قصص نفسية

قصص نفسية قصص حقيقية يرويها مرضى نفسيون

من مذكراتي  #3: حالة توهم المرضكانت شمس الظهيرة ترسم ظلالًا طويلة على مكتبي، بينما كنت أتصفح ملف فادي. شاب في أوائل الثل...
27/06/2025

من مذكراتي #3: حالة توهم المرض

كانت شمس الظهيرة ترسم ظلالًا طويلة على مكتبي، بينما كنت أتصفح ملف فادي. شاب في أوائل الثلاثينات، وسيم وناجح في عمله كمهندس برمجيات. كانت المشكلة واضحة: اضطراب توهم المرض (Illness Anxiety Disorder). كان فادي يعيش في دوامة من القلق المستمر بشأن صحته، مقتنعاً بأنه يعاني من أمراض خطيرة، رغم أن جميع الفحوصات الطبية كانت سليمة.

لا أستطيع النوم. أشعر بوخزات غريبة هنا وهناك. هل يمكن أن يكون سرطانًا؟؟ قالها فادي في جلسته الأولى، وعيناه تحملقان بي بلهفة. بدا كطفل تائه. بدأت على الفور بتطبيق منهج العلاج النفسي الديناميكي المكثف قصير المدى (Intensive Short-Term Dynamic Psychotherapy - ISTDP)، وهو الأسلوب الذي أفضله للوصول إلى جذور المشكلة بسرعة.

الرحلة لم تكن سهلة. كشفت الجلسات الأولى عن علاقة فادي بوالدته، التي كانت تعاني من شخصية وسواسية قهرية (Obsessive-Compulsive Personality Disorder). كانت أم فادي تقضي ساعات في التنظيف والتأكد من كل شيء، وتتوقع الكمال من فادي. "كانت تخاف عليّ من كل شيء، من الهواء، من الجراثيم، حتى من اللعب مع أصدقائي خوفاً من أن أصاب بمكروه. أتذكر كيف كانت تفحصني يومياً بحثاً عن أي كدمة أو خدش." لقد كان هذا القلق المتأصل جزءاً لا يتجزأ من نشأته.

هذا النمط العميق من القلق انتقل إلى حياة فادي الزوجية. في المنزل، كان يبالغ في نظافة كل شيء، ويصاب بالذعر من أي بقعة. أصبحت زوجته سارة مرهقة من زياراته المتكررة للطوارئ وشكواه المستمرة من أعراض وهمية. "لقد دمرت زواجنا تقريباً، لم يعد هناك مجال لأي حديث إلا عن مرضي المزعوم،" اعترف لي بأسى. وفي العمل، تضاءلت إنتاجيته بشكل ملحوظ بسبب انشغاله المستمر بمراقبة جسده والبحث عن أعراض جديدة على الإنترنت.

ركزت مع فادي على التعرف على الآلية الدفاعية (Defense Mechanism) التي كان يستخدمها: إزاحة القلق العميق حول العلاقة مع والدته والاحتياجات غير المشبعة إلى أعراض جسدية. عملنا معاً على استكشاف مشاعر الغضب (Anger) والذنب (Guilt) المكبوتة تجاه والدته وتوقعاتها غير الواقعية. كانت هذه المشاعر مدفونة تحت طبقات سميكة من القلق الصحي.

أتذكر لحظة مفصلية عندما شعر فادي بغضب شديد تجاه والدته للمرة الأولى، وهو أمر لم يسمح لنفسه به قط من قبل. "أشعر وكأنني أريد أن أصرخ في وجهها، أن أقول لها كفى! هذا ليس عدلًا!" قالها وعيناه تدمعان. كانت تلك بداية فك الارتباط بين الوهم والقلق. مع كل جلسة، كان فادي يتعلم كيف يتعرف على مشاعره الحقيقية وكيف يعبر عنها بطريقة صحية، بدلاً من تحويلها إلى أعراض جسدية.

بعد عدة أشهر، بدأت أرى التغيير في فادي. توقفت زياراته المتكررة للطوارئ. بدأ يتواصل بشكل أفضل مع زوجته، وتناقص قلقه بشكل ملحوظ. في إحدى الجلسات الأخيرة، قال فادي بابتسامة هادئة: "لقد عدت أستمتع بالحياة. لم أعد أرى الأشباح في كل وجع. لقد كانت رحلة صعبة، لكنها أنقذت حياتي." نظرت إليه، ورأيت أمامي رجلاً حراً من قيود ماضيه. هذه هي المكافأة الحقيقية لعملي.


