاقتناع و الإقناع، و الايجابية و السلبية، و السيطرة و الخضوع بين أفراد الأسرة في تفاعلهم الحجر حول المشكلة و مواجهتها، على أن يتدخل في المناقشة كلما رأى من الضروري ذلك، و كلما صادفته مشكلة سارع إلى علاجها بأسلوب حل المشكلات الذي هو بصدد تدريب أفراد الأسرة عليه، مع إشراكهم في كل خطوة يقدم عليها و تحميلهم المسؤولية كما تحملها هو.

و رغم أن أسلوب الاتصال المعتمد هنا بسيط من حيث المظهر العام، إلا انه يعتبر أساسيا، و من غير الاعتماد على الاتصال السليم لا يمكن لهذا الأسلوب العلاجي أن ينجح.

3- التدريب على الاتصال :

الاتصال اللفظي يساهم في فهم اتجاهات و سلوك الأفراد، و يعتبر في حد ذاته مصدرا للرضا العميق، و هو أساس السعادة داخل الأسرة.
و يهدف التدريب على التواصل إلى زيادة مهارة أعضاء الأسرة في التعبير عن أفكارهم و مشاعرهم بوضوح، و الاستماع بفعالية إلى رسائل الآخرين. و لتحقيق هذه الأهداف يتم تدريب أفراد الأسرة على مهارتي التعبير و الاستماع، و ذلك تبعا لبعض الإرشادات السلوكية مثل :

- التعبير عن الموقف من وجهة نظر ذاتي أكثر من ذكر الحقائق.

- التعبير على الأحاسيس الايجابية اتجاه المستمع مثلا حين ينتقد.

- استخدام الإيجاز و الوصف المحدد للأفكار و المشاعر.

- ربط الإحساس بالتعاطف مع مشاعر الآخر.

هذا بالنسبة لمهارة التعبير، أما بالنسبة لمهارة الاستماع، فعلى المستمع مثلا أن يتدرب على ما يلي :

- محاولة التعاطف مع أفكار و مشاعر الذي يعبر عن نفسه مهما تكن الحالة.

- إيصال هذا التعاطف إلى من يعبر عن نفسه.

- تجنب مقاطعة المتحدث بأي طريقة.

- تجنب الحكم على أفكار المستمع و مشاعره.

- إشعار المتحدث بفهم خبرته مثلا عن طريق تلخيص أو إعادة صياغة ما قاله.

و في نفس السياق يمكن إضافة خطوات تدريبية أخرى مثل :

- تقديم المعالج لتعليمات شفوية و كتابية عن سلوكيات محددة تخص كل نوع من هذه المهارات تلزم بها الأسرة.
- تعبير المعالج نفسه عن مهارتي التعبير و الاستماع ( باعتباره نموذجا ).
- عرض عينات من أشرطة الفيديو على العملاء.
- ممارسة العملاء لمهارات الاتصال بشكل متكرر مع المعالج.
- بدء العملاء ممارسة مهارات الاتصال بالموضوعات السهلة نسبيا تجنبا لحدوث انفعالات قوية، و كل ما تم الإتقان في مستوى معين تم الانتقال إلى مستوى أصعب.
- تعليم العملاء تثبيت المهارات( مثلا من خلال ذكر الجملة بمعنى آخر، تقديم أسئلة مفتوحة،...الخ).
و أخيرا، ينبغي ملاحظة أن مهارتي التعبير و الاستماع هي من مهارات الاتصال التوافقي، و لذلك أصبح مطلوبا الآن التركيز في التدريب على الاتصال يتخلى عن المهارات المحددة الصغيرة، و يتجه نحو تحديد أو تغيير بعض الأنماط العامة من الاتصال مثل : نمط المطالب المنسحب( أين يطالب احد الطرفين بالتغيير بينما ينسحب الآخر )، حيث غالبا ما يؤدي هذا النمط إلى تدهور في الرضا عن العلاقة.

4- اتفاقات تغيير السلوك :

نشير اختصارا هنا إلى أن اتفاقات تغيير السلوك تتضمن ثلاثة أشكال أساسية، هي :
- اتفاق وضع قواعد تحكم العلاقة.
- اتفاق الثقة الجيدة.
- اتفاق زيادة الأنشطة المشتركة لأفراد الأسرة.
و تتجلى أهمية الاتصال هنا خصوصا في عملية التفاوض التي تجري بين أفراد الأسرة بخصوص تعديل صيغة الأشكال السابقة الثلاث كما اقتضت الضرورة، ناهيك عن أن عملية الاتصال بصفة عامة هي التي تحكم تنفيذ السلوكيات التي تتضمنها الأشكال السابقة خاصة تلك التي تكون في صورة واجب منزلي بين الجلسات.

ثالثا : العلاج العائلي المعرفي( الاتجاه المعرفي ) :

هناك ثلاث مدارس في العلاج المعرفي هي :
- العلاج العقلاني الانفعالي لصاحبه أليس.
- العلاج المعرفي عن طريقة بيك.
- العلاج القائم على تعليم و توجيه الذات لصاحبه مينكبوم.

1- العلاج العقلاني الانفعالي :

يتضمن العلاج العقلاني الانفعالي تدريب المريض على اكتشاف و تحدي و تعديل مستوى اللاعقلانية الذي يحي فيه، إذ الانفعالات السليبة هي نتيجة للتفكير غير العقلاني، و أحداث الحياة لا تخلق مشاعر سلبية بل ما يحدثها هو طريقة تفكيرنا في تلك الأحداث. و من وسائل العلاج هنا : تحدي المعالج المباشر لأي معتقد غير عقلاني، و تحدي المريض لتلك المعتقدات من خلال الواجبات المنزلية.

