02/10/2024
الطفل صاحب قصة الشعر الكيرلي، كان معروفًا بابتسامته البريئة وشعره المجعد الذي ميزه بين أقرانه في الحي. كانت أمه دائمًا ما تمشط له شعره بحب قبل أن يخرج للعب مع أصدقائه. كان طفلًا مليئًا بالحياة، يركض ويضحك في الأزقة، ويرسم السعادة على وجه كل من يلتقي به.
في يوم مأساوي، وبينما كان الحي يعيش تحت تهديد القصف المتواصل، انفجرت قذيفة في مكان قريب من منزلهم. في لحظة، تحول كل شيء إلى دمار وصمت. أمه، التي كانت في المنزل، هرعت إلى الخارج وهي تصرخ باسمه، تبحث عنه بين الأنقاض والدخان. لكن لم يكن هناك أثر له، لا صوت ولا حركة.
بدأت رحلة الأم المحطمة في البحث عن ابنها. ذهبت إلى كل مكان تبحث عنه بين الأنقاض، تسأل فرق الإنقاذ، تزور المستشفيات، وتتنقل بين قوائم الشهداء. كان قلبها يأبى أن يصدق أن صغيرها، صاحب الشعر الكيرلي الذي طالما أحبته، قد رحل.
كل يوم كانت تقف بين صفوف الشهداء، تنظر إلى وجوههم، تمسك بيدها صورته وتسأل: "هل رأى أحد طفلي؟ شعره مجعد، وابتسامته لا تُنسى". كانت تأمل أن يكون قد نجا بطريقة ما، أن يظهر لها من بين الركام كما كان يفعل في الألعاب عندما يختبئ ليمازحها.
مرت الأيام، والبحث لم يتوقف. كانت الأم تبحث بعينيها عن تلك الخصلات المجعدة التي ميزت طفلها، لكنها لم تجده بين الناجين. شعرت الأم بأن كل شهيد يحمل جزءًا من ابنها، فكلما رأت طفلاً شهيدًا، كانت تتخيل أن هذا قد يكون صغيرها، لكن الحقيقة كانت تزداد وضوحًا في قلبها مع مرور الوقت.
رغم الألم الذي لم يخف يومًا، ظلت الأم تتذكر ابنها بابتسامته وشعره المجعد. كانت تتحدث عنه وكأنه لم يرحل، وتخبر الناس عن ضحكاته التي كانت تملأ المنزل. بالنسبة لها، ابنها لم يكن مجرد رقم بين الشهداء، بل كان روحًا نابضة بالحب والذكريات، ولن يختفي من قلبها أبدًا.