#اكتئاب #وهم

من مذكراتي  #2: حالة MDDاليوم، قررت أن أكتب عن حالة علي. عندما جاءني لأول مرة، كان جسده مرهقاً وعيناه تحملان حزناً عميقا...
04/11/2024

من مذكراتي #2: حالة MDD

اليوم، قررت أن أكتب عن حالة علي. عندما جاءني لأول مرة، كان جسده مرهقاً وعيناه تحملان حزناً عميقاً. كان يعاني من ما يسمى بـ "اضطراب الاكتئاب الشديد" أو "Major Depressive Disorder" وهو اضطراب مزاجي يؤثر على المشاعر، والأفكار والسلوك.

تحدثنا طويلاً في جلستنا الأولى.. وصف لي شعوره باليأس، فقدان الاهتمام بكل ما كان يحبه سابقاً، وصعوبة التركيز. كان يشعر بالذنب الشديد، ويعتقد أنه عبء على من حوله. هذه هي الأعراض الشائعة للاكتئاب الشديد، والتي تعرف في اللغة الطبية بـ "Anhedonia" وهي فقدان المتعة، و "Psychomotor retardation" وهي تباطؤ الحركة، و "Feelings of worthlessness and guilt" الشعور بالذنب وعدم القيمة.

أولاً، قمت بتشخيصه بدقة، حيث أن الاكتئاب الشديد يمكن أن يكون له أسباب عضوية أو نفسية. ثانياً، وضعت خطة علاجية شاملة تضمنت تقنيات من العلاج السلوكي المعرفي "Cognitive Behavioral Therapy" الذي كنت متدرباً عليه بشكل جيد جداً، هذا النوع من العلاج يساعد المريض على تحدي الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار أكثر واقعية.

في جلسات العلاج، عملنا على تحديد الأفكار التي تساهم في الاكتئاب، وتطوير مهارات جديدة مثل إدارة الضغط والتفكير الإيجابي. كما شجعته على ممارسة النشاط البدني بانتظام، لأن الرياضة لها دور كبير في تحسين المزاج وتقليل أعراض الاكتئاب.

لم تكن الرحلة سهلة، فقد واجه علي انتكاسات عديدة، ولكن بالإصرار والمتابعة، تمكنا من تحقيق تقدم ملحوظ.. بدأ يشعر بتحسن تدريجي في مزاجه، وعاود ممارسة حياته وهواياته.. وزادت ثقته بنفسه، وبدأ ينظر إلى المستقبل بتفاؤل.

بعد عدة أشهر من العلاج، أصبح علي شخصاً مختلفاً. عادت ابتسامته إلى وجهه، وبدأ يتفاعل مع من حوله بشكل إيجابي. بالطبع، لا يزال الطريق طويلاً، ولكنني على يقين بأن علي قادر على مواجهة أي تحديات قد تواجهه في المستقبل.

من المفيد الإشاة إلى أن العلاج الدوائي في بعض الحالات قد يكون ضرورياً جنباً إلى جنب مع العلاج النفسي لتحقيق نتائج أفضل.. إلى جانب الدعم الاجتماعي من العائلة والأصدقاء له دور حاسم في الشفاء من الاكتئاب.. كذلك الانتباه والوقاية من الاكتئاب من خلال نمط حياة صحي ومتوازن يمنع أو يقلل حدوثه بشكل كبير.

ختاماً، قصة علي هي قصة أمل وإصرار. إنها تذكرنا بأن الاكتئاب مرض يمكن علاجه، وأن الشفاء ممكن إذا تم تقديم الدعم والعلاج المناسب.

💡 مزيد من المعلومات عن هذا النوع من الاكتئاب في أول تعليق 👇🏻



#اكتئاب

مذكرات معالج نفسي: حالة خاصةأجلس هنا في عيادتي، أرتشف قهوتي الصباحية وأتأمل ملاحظاتي عن "أماني". اسم مستعار بالطبع.. أما...
20/10/2024

مذكرات معالج نفسي: حالة خاصة

أجلس هنا في عيادتي، أرتشف قهوتي الصباحية وأتأمل ملاحظاتي عن "أماني". اسم مستعار بالطبع.. أماني ليست مجرد مريضة، هي حالة تدرس في كتب علم النفس. إنها مصابة بـ اضطراب الشخصية الهستيرية (Histrionic Personality Disorder)، وهو اضطراب معقد يتطلب الكثير من الصبر والفهم.