2- العلاج المعرفي :

يتضمن العلاج المعرفي عند بيك أيضا تعديل أنماط التفكير و لكن هنا من خلال مواجهة ما يعرف عنده بالأفكار الأوتوماتيكية، و هي عبارة عن تيار الأفكار و المعتقدات و الصور الشعورية التي توجد لدى الأفراد في لحظة لأخرى، و تظهر في مواقف محددة، و في الشائع أن يتقبلها الأفراد كأمر مسلم به دون التساؤل عن مصداقيتها. و قد لوحظ انتشار التمسك بمعتقدات غير عقلانية أو غير وظيفية في العلاقة بدرجة أكثر في حالات عدم التوافق الأسري، كما ترتبط بمفهوم شدة تلك المعتقدات بالمستويات المنخفضة في التوافق الأسري. و يرتبط بمفهوم الأفكار الأوتوماتيكية مفهوم آخر هو التحريف المعرفي للأفكار الأوتوماتيكية و هو يعني تفسير أفراد الأسرة غير المتوافقة للمواقف كلها على بطريقة سلبية- و باستمرار – رغم إمكانية تفسيرها بشكل أكثر قبول.
و هناك مجموعة من التعريفات المعرفية الشائعة التي تحدث أثناء الاتصال داخل الأسرة، و تؤثر بالتالي على عملية التفاعل تأثيرا قد يكون خطيرا، و من أهمها :

- الاستنتاج التعسفي : الوصول إلى نتيجة عن غير دليل معقول، و مثالها : ميل الزوجة إلى الصمت فيستنتج الزوج أنها تكرهه.

- التجريد الانتقائي : و يعني إدراك المعلومة خارج سياقها، و مثالها : صراخ الأب في وجه الابن الذي تأخر ليلا، فتعتقد الزوجة انه فعل ذلك لأنه يخشى أن يكرر بعض الانحرافات التي وقع فيها الأب من قبل، و إذا سئلت على الزوج قالت لم اعرف أحدا مثله فيحسن الخلق.

- التعميم الزائد : اتخاذ موقف نهائي من حادثة قد لا ترتبط به، و مثالها : قول الأب لأحد أبنائه : يا غبي، فيجعل الأم تعتقد انه يحتقر أبناءها.

- التمويل و التموين : أي تهويل ما هو سلبي و تهوين ما هو ايجابي.

- التنسيب الشخصي : أي عندما يرجع الفرد الأحداث الخارجة إلى نفسه أثناء قصور الفهم الصحيح لتفسيرها، و مثالها : اعتقاد الزوجة أن زوجها يراها غير جميلة عندما يتحدث إليها و هو يبتسم.

- التفكير الثنائي : و ذلك عند تفسير الأحداث على أنها نجاح كامل أو فشل تام، و مثالها : الطفل الذي يلبي جميع رغبات أمه، ثم تقول له : أنت ولد عاق، و يرى هو أنها لا ترضى أبدا رغم ما يفعله لأجلها.

- التسميات الشخصية : و فيه يرى بعض أفراد الأسرة أن سلوكا ايجابيا عند فرد آخر ظرفي و عابر، بينما يرى أن سلوكا سلبيا ما خلق راسخا فيه( كان يرى أخ في الهدوء أثناء الحديث لدى احد إخوته- رغم اتصافه به- عابرا، بينما يرى بعض التسخط الذي بدى عليه فجأة – رغم عدم اتصافه به – راسخا فيه ).

- قراءة الأفكار : و فيه يرى بعض أفراد الأسرة أنهم قادرين على معرفة ما سيقوله فرد آخر في موقف محدد، دون اتصال لفظي مباشر بينهما، و مثالها : أن تقول الأم لأحد أبنائها : اعرف ما سيقول أبوك عني غدا إذا تأخرت عن جدتك. و هذه التنبؤات رغم أنها قد تكون دقيقة( بناء على الخبرة السابقة ) إلا أنها قد تنطوي على خطورة الاستنتاجات الخاطئة.
و تجدر الإشارة هنا إلى أن كلا من الأفكار الأوتوماتيكية، و التعريفات المعرفية المنبثقة عليها تتشكل انطلاقا من مفهوم آخر مهم هنا، و هو مفهوم المخططات، و المخططات هي بنى معرفية ثابتة و قد تصبح جامدة غير مشروطة، و كثير منها يكون عن العلاقات و عن طبيعة الاتصال و أشكال التفاعل المختلفة بين أعضاء الأسرة، ليتعلمها الفرد من خلال أساليب التنشئة المختلفة. و رغم أن هذه المخططات تكون قابلة للتعديل، إلا أنها تعلب الدور الأساسي في استجابات الأفراد داخل تفاعلات الأسرة، و أن ادراكات الأفراد و تفسيراتهم لسلوك الآخرين تتشكل داخل المخططات.

3- العلاج القائم على تعليم و توجيه الذات :

يقوم هذا النوع من العلاج على مسلمة مؤداها أن الإنسان مسؤول عن أفعاله و بالتالي فهو قادر على تغييرها، و يقوم هذا الأسلوب على خمس خطوات هي :

- تحديد المشكلة.
- مواجهة المشكلة.
- استخدام تقريرات و عبارات المواجهة.
- تصحيح الأخطاء.
- التعزيز الذاتي.
و يقوم المعالج هنا بتحديد و تعديل التقريرات الذاتية، كما يقوم بدور المدرب و المعزز، إضافة إلى التدريب على مهارات حل المشكلة و مواجهتها.
و الخلاصة هنا، أن العلاج المعرفي يقوم على اعتبار أن اضطرابات الاتصال و اخلالات مظاهر التفاعل ترجع إلى البنية المعرفية لدى الشخص، لذلك فان هذا النوع من العلاج يعتمد على تطبيق الفنيات البنائية المعرفية في تصحيح و تعديل تلك الاضطرابات و الاختلافات، و لا يستند إلى أي من فنيات الاتصال في حد ذاته باعتباره هنا معلولا و ليس علة.
و يتكون العلاج من مجموعة إجراءات تهدف إلى تحديد و مواجهة الأفكار السلبية بصورة تسمح بتطوير بدائل ايجابية مناسبة، و أفكار توافقية تتعامل من جديد مع الواقع، و لذلك يتطلب العلاج هنا التدريب على تحديد الأفكار الأوتوماتيكية، ثم تحدي الأفكار الوظيفية.

