15/05/2025
نظراً
لعديد التساؤلات التى وردت الي على البريد الخاص من طلبة كلية الاسنان وجب التوضيح
———
✳️ توضيح_مهم | بخصوص الجدل حول تعقيم
عيادات الأسنان ✳️
في الأيام الأخيرة، سمعنا تصريحات تتهم عيادات الأسنان بعدم الالتزام بمعايير التعقيم، وتم تداول قصص تُسيء للمهنة دون أي دليل علمي واضح.
ومن واجبنا كأطباء أسنان أن نوضح ونردّ بالأدلة لا بالعواطف:
⸻
➊ التعميم مرفوض والتصريحات غير مبنية على دليل علمي:
مش كل العيادات على نفس المستوى، وهذا طبيعي في أي مجال.
لكن القول بأن كل العيادات لا تقوم بعملية التعقيم بالطرق الحديثة دون دراسات موثقة أو إحصائيات رسمية، يُعد طرحًا غير مهني ويخلق رأيًا عام سلبي يسيء حتى للممارسين الملتزمين، ويغذي شكوك
لدى الناس.
من غير المنطق الادعاء بان جميع عيادات الاسنان على درجة واحدة من الالتزام ، فهناك تفاوت طبيعي بين من يحرص على ادق التفاصيل ومن يحتاج الى التطوير والتحديث.
لكن ان يتم التعميم بهذه الصورة المجحفة فذلك ظلم لانقبله
نرفض التعميم لأنه يُشوّه الصورة، ويظلم من يطبّق الإجراءات بأعلى مستوى.
⸻
➋ توضيح علمي حول “ منظف الإنزيمي” (Enzymatic Cleaner):
منظف الإنزيمي (Enzymatic Cleaner) ليس مادة معقمة، بل هو مادة منظفة تحتوي على إنزيمات مخصصة لإزالة البقايا العضوية (زي الدم واللعاب والأنسجة) من الأدوات بعد استخدامها.
هو يُستخدم فقط كـ خطوة أولى في سلسلة التعقيم، ويجب بعده أن تمر الأدوات بمرحلة تعقيم حراري كامل مثل الأوتوكلاف (autoclave) بدرجة حرارة وضغط معينين لقتل كل أنواع البكتيريا والفيروسات.
وفقًا للبروتوكولات العالمية (CDC, WHO, ADA)، فإن التنظيف وحده لا يكفي لمنع نقل العدوى، بل يجب أن يتبعه تعقيم موثق وفعال.
بالتالي، استعمال المطهر الإنزيمي لا يُغني أبدًا عن التعقيم، ومن يظن ذلك فهو يفتقر للمعرفة العلمية الدقيقة.
هل عدم استخدام “المطهر الإنزيمي” يعني أن العيادة لا تُعقّم؟
هذا من أكبر المفاهيم الخاطئة التي نُشرت مؤخرًا.
عدم استخدامه لا يعني أن العيادة غير ملتزمة. هناك طرق تنظيف أخرى معتمدة (كالموجات فوق الصوتية، والتعقيم بالبخار)، وتُعتبر آمنة وفعالة عند استخدامها بالشكل الصحيح.
العيادة التي تستخدم طرق تنظيف ميكانيكية فعالة (مثل أجهزة ultrasonic bath أو manual scrubbing بمطهرات طبية معتمدة) ، ثم تُجري تعقيمًا بالبخار في أوتوكلاف مُختبَر دوريًا، تُعتبر ملتزمة ببروتوكول التعقيم الكامل، حتى وإن لم تستخدم المطهر الإنزيمي تحديدًا.
ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن التنظيف، سواء باستخدام المطهرات الإنزيمية أو الطرق الأخرى، يجب أن يتبعه دائمًا عملية تعقيم مناسبة (مثل الأوتوكلاف) لضمان القضاء على جميع الميكروبات والفيروسات.
التشكيك في هذه العيادات لمجرد عدم استعمال نوع معين من المطهرات هو نوع من التضليل العلمي، وقد يفتح الباب أمام احتكار منتج أو فرض مواد معينة تحت غطاء “الرقابة”، وهو ما يجب أن نرفضه كمجتمع مهني واعٍ.
⸻
➌ بخصوص الربط العشوائي بين الإصابة بالتهاب الكبدي وزيارة عيادة أسنان:
تداول قصة عن فتاة اكتُشف عندها التهاب الكبدي بعد تحليل ما قبل الزواج، وقيل إنها زارت عيادة أسنان، فتم الربط بين الحادثتين وكأن العيادة هي السبب — هذا استنتاج غير علمي وخطير.
من الناحية الطبية، لا يمكن أبدًا تحديد مصدر العدوى بناءً على “الاشتباه” أو قصة فردية دون تحقيق وبائي دقيق (contact tracing).
التهاب الكبدي وكذلك الايدز يمكن أن يُنقل بطرق متعددة، منها مثلاً:
• التجميل (صالونات الحلاقة والتاتو)
• العلاقات الجنسية
• مشاركة أدوات حادة
• نقل دم قديم غير مفحوص (قبل التشديدات)
أما عيادات الأسنان، فهي ملزمة بالبروتوكولات الصارمة لتعقيم الأدوات، واستخدام أدوات معقمة أو ذات استخدام واحد (disposable)، وبالتالي فإن نقل العدوى داخلها نادر جدًا عند الالتزام بالإجراءات.
تحميل العيادات المسؤولية المباشرة بناءً على شكوك أو قصص فردية هو تشويه للمهنة، وتضليل للرأي العام، دون دليل طبي أو قانوني وليس من العدل اتهام جميع العيادات بدون دليل.
⸻
✅ الخلاصة:
نحن مع تطوير المهنة ، ومع الرقابة المهنية والعادلة
ومع رفع مستوى الوعي
لكننا نرفض التشهير، والتعميم
وزرع الذعر بين الناس دون أساس علمي
⸻
✍🏻دكتور زياد نصر