16/08/2023
القلق المرضي مرض العصر،
القلق المرضي يفعل بصاحبه ما لا يفعله العدو بعدوه، كايخليه ديما تحت الضغط والمخاوف الغير منطقية، ولكن ما هو ابشع من ذلك هو ان العالم لي عايشين فيه حاليا يدعم هذه المخاوف بقوة، وكايزيد يعززها، فمثلا باش ان الانسان كايعيش تحت ضغط انه خصو يدير شي انجاز وخصو يحقق الاهداف ديالو، فهادشي فحد ذاتو هو وهم العصر، علاش؟
الى رجعنا بالزمن للوراء وحاولنا نشوفو الناس لي كانتغناو بيهم حايلا بأنهم دارو انجازات وبانهم ناس عظماء، هانفهموا بلي فأغلب الحالات هاد الناس ماتمجدوش فالجيل ديالهوم والوقت لي كانوا عايشين فيه بحد ما تم التمجيد ديالهوم بعد سنوات من الموت ديالهوم، هادوك الناس ماكانوش كايديرو شي حاجة باش انهم يوليو رقم واحد فالعالم، حيت اصلا كانوا كايعرفو ها داكشي لي كايدور فالمحيط ديالهوم قبل عصر العولمة، وبالتالي كانوا كاينغامسوا فداكشي لي كايعجبهوم وغالبا كايوصلوا للأوج د العطاء لانهم ماكانوش تحت ضغط تحقيق الانجاز بحد ما كانوا فلحظات استمتاع بالعالم ديالهوم والميولات ديالهوم، اما الناس حاليا ف راه عايشين تحت ضغط تحقيق حلم المليون دولار او تحقيق جائزة نوبل او احسن مغني فالعالم، زكاين لي باغي يثبت لعائلتو شيحاجة، كاين لي باغي يثبت للناس فمدينتو، وكاين لي باغي يولي رقم واحد فالبلاد وكان لي كايقلب على العالمية، ولكن على حساب ماذا؟ هنا كايجي الضغط المرضي لي كايخلي هاد الناس كاتخلاو على الحياة من اجل الانجاز، كايعيشو دائما تحت ضغط ماضيعش الوقت، تال فوقاش. هاتبقا هكا؟ وما الى ذلك... الا ان الجسم د الانسان حاليا كان متعود على الاساسيات ديال الاكل والشرب والجنس والمسكن وصراع البقاء، فقط اساسيات الحياة، الا ان التطور التكنولوجي والصناعي والطبي وما الى ذلك قلبوا المعايير رأسا على عقب، ولا الدماغ د الانسان لا يتماشى مع قدرات الجسم ديالو، الدماغ باغي يوصل للعجب لكحل، الا ان الجسم كايقولوا فين اوا غادي يا خويا، وبالتالي كايولي الدماغ الواعي د الانسان هو الجلاد ديال باقي الجسد بما في ذبك الجانب د الاحاسيس... دماغ الانسان اصبح اقوى بكثير من ان يتم السيطرة عليه من قبل الجسد الذي يحتويه.. وهذا ما يؤدي الى الهلاك والانهيار في نهاية الطريق، ولما يبلغ الانسان ذلك الانجاز، فإنه في قرارة نفسه يعلم بان ذلك كان مجرد وهم ولم يشعر بانتعاشة كبيرة، وانما مجرد لحظة دوبامينية عابرة، ويليها احاسيس سلبية ناتجة عن خيبة امل الجسد والاحاسيس او الطفل، وهنا كاينوض دماغ عاود ويبد السوط من اجل الطموح لهدف وانجاز آخر هروبا من الحقيقة المرة التي تتجسد في عدم الرضا الداخلي رغم نيل رضا الناس.