13/01/2023
البروتين وكمال الاجسام
تتميز رياضات كمال الأجسام والقوة مثل رياضة (الكروس فيت) بتكرار مجهود قصير و مكثف إذ تنقبض العضلات بشكل أسرع وبقوة أكبر محدثة تمزقات في الالياف العضلية. بوجود كميات كافية من البروتينات والسكريات وبعض العناصر الغذائية الأخرى ينتج عن هذه الحالة الفزيولوجية تضخم في حجم العضلات المعنية بالمجهود وبالتالي اكتساب كتلة عضلية مهمة.
لذالك يحتاج الممارسون لهذه الأنواع من الرياضيات إلى زيادة معدل استهلاكهم للبروتينات سواء عن طريق الغذاء او على شكل مكملات غذائية.
تم اكتشاف بودرة البروتين أو (الواي بروتين) بداية التسعينيات من القرن الماضي وانتشرت بشكل سريع في أوساط رياضة كمال الأجسام لتصبح واحدة من اكثر المكملات الغذائية استعمالا ومبيعا عبر العالم. قبل هذا الحقبة، كان ممارسو رياضة كمال الأجسام يستهلكون كميات كبيرة من الأغذية الطبيعية اللتي تحتوي على نسب عالية من البروتينات الحيوانية و النباتية من أجل الحصول على ا حتياجات الجسم من الاحماض الأمينية الازمة لإنتاج الكتلة العضلية.
تعتبر الأحماض الأمينية هي اللبنات الأساسية التي تتكون منها البروتينات، ويحدد نوع وتسلسل الأحماض الأمينية للبروتين بنيته الهيكلية، ووظيفته، وخصائصه.
يوجد أكثر من 100 حمض أميني في الطبيعة، يحتاج جسم الإنسان إلى 20 نوع منها فقط. يقوم الجسم بانتاج 11 حمض أميني بشكل مستقل، تسمى الاحماض الأمينية غير الأساسية. لكن عليه الحصول على مجموعة الأحماض الأمينية الأساسية التسعة المتبقية من التغذية، من أجل تشكيل و تكوين البروتينات البنيوية او العضلات. هذه الأحماض الأساسية هي (الهيستيدين، الإيزولوسين، الفينيل ألانين، اللايسين، الليوسين، الفالين، الثريونين، التريبتوفان، الميثوينين).
منافع مسحوق او بودرة البروتين
يعود سبب الإنتشار الكبير و الشهرة التي تحظى بها بودرة البروتين إلى احتوائها على كل الأحماض الأمينية الأساسية وغير الأساسية التي يحتاجها الجسم من أجل بناء العضلات، دون اللجوء إلى استهلاك كميات كبيرة من الأغذية التي تحتوي على نسب عالية من البروتينات كاللحوم والسمك والبيض ومشتقات الحليب. هذه الأغذية تحتوي بالإضافة إلى البروتينات على كميات مهمة من الدهون المشبعة والتي قد تؤدي عند الإفراط في استهلاكها إلى حدوث مشاكل صحية كبيرة. لذالك تبدو بودرة البروتين نظريا على الأقل، أكثر أمانا وتمكن الممارس من تحقيق أهدافه بسهولة أكبر والتطور بسرعة في ممارسته لرياضة كمال الأجسام.
تتوفر معظم مكملات البروتين على شكل مسحوق، والذي يمكن إضافته إلى العصائر أو اليوغورت أو إعداد بعض أطباق الفطائر وتوجد أنواع عديدة منه. الأكثر شهرة هو مسحوق بروتين مصل اللبن : توفر ملعقة منه حوالي (28 غرام) ما يقارب 16 غرام من البروتين.
يمكن أن يختلف مقدار البروتين الذي توفره بودرة البروتين باختلاف أنواعها. فمثلا مسحوق بروتين البازلاء توفر ملعقة منه (20 غرام) ما يقارب 15 غرام من البروتين.
تؤثر العديد من العوامل على كمية البروتين التي يحتاجها الجسم يومياً، مثل، العمر، والوزن، والطول و نسبة ونوعية النشاط البدني. لكن عموما يجب عدم تجاوز 2,2 غرام لكل كيلوغرام من الوزن عند ممارسي رياضة كمال الأجسام.
