02/04/2025
ومن يخبرُ الدربَ أنّي وحيدْ
يمرُّ عليَّ، وما منْ وليدْ
يخالجُ صدري هبوبُ الفناءْ
ويطفو بقلبي لهيبٌ شديدْ
غدَتْ روحيَ الريحُ، مسارْ
يبعثرُ الخطوُ، و ظلًّا بليدْ
وقلبي تفطَّرَ عناء الفراقْ
وضاقَ بنارِ الأسى والوعيدْ
رحلتِ، وفي كفّكِ الشمسُ نامتْ
وفي مقلتيكِ انطفى الوعيد
وكانتْ يداكِ امتدادَ الحياةِ
وكانتْ عيونُكِ دفءَ القصيدْ
رحلتِ، فصارَ الوجودُ خواءً
وصوتي صدى في المدى لا يُعيدْ
أُنادِي فلا منْ صدى يستجيبُ
وتبكي السماءُ بدمعٍ فريدْ
أمرُّ على الدربِ وحدي كطيفٍ
يُسائلُ ظلّي، ويشكُو الجليدْ
أحدّقُ في مقعدٍ قد خلا
وفي كفِّ ذكرى، وفيا النشيدْ
أيا قبرَها، هل تسمعُ ندبي؟
وهل تذكرينَ اللقاءَ البعيدْ؟
أما زالَ عطركِ في التربِ يَسري؟
أما زالَ طيفُكِ صبحًا جديدْ؟
رحلتِ، ولكنَّ روحي لديكِ
فلا الموتُ يُنهي،، ووعدك الخلودْ
وإنْ غابَ وجهُكِ عنّي زمانًا
ففي القلبِ نبضُكِ حيٌّ عنيدْ
أمرُّ بأطلالِ بيتٍ حزينْ
توشَّحَ بالحزنِ صبحًا وبيدْ
هنا قدْ جلستِ تُنادينَ حلمًا
وهنا كانَ ضحكُكِ الودود
وهنا ظلُّ كفِّكِ فوقَ الجدارِ
كأنَّه ما زال كرماً فيَّا يجودْ
تمرُّ المواسمُ، و تبكي الليالي
ويسألُ عنكِ المكانُ الشريدْ
وحيدًا أسامرُ صمتَ الجراحِ
وأرثي طيوفَكِ،، فيّا تزيدْ
أيا قبرَها، هل تُراكَ تراها؟
وهل تُنبتُ التربةُ حلمَي البعيدْ؟
وهلْ تسمعينَ نداءَ الحنينِ؟
وهلْ تذكرينَ الدروبَ تُعيدْ؟
سأمضي وحزنُكِ نارٌ بصدري
سأحملُ عنكِ الأسى من جديدْ
وإنْ كانَ دربي دُجى لا يُضاءُ
فحُبُّكِ في مهجتي باقٍ عتيد
محمد عمران