أ- التدريب على تحديد الأفكار الأوتوماتيكية :
و يمكن توضيح ذلك بالمثال التالي :
الموقف : زوجة الابن تذهب إلى أهل زوجها و تلقي التحية على حماتها فلا ترد هذه الأخيرة.
الفكرة الأوتوماتيكية : إنها تستهزئ بي و لا تحترمني و تعاملني على أنني اقل منها.
الاستجابة الانفعالية : الغضب.
و هنا يوضح المعالج لأفراد الأسرة كيف ارتبطت الأفكار الأوتوماتيكية بالاستجابات الانفعالية، و كيف ساهم ذلك في الإطار السالب للآخرين. و يساعد الأفراد في تحديد هذه الأفكار إتباع الخطوات التالية :
- الاحتفاظ بمذكرة تصف الظروف المحيطة بفترة الصراع في العلاقة.
- وصف الموقف و الأفكار الأوتوماتيكية التي تأتي على البال.
- تحديد الاستجابات الانفعالية الناتجة.
و بمجرد تدرب الأفراد على تلك الخطوات و النجاح فيها بصورة جيدة، يأتي دور المعالج في :
- التأكيد على ربط الأفكار بالاستجابات الانفعالية و السلوكية.
- المساعدة من خلال النقطة السابقة على مواجهة الميل العام لأعضاء الأسرة لعدم مسؤوليتهم في تأثيرهم على ما يشعرون به.

ب- استراتيجيات تحدي الأفكار غير الوظيفية : و من أهمها :

1- الإبعاد : و معناه أن يجعل الفرد بينه و بين ذاته مسافة حتى يتمكن من أن ينظر إليها نظرة موضوعية، أي على أنها ظواهر نفسية و ليس على أنها حقيقة واقعية.
2- فض المركزية : أي عدم النظر إلى نفسه باعتبارها بؤرة الأحداث.
3- تدقيق الاستنتاجات : الأفراد دائما في حاجة إلى الحصول على المعلومات العقلية الداخلية و المثيرات الخارجية، و يساعد المعالج بفنيات معينة في تحديد ما إذا كانت استنتاجات المريض غير دقيقة أو غير مبررة من خلال :

- الاشتراك مع الأفراد في تطبيق الاستدلال الصحيح.
- و منه التحقق من صحة الملاحظات ثم تتبع المسار المنطقي الذي يؤدي إلى النتائج، إذ قد يطلب المعالج من الفرد شرحا بديلا للموقف، و ذلك طبعا يتطلب من العميل جمع معلومات تدعم أفكاره عن العلاقة و الأسباب و التوقعات الجديدة، و مثالها : أن يطلب المعالج من الأب الذي كثيرا ما يصف ابنه المتأخر دراسيا بكثرة الإهمال، ذكر بعض الحالات الاستثنائية التي رأى فيه الأب ابنه هذا مجدا غير مهمل، أو يكتب يوميا متى يكون مهملا و متى يكون غير مهمل، و تهدف هذه التدخلات أن يصل الأب بنفسه إلى أن استنتاجاته بخصوص إهمال ابنه غير دقيقة.

4- إعادة صياغة المشكلة : و تعني صياغة مدرك جديد من بيانات قديمة، و منه تكوين وجهة نظر مختلفة عن المشكلة الموجودة، و يقوم ذلك أساسا على اخذ الشيء من مجراه الأصلي و وضعه في مجرى آخر، و في خلال ذلك إعادة صياغة السلبي إلى الايجابي و مثاله : أن يقول المعالج للزوجة التي تصف زوجها بأنه ثائر في حديثه معها، انك تتأثرين بذلك، و لكن قد يفعل ذلك ليس لأنه عدواني، و لكن لأنه يهتم بك كثيرا و في اشد الحاجة إليك، إنما لا يريد أن يظهر ضعفه أمامك.
و عليه فانه بتعديل البنية الفكرية وفق الخطوات النموذجية التي تم استعراضها، تتعدل تبعا لها كثير من أساليب الاتصال غير الصحيحة، باعتبارها من مظاهر تلك البنية، و بذلك يزول الصراع في العلاقة، و تختفي مظاهر الاضطراب و يعود التماسك من جديد إلى الأسرة.
و هنا تتجلى أهمية العلاج المعرفي العائلي و دوره في تصحيح أساليب الاتصال.

رابعا : العلاج العائلي النسقي ( الاتجاه النسقي ) :

عند الحديث عن المناهج النسقية في العلاج العائلي، فإننا في الواقع نتكلم عن الميدان التي احتضن ميلاد هذا الأسلوب الجديد من أساليب العلاج النفسي؛ حيث انه أسلوب تبلور في نفس الوقت الذي تبلور فيه الاتجاه النسقي في علم النفس. ثم إن رواد الاتجاه النسقي كانوا هم أنفسهم رواد العلاج العائلي، و لذلك فان أهم وجوه الاختلاف بين المعالجين النسقين و غيرهم من المعالجين التحليليين و السلوكيين، أن أولئك بدأوا ممارستهم طبقا لتوجهات العلاج العائلي بينما هؤلاء كيفوا أنفسهم لتتفق مع التوجه العلاجي العائلي. و هنا تجدر الإشارة إلى أن أهم مدخل من مداخل العلاج العائلي الذي تلعب فيه مبادئ الاتصال دورا أساسيا و حاسما هو مدخل العلاج العائلي النسقي. و اليوم أصبحت تسود في هذا المدخل من مداخل العلاج العائلي أربعة اتجاهات رئيسية هي :

ا- الاتجاه التفاعلي
ب- الاتجاه الاستراتيجي و صاحبه أخصائي الاتصال
ج- اتجاه انساق الأسرة و صاحبه احد أعلام وجهة النظر النسقية في تناول الأسرة
د- الاتجاه البنائي و صاحبه عالم من أعلام علاج الأسرة
و قبل التطرق إلى أهم الأساليب العلاجية حسب الاتجاهات الأربعة السابقة، ينبغي تعريف النسق و تحديد أهم المفاهيم التي جاء بها.

