
24/04/2025
في إطار طب الأعشاب، يُنظر إلى الفطر الصالح للأكل (مثل فطر شيتاكي، مايتاكي، وريشي) على أنّه كنز طبيعي غنيّ بالمركبات الحيوية، ولا سيما البيتا‑جلوكان. فيما يلي عرض مُركّز للأدلة العلمية والعادات الشعبيّة المرتبطة باستخدام الفطر لتعزيز المناعة والوقاية من الإنفلونزا:
⸻
1. الأدلة العلمية
• دراسة جامعة ماكغيل الكندية: أظهرت في تقييمها على الفئران أن الألياف الفطرية «بيتا‑جلوكان» خفّضت الالتهابات الرئوية الناجمة عن فيروس الإنفلونزا، وحسّنت وظائف الرئة، وقلّلت من احتمالات المضاعفات الشديدة والوفاة عند التعرض للفيروس.
• آلية العمل: يرتبط البيتا‑جلوكان بمستقبلات خاصة على سطح خلايا الجهاز المناعي (مثل خلايا «البلعمية الكبيرة» macrophages)، فيحفّز إنتاج السيتوكينات المضادة للالتهاب ومضادات الأكسدة، ما يساهم في تقوية الاستجابة المناعية ضد الفيروسات والخلايا الشاذة (السرطانية) ويحدّ من الاكتئاب الالتهابي.
• فوائد عصبية: أظهرت دراسات أولية أن للبيتا‑جلوكان قدرة على تعزيز إنتاج عوامل النمو العصبي (Neurotrophic factors)، مما يحسّن نمو الخلايا العصبية وصحة الدماغ، ويساعد في الحماية من التدهور المعرفي.
⸻
2. الوصفات والعادات الشعبيّة
1. شاي الفطر (Decoction)
• المكونات: 5–10 غرام من فطر الريشي المجفف (Ganoderma lucidum) أو شيتاكي، كوبان من الماء.
• الطريقة: تُغلى قطع الفطر في الماء لمدة 30–45 دقيقة حتى يتحول لون الماء إلى بني غامق، ثم يُصفّى ويُشرب دفعة واحدة دافئاً صباحاً ومساءً خلال موسم الإنفلونزا.
• الفائدة: ترفع جرعات البيتا‑جلوكان في الدم، وتحفّز المنظومات الدفاعية.
2. مرق الفطر مع الأعشاب
• المكونات: 200 غرام فطر طازج (شيتاكي أو مايتاكي)، بصلة كبيرة، 2 فصّ ثوم، ملعقة صغيرة زنجبيل طازج مبشور، رشّة فلفل أسود.
• الطريقة: يُقلّى البصل والثوم والزنجبيل بزيت الزيتون حتى يذبل، ثم يُضاف الفطر ويُطهى لدقائق، ثم يُصب مرق خضار ويُترك على نار هادئة 20 دقيقة، ويُؤكل كحساء.
• العادة: يُتناول مرتين أسبوعياً في مواسم البرد لتعزيز المناعة ودعم صحة الجهاز التنفسي.
3. نظام غذائي متوازن
• التوصية: دمج الفطر مع الخضراوات الموسمية (السبانخ، البروكلي)، والحبوب الكاملة (الأرز البني، الكينوا)، وزيت الزيتون بكر ممتاز، مع تقليل السكريات والمواد المصنعة.
• العُرف الشعبي: يعتقد التقليديون أن تناول الأطعمة «الكاملة والطبيعية» يوازن الطاقة الحيوية «الكي»Qi في الجسم، ما يقي من نزلات البرد والإنفلونزا.
4. تحميل البيتا‑جلوكان المركّز
• المستحضرات: كبسولات أو مساحيق فطرية موثوقة المصدر، بتركيز 30–40% بيتا‑جلوكان.
• الجرعة: 1–2 غرام يومياً مع الوجبات، ولمدة 8–12 أسبوعاً لمواسم الإنفلونزا.
• دعم المناعة: يُستخدم كمكمّل غذائي لتعزيز الاستجابة المناعية وتقليل التهابات الجهاز التنفسي.
⸻
3. نصائح عامة للوقاية
• تنوّع الفطريات: الاستفادة من أنواع متعددة (شطاكي، مايتاكي، ريتشي) للحصول على طيف واسع من البيتا‑جلوكان وعوامل أخرى محفّزة للمناعة.
• الاستمرارية: تكرار الوصفات مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً طوال فصل الشتاء، لضمان مستوى دفاعي ثابت.
• التوازن الغذائي: تضمين الفطر في نظام غنيّ بالبروبيوتيك (لبن رخّيض، مخللات) لتقوية «محور الأمعاء-المناعة».
• الممارسات التقليدية: الاستحمام بالماء الفاتر مضافاً إليه منقوع شاي الفطر لتقوية الجلد والأغشية المخاطية، مما يقي من دخول الفيروسات.
⸻
بهذه الطريقة، يجمع طب الأعشاب بين الأدلة العلمية الحديثة والعادات الشعبية القديمة، ليقدّم استخدام الفطر كمكمّل طبيعي فعّال في الوقاية من الإنفلونزا وتعزيز الصحة العامة.