أذكر أول جلسة لنا، كانت وكأنها عاصفة في فنجان. دخلت أماني الغرفة وكأنها بطلة فيلم درامي، شعرها منسدل، مكياجها بارز، وصوتها عالي النبرة.. بدأت بسرد قصتها، وكأنها تحكي رواية، مبالغة في كل التفاصيل، مشاعرها تتغير بسرعة من السعادة إلى الحزن، ثم الغضب.

أحد أكثر الأعراض التي لاحظتها فيها هو الحاجة الدائمة إلى أن تكون في مركز الاهتمام. كانت تتحدث عن نفسها باستمرار، وتتوق إلى الإطراء والثناء. كانت تحاول جاهدة جذب الانتباه، حتى لو كان ذلك بطرق غير تقليدية.

أيضاً، كانت تعاني من اضطراب عاطفي كبير.. مشاعرها كانت متقلبة وغير مستقرة، وكانت تبالغ في التعبير عنها. كانت تنتقل من حالة من الحب الشديد إلى الكراهية بنفس السرعة.

أحد الجوانب الصعبة في التعامل مع أماني هو افتقارها إلى العمق. كانت تركز على السطحيات والمظاهر، ولم تكن قادرة على إجراء تحليل عميق لمشاعرها وأفكارها.

أذكر مرة، عندما كانت تتحدث عن علاقتها العاطفية الأخيرة، كانت تصف شريكها بأنه "أكثر رجل مثالي في العالم"، وفي الجلسة التالية كانت تصفه بأنه "وحش". هذا التذبذب العاطفي الشديد كان مؤشراً واضحاً على اضطرابها.

العمل مع أماني يتطلب الكثير من الصبر والتفهم. أستخدم تقنيات علاجية مختلفة لمساعدتها على التعامل مع اضطرابها، مثل:
التحدي المعرفي: مساعدتها على تحدي أفكارها غير الواقعية حول نفسها والآخرين.
التدريب على المهارات الاجتماعية: تعليمها كيفية التعبير عن مشاعرها بطريقة صحيّة وبناءة.
العلاج السلوكي: مساعدتها على تغيير سلوكياتها غير المفيدة.

رغم الصعوبات، أشعر بالرضا عندما أرى أماني تحقق بعض التقدم. قد تكون الرحلة طويلة وشاقة، ولكنني على يقين بأنها قادرة على تحقيق تغير كبير في حياتها.

💡 مزيد من المعلومات عن هذا الاضطراب في أول تعليق 👇🏻



#هستيريا

"صحتك النفسية... من أغلى ما تملك!"هل تساءلت يوماً عن أهمية صحتك النفسية؟ في يوم الصحة النفسية العالمي، دعونا نسلط الضوء ...
10/10/2024

"صحتك النفسية... من أغلى ما تملك!"

هل تساءلت يوماً عن أهمية صحتك النفسية؟ في يوم الصحة النفسية العالمي، دعونا نسلط الضوء على هذا الجانب المهم من حياتنا. صحتنا النفسية ليست مجرد شعور بالراحة، بل هي أساس علاقاتنا، نجاحاتنا، وقدرتنا على الاستمتاع بالحياة.

لماذا الصحة النفسية مهمة:
سعادة أكبر: تؤثر صحتنا النفسية بشكل مباشر على مستوى سعادتنا ورضانا عن الحياة.
علاقات أفضل: تساعدنا الصحة النفسية على بناء علاقات قوية ومستدامة مع من نحب.
إنتاجية أعلى: عقل صحي هو عقل منتج، فالصحة النفسية الجيدة تعزز قدرتنا على التركيز والإبداع.
مقاومة أفضل للأزمات: الأشخاص الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة يكونون أكثر قدرة على التعامل مع التحديات والصعوبات.

كيف نحافظ على صحتنا النفسية:
ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد الرياضة على إفراز هرمونات السعادة وتقليل التوتر.
التغذية الصحية: الغذاء الصحي هو وقود الجسم والعقل.
النوم الكافي: النوم الجيد يعيد شحن طاقتنا ويحسن مزاجنا.
ممارسة التأمل: تساعد هذه الممارسات على تهدئة العقل وتقليل القلق.
طلب المساعدة عند الحاجة: لا تخجل من طلب المساعدة من متخصص إذا كنت تعاني من أي مشكلة نفسية.

دعونا جميعاً نلتزم برعاية صحتنا النفسية، لنكون نسخة أفضل من أنفسنا.