تعريف النسق :

يشير مفهوم النسق بصفة عامة إلى انه مجموع لأجزاء أو وحدات بينها اتصال داخلي، و تحكمها علاقة التأثير و التأثر، و قد تكون تلك الوحدات أعضاء( كما في جسم الإنسان )، أو أفراد( كما هو الحال في الأسرة )، أو مجموعات( كما هو الحال في المجتمعات و الأمم ). و تتجمع هذه الوحدات و تتبادل التأثير و التأثر من خلال الاتصال.
و لعل ابسط و أدق تعريف يمكن تقديمه، هو أن النسق عبارة عن أشخاص في اتصال مع أشخاص اخزين، فنسق الأسرة هو مجموعة معينة من الأشخاص توجد بينهم علاقات قائمة و مستمرة، و تتجلى هذه العلاقات في شكل اتصال يمكن ملاحظته. و لكن الملاحظة المهمة هو أن كل تعريف للنسق يضع الأفراد في الخلفية و يضع علاقاتهم في المقدمة، فالاهتمام يتوجه إلى الكل، و لا يتم الاهتمام بالأجزاء إلا في إطار ذلك الكل. و في الأخير ينبغي الإشارة إلى أن أول مركز انشىء لهذا النوع من العلاج كان في ميلانو سنة 1967 على يد Mara Selvini Palazzli ، ثم أصبح مؤسسا بوضوح في حدود عام 1978 على يد Ligi Bascola و Gian Francocecchini و Guilian Prata ، أما أهم الأفكار التي استفاد منها هذا الاتجاه فهي أفكار Bateson و Paul Watzlawick ، و منذ ظهوره و عدد المعالجين الذين يعتنقونه في تزايد.

المفاهيم الأساسية في نظرية النسقية :

نشير هنا باختصار إلى أهم المفاهيم التي تكرر استخدامها في نظرية النسق و هي :

1- التغذية الراجعة : و هي نوعان؛ سالبة و موجبة.
- التغذية الراجعة السالبة : و تهدف إلى تصحيح النسق المضطرب بإعادتها إلى حالة من التوازن التي كانت عليها في الماضي، كأن يطلب المعالج من الطفل( التصرف كمريض) كيف يعيد التفاهم بين الوالدين( كما كان في الماضي).
- التغذية الراجعة الموجبة : و هي تقنية علاجية تدفع الأسرة إلى تصرفات جديدة لتمنع ظهور أنماط السلوك القديمة. و هي تستخدم لتتفاعل عكسيا مع التغذية الراجعة السالبة كميكانيزم يخلق أزمة تحدث تقدما علاجيا و تحمي الأسرة من البقاء ثابتة. و هنا مثلا يمنع المعالج الأسرة من توظيف العضو الذي يوصف بأنه مريض لإخفاء موضوعات أسرية أخرى.

2- ما وراء الاتصال :

و يقصد به المعلومات عن التواصل نفسه، إذ يصاحب الرسائل اللفظية و غير اللفظية ما يجعل المستقبل يتلقى تلك الرسائل بطريقة معينة. و عندما نتحدث عن الرسائل اللفظية باسم المحتوى، و عن الرسائل غير اللفظية باسم العملية، فان المحتوى هو المعلومات الواضحة في الرسالة، و أما العملية فهي السياق( الذي يكون في الغالب واضحا )المرشد إلى فهم المعلومات التي في الرسالة. و واجب المعالج هنا الالتفات إلى المستويين معا في الحديث مع الأفراد بما فيه من تحديد مباشر للمجاز و للرسائل غير الواضحة ... و هو ما يمكنه من أن يتدخل علاجيا و يقدم تفسيرات لا تقوم على ما يقوله المريض فقط، و لكن أيضا على ما يوصله عبر الاتصال غير اللفظي عن عملية الاتصال مثل لغة الجسم و شدة المشاعر و نبرة الصوت. و الأمثلة التالية توضح أهمية مفهوم ما وراء الاتصال في عملية العلاج :

