12/08/2025
https://www.facebook.com/share/p/1BBiSP7Pvd/https://www.facebook.com/share/p/1BBiSP7Pvd/
الدكتور محمد عبدالقادر شروف… عبقرية الطب الإنساني ورسول الأمل في حياة جديدة
بقلم: الدكتور زهير شاكر
في عالم يضج بالتحديات الطبية والإنسانية، يطلّ علينا نموذج نادر من العطاء العلمي والوجداني، هو الدكتور محمد عبدالقادر شروف، استشاري جراحة النسائية والتوليد، واستشاري العقم وأطفال الأنابيب، وأستاذ كلية الطب في جامعة مؤتة. رجل جمع بين دقة الجراح، ورحابة قلب المعلم، وحكمة المبدع، فصار عنواناً لجسر الأمل الذي يربط بين الحلم والحياة، وبين العلم والإنسان.
عبقرية متعددة الأبعاد
ليست عبقرية الدكتور محمد في تخصصه الطبي فحسب، بل في امتلاكه ذكاءات متعددة وظّفها لخدمة هدف سامٍ: مساعدة الأزواج على تحقيق حلم الإنجاب. يمتاز بقدرة ابتكارية جعلته يطوّر أدوات وتقنيات جديدة في مجال العقم وأطفال الأنابيب، مما ساهم في اختصار الزمن، وتقليل المخاطر، ورفع نسب النجاح. إن إبداعه في هذا المجال ليس عملاً مخبرياً بارداً، بل هو امتزاج بين علم راسخ، وخبرة متراكمة، وقلب حيّ يشعر بمعاناة من يقفون على أعتاب اليأس.
البعد النفسي والوجداني
يمتلك الدكتور محمد ثقافة وجدانية وذكاءً عاطفياً يجعله يتعامل مع مرضاه كأسر وأصدقاء، لا كملفات طبية. فهو يدرك أن رحلة علاج العقم ليست فقط سلسلة من الإجراءات الطبية، بل مسار نفسي وروحي يحتاج فيه المريض إلى الدعم والاحتواء. لذلك، يجمع بين دور الطبيب المعالج والمستشار النفسي، ليمنح الأمل لا من خلال النتائج فقط، بل من خلال طريق الرحلة نفسه.
القيمة الفكرية والاجتماعية
وجود شخصية مثل الدكتور محمد في بيئة أكاديمية وجامعية، يضيف بعداً آخر لعطائه. فهو أستاذ جامعي يغرس في طلابه ليس فقط مهارات الجراحة أو أسس العلوم الطبية، بل فلسفة الطب الإنساني، حيث يصبح المريض شريكاً في القرار، وحيث تتحول التقنية من أداة جامدة إلى رسالة حياة. إن دوره الأكاديمي هو استثمار في العقول القادمة، وضمان لاستمرار مدرسة الطب القائمة على الأخلاق والمعرفة معاً.
البعد الاقتصادي والحضاري
إن إبداع الدكتور محمد في مجال أطفال الأنابيب له أثر اقتصادي وحضاري واضح. فنجاحه في تطوير أدوات وتقنيات محلية يقلّل من الاعتماد على الاستيراد ويخفض التكلفة على المرضى، ويفتح آفاقاً للبحث العلمي العربي في هذا المجال، مما يعزز حضورنا الحضاري في ساحة الطب العالمية.
القيم الأخلاقية والرسالة الإنسانية
يستمد الدكتور محمد قوته من قيم إنسانية نبيلة؛ فهو يؤمن بأن الطب رسالة قبل أن يكون مهنة، وأن الأمل حق إنساني يجب أن يُمنح لكل من يطرق بابه. وفي كل ولادة جديدة ساعد على تحقيقها، يرى امتداداً لرسالته، وإضافة لرحلة الإنسانية في مواجهة العقم والألم.
البعد الروحي والفلسفي
في جوهر رسالته، يعي الدكتور محمد أن قدرته على إعادة الحياة إلى رحم ينتظر، ليست مجرد مهارة مكتسبة، بل هي توفيق إلهي وأمانة كبرى. فهو يتعامل مع هذا العمل كعبادة في ثوب علم، وكفعل رحمة يُكتب في ميزان العطاء، مؤمناً بأن كل حياة جديدة هي شهادة على أن الأمل لا يموت ما دام هناك من يسقيه بعلمه وإيمانه.
---
إن الحديث عن الدكتور محمد عبدالقادر شروف ليس وصفاً لسيرة ذاتية، بل هو قراءة في ظاهرة إنسانية وعلمية جمعت بين عبقرية العقل ودفء القلب، بين الدقة الجراحية والابتكار العلمي، بين القيم الأخلاقية والرسالة الروحية. هو نموذج لما يجب أن يكون عليه الطبيب العربي: عالمٌ مبدع، مربٍّ إنساني، ورسول أمل في زمن تشتد فيه الحاجة إلى الأمل.