كنت أظن أن صداقتنا ستدوم للأبد، لكن الحياة أثبتت لي غير ذلك. أمجد كان صديقي المقرب، شريك مغامراتي، ورفيقي في كل مراحل حي...
03/10/2024

كنت أظن أن صداقتنا ستدوم للأبد، لكن الحياة أثبتت لي غير ذلك. أمجد كان صديقي المقرب، شريك مغامراتي، ورفيقي في كل مراحل حياتي. لكن مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ تغيرات غريبة في سلوكه تدريجياً، تغيرات قادت إلى تآكل صداقتنا حتى انتهت تماماً.

1. ذكريات الماضي: كان أمجد يعيش في الماضي. كلما التقينا، كان يحب أن يسترجع الذكريات القديمة، وكأنه عالق فيها ولا يريد أن يتقدم للأمام. بينما كنت أنا أطمح إلى المستقبل وأخطط لأهداف جديدة، كان هو يفضل التمسك بماضٍ جميل.

2. الاتصال عند الحاجة فقط: لم أعد أشعر بأهمية صداقتي لأمجد. كان يتصل بي فقط عندما يحتاج إلي مساعدة أو خدمة ما. لم يعد هناك تلك المكالمات العابرة للاطمئنان أو لمشاركة الأخبار.

3. الغيرة والمنافسة: كلما حققت نجاحاً جديداً، كان أمجد يشعر بالغيرة ويحاول التقليل من شأنه. بدلاً من أن يشجعني، كان يحاول منافستي في كل شيء، حتى لو كان الأمر لا يعني له شيئاً.

4. رفض التطور: كنت أتطور وأتغير، وأكتسب خبرات جديدة، لكن أمجد كان يرفض أي تغيير في شخصيتي أو في طريقة تفكيري. كان يفضل أن أبقى كما أنا عليه، صديقه القديم الذي لا يتغير.

5. فقدان الاهتمامات المشتركة: في البداية، كانت لدينا الكثير من الاهتمامات المشتركة. كنا نحب نفس الأنشطة، ونستمتع بنفس الهوايات. لكن مع مرور الوقت، بدأنا نتباعد، وتغيرت اهتماماتنا وأولوياتنا. لم نعد نجد الكثير من الأشياء المشتركة نتحدث عنها.

6. مقاومة التغيير: كنت أحاول تغيير ديناميكية علاقتنا، وأقترح عليه أن نقضي وقتاً أطول معاً، أو نجرب أنشطة جديدة، لكنه كان يقاوم أي تغيير. كان يفضل أن تبقى الأمور كما هي، حتى لو كانت هذه الأمور لا تسعدنا بعد الآن.

7. النقد المستمر: كان أمجد ينتقدني باستمرار، ويجد عيوباً في كل ما أقوم به. لم يكن يشجعني أو يدعمني، بل كان يركز على سلبياتي.

في النهاية، قررت أن أقطع علاقتي بأمجد. كان قراراً صعباً، لكنني أدركت أن هذه الصداقة لم تعد صحية بالنسبة لي. كنت بحاجة إلى أشخاص إيجابيين في حياتي، أشخاص يشجعونني ويدعموني.

أعلم أن فقدان صديق قديم أمر مؤلم، لكنني أؤمن بأن بعض النهايات هي بدايات جديدة. وأنا متأكد من أنني سأجد صداقات أعمق وأكثر إرضاءً.



#صداقة #انفصال #نرجسية

في أعماق العقل المضطربكنت أجلس خلف مكتبي، أرتب أوراقي استعداداً لجلسة جديدة.. دخل شاب رث الهيئة.. كان نحيلاً، عيناه غائر...
01/10/2024

في أعماق العقل المضطرب

كنت أجلس خلف مكتبي، أرتب أوراقي استعداداً لجلسة جديدة.. دخل شاب رث الهيئة.. كان نحيلاً، عيناه غائرتان، وملابسه مبعثرة وغير مرتبة. قدم نفسه باسم حامد، هو شاب في أواخر العشرينات، يعاني من اضطراب شيزوفرانيا بارانويا Paranoid schizophrenia .. في البداية، كان يتحدث بصعوبة، كأنه يبحث عن الكلمات المناسبة.. ثم بدأ يصف لي عالمه الخاص، عالم مليء بالأصوات التي تخاطبه، والأوهام التي تطارده. كان يعتقد أن هناك من يتآمر عليه، وأن الهاتف يستمع إليه، وأن التلفاز يرسل له رسائل مشفرة.. كان حامد يشعر بالاضطهاد والشك في كل من حوله. كان يتهم عائلته وأصدقائه بالتآمر عليه، ويعتقد أنهم يراقبونه..