- المريضة التي تروي قصصا مختلفة عن أشخاص مهتمين بحياتها افشوا أسرارها، فيسألها المعالج إذا كان هذا تساؤل غير مباشر عن إمكان الثقة فيه أم هو أيضا سيفشي أسرارها.
- احد المرضى لا يتكلم عن احباطاته العاطفية إلا في نهاية جلسة العلاج في آخر الأسبوع، فلما قدمت له هذه الملاحظة قال : اطمئن إلى التعبير عن هذه المواضيع في نهاية الجلسة بدلا من بدايتها لأني سأشعر بالإحباط أو الرغبة في البكاء أمامك.
- مريض في العلاج الجماعي يشكو من الوحدة و يرفض نصائح أو تعاطف المرضى الآخرين، فيطلب المعالج من أعضاء المجموعة : هل يستطيع احد منكم مساعدته ليفهم ما يفعله في المجموعة مما يفسر له لماذا يشعر بالوحدة حتى مع وجود الآخرين.
- صمت الزوج الطويل أمام سؤال زوجته قد يفسر على انه رفض للإجابة أو عدم مبالاة أو إعلان بانتهاء المناقشة.
إن الأمثلة السابقة الذكر، توضح أهمية مفهوم ما وراء الاتصال و قيمته في أي اتجاه علاجي، و انه على المعالج بالتالي أن يعيره مقدارا جيدا من الاهتمام حتى ينهي العملية العلاجية بصورة جيدة.
3- الرابطة المزدوجة :
و هي نوع من الرسائل وضع فرضيتها كل من Basteson, Jackson, Haley, Weakland و حدوثها يتوقف على مجموعة شروط هي :
- أن تحدث بين شخصين أو أكثر.
- هي خبرة متكررة.
- رسالة سالبة من حيث المبدأ.
- تحمل في نفس الوقت معنى يناقضها على المستوى التجريدي و تحمل طابع العقاب و التهديد.
- تجعل هذه الرسائل الفرد غير قادر على الهرب من الموقف.
أن هذا النوع من الاتصال لا يتفق فيه الكلام مع المعنى، و لا ينسجم فيه الموقف مع الوجدان، و الاستجابة النفسية لهذا النوع من الرسائل إذا تكررت هي الإحباط و اليأس و الاكتئاب، و مثالها احد الفصاميين : أحس أن أمي تخنقني من كثرة حبها لي، فهي تصر على المراجعة مثلا طول الوقت كأنها تريد أن تعاقبني كي انجح ليقال عنها أنها أم جيدة ليس من اجلي أنا.
ويرتبط بمفهوم الرابطة المزدوجة مفهوم آخر وضع على أساسه من طرف Jackson و Weakland و هو مفهوم الاتزان الأسري الذي يعتمد على التأثير و التأثر. و مؤداه انه إذا حدث تغير لدى فرد من الأسرة فان هذا يقود إلى تغير في فرد آخر. و عليه فان الأسرة المريضة تتميز باتزان مرضي يقوم على نمط من العلاقات المرضية القوية بين أفرادها تخضع لنوع من القانون الخاص الذي يقاوم شتى أنواع الضغوط التي تهدف إلى تغييره، و الرسائل ذات الرابطة المزدوجة تلعب دورا أساسيا في هذه الحالة.

4- مفهوم الحدود :

يرتبط مفهوم الحدود بالمنحى العلاجي الذي يستند إلى مفهوم انساق الأسرة الذي يؤكد المفاهيم البنائية لصاحبها Munichin . و مفهوم الحدود بالإضافة إلى مفهوم الأنساق الفرعية، و التدرج الهرمي من المفاهيم التي ينبغي توضيحها في تحليل البناء الأسري قبل تحديد ضرورة أو نوع التدخلات العلاجية. و يعني مفهوم الحدود الكيفية التي يتفاعل بها أعضاء الأسرة مع بعضهم، و كيف يتفاعل نسق الأسرة ككل مع العالم الخارجي. و يشير Munichin إلى أن هناك الحدود الواضحة و توجد داخل النسق الفرعي عندما يتسم أعضاء الأسرة بالمساندة و المشاركة في التربية و يسمحون بالتفرد و الاستقلال، و لذلك يكون هنا اتصال متكرر بين الأنساق الفرعية. و عليه فان الأنساق الفرعية يمكن أن تحقق الاتصال و التفاوض مع بعضها البعض، و تتم مواءمة قواعد الأسرة للتحديات الموقفية و النمائية.
و هناك ثانيا : الحدود المائعة، و هي تنشا عندما يتسم أعضاء الأسرة بالمساندة و المشاركة في التربية، غير أنهم لا يسمحون بالتفرد و الاستقلالية. و هنا ينعدم التدرج الهرمي الواضح في السلطة، و يتم التفاوض و التوافق بين أعضاء الأسرة بصورة زائدة، و هو ما يجعلهم في حالة ارتباك، و يعاني أفراد الأسرة من جهة أخرى من متاعب في الاعتماد على أنفسهم أو الارتباط الفعال مع أعضاء خارج الأسرة لا يدعمون الاعتمادية، و يصبح الأطفال غير ناضجين و معتمدين على والديهم بشكل مبالغ فيه و ربما يخشون من محاولات الاستقلالية أو فشل هذه الاستقلالية و ربما يخشى الوالدان ما يترتب على الاستقلالية الزائدة لدى الأطفال.
و هناك أخيرا، الحدود الجامدة، و هي تنشأ عندما يشجع أعضاء الأسرة على الاستقلالية، و امتلاك الاهتمامات الشخصية، في حين تقابل الحاجات الخاصة بالنمو بعد التحقق. و تفرض الحدود الجامدة قيودا على الاتصال المتبادل بين أعضاء الأسرة، و تؤدي إلى انفصال انفعالي، و تكون المساحة المتاحة للتفاوض و التوافق بين أعضاء الأسرة محدودة، كما أن الاتصال بين الأنساق الفرعية يكون محدودا، و يصبح كل عضو من أعضاء الأسرة، نتيجة لذلك، جزيرة منعزلة يواجه النجاح و الفشل بمفرده.

5- الأنساق الفرعية :

يقصد بالأنساق الفرعية كيفية تشكل جماعات فرعية؛ ففي الأسرة يعتبر الزوج نسق وحده، و الزوجة نسق وحدها، و العلاقة بينهما نسق ثالث، فان كان لهما طفل انضاف الأنساق الفرعية الثلاثة السابقة لنسقين فرعيين آخرين هما : نسق الابن و نسق البنوة( أي علاقة الابن بوالديه). و هكذا و للأعضاء داخل كل نسق فرعي ادوار تكاملية تجاه بعضهم بعضا، فهم في حاجة إلى التفاوض و التوافق مع بعضهم بعضا و عليهم تطوير القواعد المرتب

07/12/2018

مبادئ نظرية النظم

توضيح لهذه المبادئ:
أي نظام هو كل منظم: Any System is An Organized Whole
ما هو النظام؟
النظام :هو مجموعة من العناصر التي تتفاعل معاً. وكل عنصر يتأثر بما يحصل للعنصر الآخر في النظام. ويتكون النظام من العناصر، والمساهمات، والعلاقات بين العناصر ضمن البيئة الموجودة.

