29/11/2025
إنجيل القدّيس لوقا ١٠\٢١-٢٤
إنّ الله يفرحُ جدًّا، بل إنّ فرحه الكبير هو أن يكشف ذاته للمتواضعين. هو لا يهتمّ بالفخفخة والزخرفة الخارجيّة؛ لكنّه يفرح في نفسٍ متواضعة، في نفسٍ متعلّمة منه وحده، ولا يهمّها عِلم العالم.
لقد أتى الرّب يسوع في جسد طفل ليظهر لنا رغبته الشديدة بأن يملأنا من خيراته. إنّ ابن الله قد تصاغر ليمنحنا عظمته؛ ووهب نفسه لنا كي نهب أنفسنا له؛ لقد جاء ليعبّر لنا عن حبّه كي نتجاوب معه من خلال حبّنا. فلنستقبله إذًا بعطف، ولنحبّه ولنلجأ إليه لجميع احتياجاتنا…
هي دعوة لنا هنا كي يكون لنا عيون طفولية ونكتشف إلها مختلفا مميزا مبهرا ورائعا، إلهـًا ليس قاسيـًا، مُغْـلَق القلب،عـديم الشعـور والإحساس، بل إلها رقيقا متواضعا ووديع القلب…إلها نحن من جبلته.. يريدنا أن نتتذوق الألوهـة، فيحبنا على تفاهتنا وحقارتنا…إلها جعـل الحب ممكنا …إلها أحبّ كلّ ما يمت إلى البشر بصلة، إلا الخطيئة…إلهاً لا ينـفـك يحبّ رغم كل الخطايا…
فطوبى لكل العيون التي نظرت واكتشفت جمال وعذوبة وطيبة يسوع.
إنزع يا رب البرقع عن عينيّ لأنظر وأرى ما رَآه التلاميذ… عيون قلبي لأختبر ما اختبروه فاستحق تلك الطوبى…
أنقذني يا رب من حكمةٍ أدّعي امتلاكها ومن فهمٍ يعوم فوق السطحيات، أعطني تلك الروح الطفولية عساني أنظر إليك فأعرفك وأحبّك…امين