أخبرني عن صعوبة التركيز، وعن الانسحاب من العلاقات الاجتماعية. كان يفضل العزلة، ويشعر بالقلق الشديد عندما يكون في أماكن مزدحمة. كان يصف لي كيف أن الأفكار تدور في رأسه بشكل عشوائي، وكيف يصعب عليه التفريق بين الواقع والخيال.

أثناء جلساتنا، لاحظت أن حامد يعاني من إهمال في مظهره الشخصي. كان شعره غير مرتب، وملابسه متسخة، وأظافره طويلة. هذا الإهمال كان يعكس حالة الضياع واللامبالاة التي يعيشها.

مع مرور الوقت، بدأنا نعمل على بناء علاقة مبنية على الثقة والاحترام. حاولت أن أفهمه أن هذه الأفكار والأصوات ليست حقيقية، وأنها مجرد أعراض للمرض الذي يعاني منه. شجعته على التعبير عن مشاعره، وقدمنا له الأدوات اللازمة لإدارة أعراضه.

كان العلاج طويلاً وشاقاً، ولكن حامد كان مصمماً على التعافي. بدأ تدريجياً يستعيد ثقته بنفسه، وبدأ يشارك في الأنشطة الاجتماعية. تحسنت علاقته بعائلته وأصدقائه، وبدأ يمارس حياةً أفضل.

💡 المعلومات عن اضطراب Paranoid schizophrenia في أول تعليق 👇🏻



#انفصام #فصام #بارانويا
#أوهام #ضلالات

ندى.. والصمت الذي يصرخأسمعها كل ليلة، تلك الصافرة الشيطانية التي تسبق الانفجار. أفتح عيني فجأة، قلبي يدق كأنه طائر محاصر...
30/09/2024

ندى.. والصمت الذي يصرخ

أسمعها كل ليلة، تلك الصافرة الشيطانية التي تسبق الانفجار. أفتح عيني فجأة، قلبي يدق كأنه طائر محاصر في قفص ضيق. أبحث عن مكان آمن، أختبئ تحت سريري كما كنت أفعل حينما كنت طفلة صغيرة. أرى وجوه أصدقائي وأهلي تتلاشى في الظلام، أسمع صراخهم يرن في أذني.

لا أستطيع نسيان ذلك اليوم، يوم القصف. كانت قريتنا جنة صغيرة، كنا نلعب في الشوارع، نضحك، نحلم. ثم فجأة، تحولت إلى جحيم. الدمار في كل مكان، الدماء، الصراخ، الخوف. لم أستطع حتى أن أودع جدتي قبل أن تأخذنا أمي إلى مكان آمن.

بعدها، تغير كل شيء. لم أعد ندى التي تعرفونها. أصبحت أسيرة ذكريات الماضي المؤلمة. لا أستطيع النوم، أي صوت عالي يجعلني أرتجف خوفاً. أصبح الخروج من المنزل كابوساً، وأنا أتجنب أي شيء يذكرني بالحرب.

أصبحت أعيش في صمت، صمت يصرخ بألمي. أحاول أن أبتسم، أن أتصرف كأن شيئاً لم يحدث، لكن داخلي عالم آخر، عالم من الظلام والخوف.

ذهبت إلى اختصاصي نفسي.. أخبرته بكل ما أشعر به. قال لي إنني أعاني من "اضطراب كرب ما بعد الصدمة" PTSD، وأن هذا أمر طبيعي بعد ما عشته من أهوال. بدأنا جلسات العلاج، تعلمت تقنيات جديدة لمساعدتي على التعامل مع الذكريات المؤلمة، وتقليل القلق والخوف.

في البداية، كان الأمر صعباً، كأنني أحاول حمل حجر ثقيل. لكن مع مرور الوقت، بدأت أشعر بتحسن تدريجي. أصبحت قادرة على الخروج من المنزل أكثر، والتحدث عن ما حدث لي دون أن أبكي. لا زلت أواجه صعوبات في بعض الأحيان، لكنني أصبحت أقوى وأكثر قدرة على مواجهة الحياة.