وعلى صعيد الأسرة فإن العناصر هي أفراد الأسرة ، والمساهمات يمكن أن تكون الأهداف، والإتجاهات، أو أي خصائص أخرى للأسرة، والعلاقات بين الأشياء تشير للعلاقات بين أفراد الأسرة وكيفية تواصلهم معاً. أما البيئة فتشير إلى المحيط الذي يشكل الأسرة والأسرة تمثله. فمثلاً: المجتمع الذي تعيش فيه الطبقة التي تنتمي لها الأسرة قد تتيح للطفل فرصاً وتضع عليه محددات معينة، كما يمكن ان تعكس مشاركة الأسرة كأفراد في المجتمع أو الطبقة الإجتماعية التي ينتمون لها.

إن المعالجين الأسريين أكثر اهتماماً بالعلاقات بين "الأجزاء" أي أفراد الأسرة. أو تفاعل أفراد الأسرة (التواصل بينهم) والذي يعكس طبيعة الديناميات داخل الأسرة. إن دراسة الأسرة يجب أن تبدأ من العلاقات وطبيعة التفاعلات بين أفراد الأسرة.

ما هو نظام الأسرة
يتكون نظام الأسرة من أفراد الأسرة، ومساهماتهم فيها، وطبيعة التفاعل والتواصل القائم بينهم. لكن ما المقصود بالأسرة؟ وأفراد الأسرة؟ هل المقصود هو الأسرة النواة المكونة من الأب والأم والأبناء؟ إن نظام الأسرة لا يعتمد على ذلك، ولذا فإن على المعالج الأسري أن يأخذ بالحسبان كافة الأفراد المؤثرين في الأسرة. وفي نظرية النظم فإن مختلف أشكال العلاقات بين الناس ومساهماتهم وبيئاتهم يتم الإهتمام بها. ومن منظور نظرية النظم فإن الأسرة تعرف بالناس الموجودين فيها. إن تعريف شخص ما للأسرة لا يشبه تعريف الأسرة عند شخص آخر. فقد يكون الفرد قد جاء من أسرة أحادية الوالدين أو من الأسر البديلة، أو من أسر متعددة الأجيال، أو الأسر دون أطفال وهي كلها أسر، حيث يتم الإهتمام بطبيعة التفاعلات والعلاقات داخل هذه الأسر جميعها من منظور نظرية النظم.

كذلك اهتمت نظرية النظم بالأسرة الممتدة والتي تضم الأفراد من الأقارب الذين يعيشون في الأسرة. وتعتبر هي الأسرة الأصلية التي نشأ فيها الفرد وهي مصدر مهم للدعم. وهناك من الأسر من ليس لديها أفراد أسرة ممتدة لكنها تعتمد على الصداقات للدعم، وهي ما تسمى بالأسرة المختارة.

تأثير الأنظمة الكبرى
تؤثر الأنظمة الكبرى في الأسرة أيضاً، ولكن لسوء الحظ لم يتم الإهتمام بتأثير الأنظمة الكبرى على الأسرة إلا حديثاً.

تشمل الأنظمة الكبرى الانظمة الثقافية، والسياسية، والسياقية، والإقتصادية، والبيئية (الإجتماعية والمادية). وتشمل الانظمة السياقية التي يمكن أن تؤثر في حياة الأسرة وعملها اليومي: المدرسة، والدين، والطبقة، وثقافة المجتمع. ومثلاً: إنك تستغرب استمرار وجود المرأة المعنفة في العلاقة مع زوجها العنيف، ولكن إذا عرفت أن للأنظمة الكبرى دوراً في ذلك فالمرأة المعنفة تستمر في علاقتها بزوجها العنيف للحفاظ على المرجعية الأخلاقية والدينية التي تمثل ضغطاً عليها للاستمرار والبقاء في العلاقة. أي أن للنظام الأخلاقي والديني أثر على قرارها. إضافة إلى دور النظام الإقتصادي في ذلك. فالمرأة قد لا تستطيع أن تؤمن الحياة الكريمة لنفسها وأولادها دون الدخل المادي الذي يأتي من الزوج المعنف، إما لعدم وجود عمل لديها أو لتدني أجرها.

إن الممارسين لنظرية النظم يهتمون بفحص السياق الخاص بالفرد والأسرة التي يعيشون فيها وذلك من أجل فهم أفضل للمشكلة.
يستكشف نموذج أنظمة الأسرة الكلي سياق المشكلة ضمن الأسرة والعلاقات الإجتماعية ، ولأن الأجزاء في النظام معتمدة على بعضها البعض، فإن المعالج الأسري يهتم بالسياق ويفحص طبيعة العلاقات بين الأفراد الموجودين في نظام الأسرة.

مثال: إن الرجل الذي يعاني من فعل قهري وهو إغلاق مفاتيح الكهرباء بشكل مستمر يومياً قد يتسبب في حصول الاكتئاب لزوجته، وقد لا يستطيع العمل بسبب هذا الفعل القهري. وكذلك قد يوقظ أبناءه ليلاً ليتأكد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.

إذا نظرنا إلى مشكلة هذا الرجل بشكل فردي. نرى أنه يعاني من اضطراب الوسواس القهري. ولكن إذا نظرنا للعلاقات وعرفنا أن زوجته وأولاده السابقين قد توفوا بسبب حريق في المنزل نفهم سلوكاته المتعلقة بإستمرارية تفقد مفاتيح الكهرباء. وإذا ظهرت لدى زوجته مشكلة الإدمان على المهدئات وصعوبات النوم، فإن هذه السلوكات جميعها تفهم بشكل أفضل من خلال سياق نظام العلاقة وليس من خلال النظر للمشكلة على أنها فردية متعلقة بالزوج.

الإعتمادية الداخلية: Inter dependence
الأنظمة أو الأنظمة الفرعية متداخلة ومعتمدة على بعضها ولا يمكن ان توجد بشكل منفصل. حيث ان كل جزء من النظام يؤثر على الأجزاء الأخرى في النظام. وأن التغيير في أي من أجزاء النظام سيؤثر على الأجزاء الأخرى.