يأتجدر الإشارة إلى أهمية التوازن بين كمية الكربوهيدرات وكمية البروتين التي يتم تناولها يومياً، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يمارسون رياضة شديدة القوة، إذ وعلى الرغم من أن البروتين هو أساس بناء العضلات، إلا أن الكربوهيدرات تعد مصدر الطاقة الأول للجسم وللقيام بتمارين القوة ورفع الأثقال اللازمة لبناء العضلات. لكن دون إفراط بسبب احتمال تسبب ذالك في مشكل مقاومة الانسولين و مرض السكري و مشاكل صحية اخرى.
اضرار مسحوق بودرة البروتين
استعمال هذا النوع من المكملات الغذائية لا يعد ٱمنا 100% إذ يوجد هناك دائما خطر احتمالية احتواءها على مواد منشطة ممنوعة. إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (معظم المنتجات المتواجدة في السوق أمريكية الصنع) تعتبر مسحوق البروتين نوعاً من المكملات الغذائية، وهي تترك الأمر للجهة المصنعة لتقييم سلامتها، ووضع الملصقات التعريفية عليها، لذلك لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كان مسحوق البروتين يحتوي على ما تدعيه الجهة المصنعة.
كما أن عدم توفر معلومات عن التأثيرات طويلة المدى لمكملات البروتين تدفعنا إلى الإحتياط في استعمالها، إذ في الوقت الحاضر تتوفر بيانات محدودة جدا عن الآثار الجانبية المحتملة لتناول كميات كبيرة من البروتين على شكل مكمل غذائي.
يمكن لمسحوق البروتين ان يتسبب بمشاكل في الجهاز الهضمي خاصة عند الأشخاص المصابون بحساسية اللاكتوز او بحساسية تجاه منتجات الألبان، أو صعوبة في هضم اللاكتوز (سكر الحليب) في حال استخدام مسحوق بروتين الحليب.
وكما ذكرنا سابقا، إمكانية احتوائها على نسبة عالية من السكريات والسعرات الحرارية، لذا يمكن أن يؤدي تناولها إلى زيادة خطر ارتفاع مستويات سكر الدم عن المعدل الطبيعي.
يمكن أن يسبب تناول كميات كبيرة من البروتين على شكل بودرة في زيادة خطر هشاشة العظام بسبب زيادة نسبة الكبريت والفوسفات التي تدخل إلى الجسم، فيحاول استعادة التوازن الحمضي عن طريق إفراز الكلى للمزيد من الأحماض، وإفراز الهيكل العظمي لعنصر الكالسيوم الذي يعمل كمُعادل للحموضة، ثم يُطرح بعد ذالك الكالسيوم في البول خارج الجسم، وينتج عن هذا الأمر فقدان الكالسيوم من العظام، مما قد يزيد خطر الإصابة بهشاشة العظام على المدى الطويل.
كما قد يتسبب الإفراط في استهلاك بودرة البروتين بضرر للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلي، نتيجة تكون فضلات تسمى بالكيتونات، وهي مركبات تتولد عادة عند اتباع نظام غذائي غني بالبروتين او الدهون ووجود حاجة للتخلص منها عن طريق الكلي. لذالك غالبا ماينصح بشرب كميات كبيرة من الماء لمساعدة الكلي على العمل بشكل افضل.
الإحتياطات اللازمة
لا يمكن لمسحوق البروتين أو المكملات الغذائية أن تعوض بأي شكل من الاشكال تغذية طبيعية غنية بالبروتينات الحيوانية و النباتية، نشويات، دهون صحية، فيتامينات ومعادن. لذالك وجب الاحتياط عند استعمال هذا النوع من المنتجات لكي لا نستبدل نظامنا الغذائي الطبيعي بها. تبقى عبارة عن أغذية مصنعة عالية التحويل تحتوي على مواد حافظة و مركبات كيميائية لا نعلم مدى تاثيرها على الصحة على المدى البعيد.
عند شراء هذا النوع من المنتجات، يجب البحث دائما عن سلسلة البيع و مدى احترامها لمعايير السلامة الصحية و مراقبة الجودة و بلد الإنتاج و الشركة الموزعة. هذه المنتجات ليست في مأمن عن الغش و التزوير و إضافة مواد منشطة مدمرة للصحة.
عدم تجاوز الكمية المنصوح بها على غلاف المنتج، بغرض الحصول على نتائج افضل مع شرب كميات كافية من الماء
الأشخاص غير المسموح لهم باستعمالها
مرضى القصور الكلوي و مرضى السكري و امراض القلب و الشرايين.
النساء الحوامل و الأطفال دون سن السادس عشر سنة.
الاشخاص الذين يعانون من حساسية اللكتوز او سكر الحليب و الحساسية والربو بشكل عام.