أعلم أن الطريق طويل، ولكنني سأستمر في محاولة التعافي. أريد أن أعود إلى ندى التي كانت، إلى الضحكة التي فقدتها، إلى الحياة التي سرقتها الحرب. وأريد أن أقول لكل من مر بتجربة مشابهة، أن هناك أملاً، وأن الشفاء ممكن.

💡 معلومات عن اضطراب PTSD في أول تعليق👇🏻



#صدمات #صدمة #لبنان
#حرب

ظلّ الإنسانأنا معالج نفسي منذ عشرين عاماً، وعبر هذه السنوات قابلت العديد من الحالات التي أرهقتني وأثرت في نفسي. لكن، حال...
19/09/2024

ظلّ الإنسان

أنا معالج نفسي منذ عشرين عاماً، وعبر هذه السنوات قابلت العديد من الحالات التي أرهقتني وأثرت في نفسي. لكن، حالة مجدي كانت مختلفة تماماً. مجدي رجل في الأربعين من عمره، ذو ملامح متعبة، ووجهه يحمل آثار سنوات طويلة من الانعزال والرفض. عندما جاءني للمرة الأولى، كان يرافقه أخوه الذي بدا عليه التعب واليأس من حالته.

جلس مجدي في الكرسي المقابل لي، وكانت نظرته مشوشة، كأنه يحاول الهروب من العالم من حوله. ما لفت انتباهي ليس فقط حالته العقلية، بل أيضاً مظهره الخارجي. كانت ملابسه رثة، متسخة، وأظافره طويلة وأسنانه مهملة منذ زمن بعيد. كان مجدي يعاني من شيء أكبر من الاكتئاب، شيء أعمق وأشد تعقيداً.

بدأ أخوه الحديث، شارحاً لي كيف تغير مجدي فجأة منذ سنوات قليلة. كان شخصاً عادياً، يعمل ويختلط بالناس، حتى انفصل عن زوجته بعد مشاكل طويلة. بعد الطلاق، انسحب من المجتمع تدريجياً، ولم يعد يهتم بأي شيء حوله.. وبدأ يجمع أشياء غير ضرورية؛ صحف قديمة، أدوات مكسورة، وعلب فارغة. امتلأ منزله بهذه الأشياء، حتى صار بالكاد يستطيع التحرك داخله.

أدركت سريعاً أن مجدي يعاني من متلازمة ديوجين Diogenes syndrome وهي حالة نادرة تجعل المصاب بها يعيش في فوضى عارمة، ويجمع القمامة والأشياء عديمة الفائدة، ويهمل نفسه وصحته بشكل مروع. إنها حالة نفسية معقدة، ترتبط بعزلة شديدة ورفض للمجتمع، وكأن المريض يعبر عن يأسه ورفضه للعالم من خلال تخزين هذا الكم الهائل من القمامة.

عندما تحدث مجدي، كان صوته خافتاً وبطيئاً. قال لي: "لا أحد يهتم، لماذا يجب أن أهتم أنا؟". كان يعيش في عالم داخلي معقد، مليء بالأفكار المتشائمة التي تسيطر عليه. بالنسبة له، التخلي عن النظام والنظافة كان نوعاً من العقاب لنفسه وللآخرين. لم يكن يجمع الأشياء لأنه يحتاجها، بل لأن ذلك كان طريقته للتعبير عن شعور داخلي عميق بالفقد والانهيار.

حاولت التحدث معه عن هذه الأشياء، عن سبب تجميعه لها. قال: "كل شيء هنا له قصة، له ذكرى، ربما تكون آخر شيء أتذكره من حياتي". كان هذا الجمع تعبيراً عن فقدانه للسيطرة على حياته؛ كل قطعة تمثل جزءاً ضائعاً من نفسه.

مع مرور الجلسات، لم يكن العلاج سهلاً. متلازمة ديوجين تتطلب مزيجاً من الدعم النفسي المكثف والمساعدة العملية لإعادة بناء الروابط الاجتماعية. بدأنا بخطوات صغيرة.. مساعدته على ترتيب جزء صغير من منزله، وإعادة اكتشاف رغبته في التواصل مع الناس. لم يكن الأمر سهلاً، لكنه أحرز تقدماً بطيئاً.

ما زلت أراه كل أسبوع. حالة مجدي تذكرني دوماً بمدى هشاشة النفس البشرية، وكيف يمكن للعزلة واليأس أن يدفعا الإنسان إلى أعماق مظلمة يصعب الخروج منها.