الكل هو أكبر من مجموع الأجزاء
The Whole Is Greater Than The Sum Of Its Parts
إن الكل لا يساوي مجموع الأجزاء فهو مرتبط بالإعتمادية الداخلية للأجزاء. فمثلاً عند وضع الأوكسجين والهيدروجين وحدهما لا يمكن أن ينتج الماء. فلا بدأن يتحدا ويتفاعلا لينتج عنهما الماء .
وفيما يتعلق بالأفراد فإن فريق كرة السلة قد يتألف من لاعبين مميزين ولكن لن يصبح فريقاً فائزاً إلا إذا انندمج اللاعبون بشكل جيد. وهذا يعني أن النظام يتكون من الأفراد الموجودين بالإضافة إلى التفاعل فيما بينهم. وفي الأسرة،فهي تتكون من أفرادها بالإضافة لتفاعلاتهم معاً فكل فرد له شخصيته، والعلاقات بين أفراد الأسرة هي أكبر من المساهمة الفردية بين أفرادها.

الانماط في النظام دائرية وليست خطية
Patterns in a system are circular rather than linear
تظهر التغذية الراجعة بالشكل الدائري والتي يؤثر فيها الفرد ويتأثر بالأفراد الآخرين الموجودين في النظام. أيأن الأثر الذي يحدثه السلوك في النظام والاستجابة التي يقدمها النظام لذلك السلوك يتم رؤيتها من خلال تقديم التغذية الراجعة الإيجابية والسلبية. إن التغذية الراجعة الإيجابية أو السلبية لا تعني تقديم حكم تقييمي على السلوك وإنما تتضمن حدوث تغير في النظام.

والتغذية الراجعة الإيجابية تعزز نفسها، فإذا حصل تغير وتم قبول هذا التغير من قبل النظام، تحدث تغذية راجعة إيجابية. وعلى النقيض من ذلك فإن التغذية الراجعة السلبية يمكن أن تؤدي إلى ثبات السلوك.

مثلاً: إذا دخل زوجان في نزاع وذهب كل واحد منهما إلى ركن بعيد عن الآخر ليطفئا النزاع حتى يتجنبا أن يقولا كلاماً مؤلماً لبعضهما بعضاً،يظهر هنا حدوث تغذية راجعة سلبية، فقد وصل الزوجان لوعي أن العلاقة أصبحت في وضع حرج لذا قاما بخطوة لتحسين الموقف وذلك للمحافظة على وضع مريح.

ويجب أن يتم فحص مدى فائدة التغذية الراجعة الإيجابية أو السلبية حيث تشير هذه العملية إلى مدى فائدة أو عدم فائدة ذلك للأسرة.
يتصرف النظام الكلي بشكل مختلف مع التغذية الراجعة السلبية أو الإيجابية،فالتغذية الراجعة السلبية تضبط التغذية الراجعة الإيجابية. والتغذية الراجعة السلبية تساعد النظام على المحافظة على نفسه عبر الوقت. وعلى أية حال إذا أوقفت التغذية الراجعة السلبية كل التغيرات، فإنها ستتسبب في تحطم النظام. فعلى الرغم من أن النظام يحتاج للثبات، إلا أنه يجب أن يتقبل التغير ويطبقه.

إن رؤية الحقيقة من منظور السببية الدائرية يعني أن الأحداث لها أسباب متعددة. وتؤثر وتتأثر كل منها بالآخر، أما في السببية الرأسية فيكون التفكير آلياً على شكل(A) يتسبب في حصول .(B) ويمكن أن نغير طريقة التفكير من السببية الرأسية إلى السببية الدائرية من خلال التفكير بدور جميع الأشخاص بدلاً من دور شخص واحد.

فمثلاً بالنسبة للإبن الذي يتصرف بإهمال مع والده، وكلما تصرف بإهمال كلما أصبح والده أكثر ضبطاً له. مما يؤدي لتصرف الابن بإهمال أكثر؛ هذا مثال على السببية الدائرية وفيه يكون سلوك شخص ما نتيجة لسلوك آخر أي سلوك A هو نتيجة لسلوك B. وسلوك Bهو نتيجة لسلوك A. فسلوك الابن المهمل هو نتيجة للضبط الزائد للأب. والضبط الزائد للأب هو نتيجة إهمال الابن. فكلاهما يؤثر ويتأثر بالآخر.

أما في السببية الرأسية فينظر إلى أن A يتسبب فيB أي أن سلوك شخص ما هو الذي أدى لحصول شيء ما لشخص آخر.
B AB A
سببية رأسية
سببية دائرية

يفهم المعالج الأسري العلاقات من منظور السببية الدائرية. فمثلاً: السيدة التي جاءت للعلاج تشتكي من زوجها الذي لا يفعل شيئاً ولا يهتم بالأطفال،إذا فكرنا بالسببية الرأسية فإننا سنرى أن سلوك زوجها أدى لعدم سعادتها.أما في السببية الدائرية فإننا ننظر بعمق أكثر ونفحص أانماط العلاقات. قد نجد أن الزوج عندما يقوم بالإهتمام بالأطفال فإن الزوجة تنتقده وبالتالي فإنه ينسحب عن أداء أي شيء بسبب هذا الإنتقاد واللوم. وكلما انسحب أكثر كلما شعرت الزوجة بالوحدة أكثر وكلما أدى ذلك لأن تشتكي أكثر.

الانظمة المعقدة تتكون من انظمة فرعية.
Complex Systems Are Composed Of Subsystems
يوجد ضمن النظام الأسري انظمة فرعية، مثلاً: ضمن الأسرة هناك النظام الفرعي الوالدي أو الأبوي الذي يضع القواعد والحدود والأهداف. والوالدين يمكن أن يشكلا نظاماً فرعياً آخر لوحدهما دون الأبناء هو النظام الزواجي ويضم كلا الزوجين. وهناك أيضاً النظام الفرعي الأخوي الذي يضم الأخوة والأخوات، والأخوة من الآباء والأخوة من الأمهات. و في النظام المعقد لابد من وجود هرمية.