💡 مزيد من المعلومات عن هذا الاضطراب في أول تعليق👇🏻




#اكتئاب

في متاهات التكديسكنتُ أحسب نفسي جامعاً للكنوز، أجمع الذكريات، أجمع الحياة. لم أكن أدرك أنني أسير في متاهات التكديس، أغرق...
18/09/2024

في متاهات التكديس
كنتُ أحسب نفسي جامعاً للكنوز، أجمع الذكريات، أجمع الحياة. لم أكن أدرك أنني أسير في متاهات التكديس، أغرق في بحر من الأشياء التي أصبحت تبتلعني رويداً رويداً.
بدأت القصة كأي قصة حب أخرى، عشق جمع التحف القديمة، ثم تطور الأمر إلى كل ما هو قديم أو جديد أو عتيق أو لامع. جمعت الكتب حتى امتلأت الغرف، والصحف حتى غطت الأرضيات، والألعاب حتى أصبحت المنزل أشبه بحديقة ملاهي.
زوجتي في البداية كانت تشجعني، ترى في جمعي هذا نوعاً من الإبداع، لكن مع مرور الوقت، تحولت شقتنا إلى مخزن ضخم، وحياتنا إلى جحيم. لم يعد هناك مكان لنتنفس فيه، لم يعد هناك مكان للحب، كل شيء كان مغطى بالعلب والأكياس والزجاجات الفارغة والبلاستيك والغبار والأوساخ..
أتذكر يوماً انهارت زوجتي أمامي، تبكي بحرقة، وتصرخ: "لقد دمرت حياتنا بجنونك هذا". في تلك اللحظة، شعرت بالوحدة، بالخجل، بالخوف من المستقبل.
قررت أن أطلب المساعدة، ذهبت إلى طبيب نفسي، الذي شرح لي أنني أعاني من اضطراب الاكتناز Hording Disorder، وأن هذا الاضطراب ليس اختياراً، بل مرضاً يحتاج إلى علاج.
بدأت رحلة علاجي، كانت صعبة ومؤلمة، تخلصت من الكثير من الأشياء التي كنت أعتقد أنها جزء مني، شعرت بالخسارة، بالفراغ، لكنني كنت مصممًا على الشفاء.
تعلمت أن أفرق بين القيمة العاطفية للأشياء وقيمتها الحقيقية، تعلمت أن أقول لا، تعلمت أن أرتب حياتي، تعلمت أن أحب نفسي من جديد.
الآن، بعد سنوات من العلاج، أصبحت شقتي نظيفة ومرتبة، حياتي هادئة وسعيدة، زواجي استعاد حيويته، وأنا أشعر بالامتنان لكل ما مررت به.
أعلم أن الطريق لا يزال طويلاً، وأنني قد أتعثر أحياناً، لكنني أصبحت أقوى وأدرك أن صحتي النفسية هي من أغلى ما أملك.
💡 معلومات عن اضطراب الاكتناز في أول تعليق👇🏻

#اكتناز #جمع
#تكديس

في ظلال الإيهام (Gaslighting)كنت أظن أنني وجدت ملاذي الآمن، رجلاً قوياً يحميني ويحبني.. لم أكن أعلم أنني كنت أسير في متا...
11/09/2024

في ظلال الإيهام (Gaslighting)

كنت أظن أنني وجدت ملاذي الآمن، رجلاً قوياً يحميني ويحبني.. لم أكن أعلم أنني كنت أسير في متاهة من الأكاذيب والمناورات النفسية.. بدأ الأمر بتعليقات صغيرة، نسيان كلمات قلتها، تحريف الحقائق.. في البداية، شككت في ذاكرتي، اعتقدت أنني أبالغ في الأمور.. لكن مع مرور الوقت، ازدادت حدة هذه التصرفات.

كان يقول لي إنني مجنونة، مبالغة، متخيلة الأمور. كان ينفي كل ما أقوله، حتى لو كان هناك أدلة دامغة. كان يجعلني أشك في نفسي وفي إدراكي للواقع. لم أعد أثق في أحاسيسي، ولا في حكمي.

اكتشفت لاحقاً أنه يخونني، لديه علاقات عديدة مع نساء أخريات.. كان ينكر ذلك بشدة، ويتهمني بالجنون والغيرة. كنت أشعر بالخوف والوحدة، لا أعرف من أصدق ومن أكذب.

في النهاية، قررت أن أطلب المساعدة من اختصاصية نفسية. شرحت لها كل ما مررت به، شعرت وكأنني أخلع عن نفسي قناعاً كبيراً. أخبرتني الاختصاصية أنني كنت ضحية لما يسمى التلاعب والإيهام ( Gaslighting ) وهي تقنية يستخدمها المتلاعبون النفسيون للسيطرة على ضحاياهم وتدمير ثقتهم بأنفسهم وتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب هؤلاء المساكين.

أخبرتني الاختصاصية أن المتلاعبين يتميزون بعدة صفات، منها:
- النرجسية: يركزون على أنفسهم بشكل مفرط، ويفتقرون إلى التعاطف مع الآخرين
- السيطرة: يسعون للسيطرة على كل من حولهم، ويفرضون آراءهم وقراراتهم
- التلاعب بالمشاعر: يستخدمون العواطف لإيذاء الآخرين واستغلالهم وتحقيق أهدافهم
- إنكار المسؤولية: ينكرون أخطائهم ولا يتحملون المسؤولية عن أي شيء سلبي يحدث
- التلاعب بالحقائق: يغيرون الحقائق ويحرفونها لتناسب مصالحهم

مع مرور الوقت، بدأت أتعافى بفضل العلاج النفسي. تعلمت أن أثق في حدسي، وأن أضع حدوداً واضحة مع الآخرين. تعلمت أن أحب نفسي وأقدرها.



#تلاعب
#ايهام #قصص

اسمي مروة، أبلغ من العمر 25 عاماً، في الفترة الأخيرة، بدأت أعاني من نسيان متكرر، حتى أنني أحياناً أنسى الأشياء البسيطة م...
26/08/2024

اسمي مروة، أبلغ من العمر 25 عاماً، في الفترة الأخيرة، بدأت أعاني من نسيان متكرر، حتى أنني أحياناً أنسى الأشياء البسيطة مثل مكان مفاتيحي أو ما تناولته في وجبة الإفطار. كان الأمر مرعباً في البداية، لكنني قررت أن أواجه هذا التحدي بجدية.

بدأت رحلتي بزيارة معالج نفسي. كان المعالج لطيفاً ومتفهماً، واستمع إلى قصتي بصبر. أخبرني أن النسيان قد يكون نتيجة للضغط النفسي أو القلق، وأن العلاج النفسي يمكن أن يساعدني في التعامل معه. بدأنا جلسات العلاج، حيث كنت أشارك مخاوفي وأفكاري مع المعالج. وقد علمني تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق، وكيفية تنظيم أفكاري ومشاعري.

بالإضافة إلى العلاج النفسي، نصحني المعالج بممارسة الرياضة بانتظام. بدأت أمارس اليوغا والمشي وهذا ساعدني على تحسين مزاجي وزيادة تركيزي وشعرت بأنني أصبحت أكثر نشاطاً وحيوية.

كما نصحني المعالج بتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية. بدأت بتناول فيتامين ب12 وفيتامين د، بالإضافة إلى مكملات الأوميغا 3. لاحظت تحسناً تدريجياً في ذاكرتي وقدرتي على التركيز.

إلى جانب ذلك، علمني بعض التقنيات للتغلب على النسيان:

1. البقاء نشطة ذهنياً: بدأت بحل الألغاز والكلمات المتقاطعة، وقراءة الكتب، وتعلم أشياء جديدة. هذه الأنشطة تساعد في تحفيز العقل والحفاظ على الذاكرة نشطة.
2. التنظيم: أصبحت أكثر تنظيماً في حياتي اليومية. أحتفظ بمفكرة لتدوين المهام والمواعيد، وأكرر المعلومات بصوت عالٍ لتثبيتها في ذاكرتي.
3. النوم الجيد: أدركت أهمية النوم الجيد في تحسين الذاكرة. أحرص على النوم لمدة 7-9 ساعات يومياً.
4. التغذية الصحية: أتناول نظاماً غذائياً متوازناً يحتوي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية.

أحد أهم الأشياء التي تعلمتها خلال هذه الرحلة هو أن أكون لطيفة مع نفسي. لم أعد ألوم نفسي على النسيان، بل أقبل نفسي كما أنا. أصبحت أقدّر اللحظات الصغيرة وأعيشها بكل تفاصيلها. وبفضل العلاج النفسي، والرياضة، والفيتامينات، والتقنيات التي أمارسها، تعلمت كيف أعيش حياتي بشكل طبيعي. أدركت أن الحياة ليست مثالية، وأن كل تحدي يمكن أن يكون فرصة للنمو والتعلم.



#نسيان

17/08/2024

Address

Beirut

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when قصص نفسية posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share

Category