وهناك أيضاً النظام الفرعي الشخصي حيث أن كل فرد لديه مكونات سلوكية، وانفعالية ومعرفية وبيولوجية والتي تشكل الفرد، وتؤثر على الأنظمة والأنظمة الفرعية الأخرى. وبالعكس فإن هذه الأنظمة تؤثر على النظام الفرعي الشخصي للفرد.

5-الأنظمة لها ميكنزمات متوازنة تحافظ على ثبات أنماطها.
Systems Have Homeostatic Mechanisms That Maintain Stability Of Their Patterns.
كل نظام له طرق في التفاعل والتواصل والتعرف ضمن العلاقات، وكل نظام لديه أنماط من التفاعل، وتتسم هذه الأنماط بإمكانية التنبؤ، أي أن التفاعل سينتهي بنفس الطريقة بغض النظر عن الطريقة التي بدأ بها، وبغض النظر عن محتوى أو موضوع التفاعل (المدخلات).

مثلاً: يستطيع المراهقون أن يتنبؤوا بسلوك والديهم تجاه تأخرهم بالسهر ليلاً دون الإخبار بالهاتف عن ذلك. فهؤلاء المراهقون فهموا كيف سيظهر نظام أسرتهم نمطاً من السلوك يمكنهم توقعه.جميع الأنظمة لها أننماط من التفاعل والتي يمكن أن تكون متوقعة ومُتنبأ بها مع الزمن.

والتوازن في الأسرة يعني الرغبة في المحافظة على الثبات، فالناس يحبون التفاعلات والسلوكات المتوقعة، حيث ان توقع السلوك أو طريقة التواصل بمن حولك يقودك إلى التوازن.

القواعد والأدوار.
إن وجود قواعد وأدوار في الأسرة يجعلها تحافظ على ثباتها. وتشير القواعد في الأسرة إلى التوصل لاتفاقات أو فهم من خلاله تستطيع الأسرة تنظيم تفاعل أفراد الأسرة. والقواعد قد تكون ظاهرة أو مخفية. ومن الأمثلة على القواعد الظاهرة أو الواضحة: الأفراد الذين لم يؤدوا واجباتهم لن تسمح لهم أو لن توافق لهم على شيء. القواعد المخفية لا تكون واضحة مثل " لا تتحدى أمك" كلمة تتحدى غير واضحة فما هو المقصود بلا تتحدى أمك.

الأدوار: أننماط فردية من السلوك المعزز بمعايير الأسرة واستثناءاتها. وهذه الأدوار قد تعرف بناء على القدرات أو المواهب أو الجنس. مثلاً: قد يكون دور الأب هو السهر على الطفل المريض لانه يستطيع التعامل مع قلة النوم أكثر من زوجته.

يحدث النمو والتغير في الأنظمة المفتوحة.
Evolution And Change Are Inherent In open Systems
قد تكون الأنظمة مغلقة أو مفتوحة، وفي الأنظمة المغلقة لا يكون هناك تفاعل مع البيئة، أما في الانظمة المفتوحة فهناك تفاعل مع البيئة وتبادل في التفاعل ومعظم الانظمة البيولوجية والإجتماعية هي أنظمة مفتوحة.

ويحدث تغير داخلي للأسر ينسجم مع البيئة، والقيم التي تشجعها المدرسة أو العمل، أو المحددات الدينية التي تتأثر بالقيم في المنزل والعكس يحصل، أي هناك تبادل في التأثير بين ما هو داخل المنزل وخارجه.

تبادل المعلومات.
في الأسر المفتوحة يتم تبادل المعلومات مع البيئة ويتم تبادل المعلومات في الأسر من خلال التواصل والسلوك، وكل سلوك هو تواصل، ومن المستحيل أن لا نتواصل. وحتى وأننت تقرأ هذه المادة فإنك تتواصل مع ما هو حولك. فقد ترى نفسك مستمتعاً بما تقرأ أو قد ترى نفسك ضجراً مما تقرأ. ويكون التواصل عبارة عن مدخلات ومخرجات في النظام.

ويكون التواصل إما تواصلاً لفظياً أي يعتمد على التواصل بالكلمات المحكية أو المكتوبة،أو تواصلاً غير لفظي: أيلا يركز على الكلمات مثل: (نغمة الصوت، تردد الصوت، الإيماءات، تعبيرات الوجه، وضعية الجسم).

إن التواصل غير اللفظي مهم جداً للمعالج الأسري لأنه يخبرنا الكثير عن العلاقات بين الشخصية. ويهتم المعالج الأسري بالتواصل غير اللفظي عبر الجلسات حيث ينظر لكيفية التواصل ويرى ماذا يعني آخذاً بعين الاعتبار علاقة أفراد الأسرة معاً. ويكون التركيز أكثر على كيفية التواصل أو الحديث وليس على ما يقال أو محتوى الحديث.

يهتم المعالج بما يسمى بالرسالة ذات المعنيين، ويظهر ذلك حين يحدث عدم تطابق ما بين الرسالة اللفظية وغير اللفظية. مثال:"إذا قال لك شخص أنك تبدو وسيماً اليوم بينما تظهر تعبيرات وجهه غير ذلك". إن عدم التطابق أو الرسالة ذات المعنيين يعد مفتاحاً للعلاج النفسي.

إن المعالج الأسري يهتم بالتواصل من أجل أن ينظم الأسرة وكذلك يعتبر محتوى التواصل مهماً. على المعالج أن يأخذ بعين الاعتبار مراقبة عملية التواصل وكيف تحصل المدخلات والمخرجات

Address

Zarqa
Amman
00962

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Young Autistic Program (YAP) posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Practice

Send a message to Young Autistic Program (YAP):

Share

Share on Facebook Share on Twitter Share on LinkedIn
Share on Pinterest Share on Reddit Share via Email
Share on WhatsApp Share on Instagram Share on Telegram