الدكتور محمد الخواجا - طبيب نفسي

الدكتور محمد الخواجا - طبيب نفسي د. محمد الخواجا | طبيب نفسي
أرافقك في طريق فهم النفس، وتحريرها من الألم، لتستعيد كرامتها وتجد معناها.
🌿 عيادات "جنّتي" للطب والرفاه النفسي 🌿
معنا لحياتك معنى.

الدكتور محمد الخواجا
طبيب أمراض نفسية وادمان

البورد العربي في الطب النفسي - مستشفى الملك عبدالله المؤسس الجامعي.
الاختصاص العالي في الطب النفسي - جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
بكالوريوس طب وجراحة - جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
محاضر في كلية الطب -الجامعة العربية الأمريكية.
عضو ممتحن لدى المجلس الطبي الفلسطيني.
استشاري الطب النفسي في مستشفى المقاصد - القدس.
مستشار سابق لدى الهيئة الطبية الدولية.

العيادة في رام الله
0569808088

31/08/2025

في زمنٍ تتقاذف فيه الرياح خبرًا وظنًّا، وتضطرب فيه القلوب بين رجاءٍ وخوف، لا يثبت إلّا الذي عرف أن الدنيا ظلّ فانٍ، وأن ما عند الله أبقى وأخلد. هنالك ينطق لسانه بما قاله السحرة لفرعون:
﴿فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾.

فأيّ بأسٍ أن تُقضى حياةٌ قصيرة، إذا كان وراءها خلودٌ سرمديّ؟ وأيّ خسارةٍ أن يُنتزع الجسد من الأرض، إذا كان الروح قد أُذن لها أن تصعد إلى السماء؟

إن الخلق كلهم أمام مفترقٍ لا مهرب منه:
طريقٌ مظلمٌ يُفضي إلى الخزي والهلاك: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا﴾،
وطريقٌ مضيءٌ يورث المجد والخلود: ﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى﴾.

وأما أولئك الذين يضحكون ساعة، ويشمتون لحظة، فما أشبههم بطفلٍ يصفّق للرعد قبل أن يعلم أن وراءه عاصفة تبتلع كل شيء. نقول لهم:
﴿قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى﴾.

فدعوا الدنيا تموج كما تشاء، فوالله إنما هي ومضةٌ في ليلٍ طويل، وإنما الخلود هنالك… حيث يبتسم الشهداء، وحيث ينام الصادقون في حضن وعدٍ لا يزول.

29/08/2025

أحيانًا تظنّ أن الضربة ستكسر ظهرك، وأنك لم تعد تملك القدرة على النهوض مرة أخرى… ثم تكتشف أن الله يزرع في قلبك قوة غامضة لا تعرف مصدرها، قوة تجعل خطاك أثقل من الجبال.

(فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)

فما وهن باطنهم، ولا ضعف ظاهرهم، ولا تركوا السبيل مستسلمين خاضعين.

أولئك أحباب الله؛ الصابرون، صبرهم ينافي الوهن فقلوبهم كالجبال الراسية، وينافي الضعف فكأنهم ملوك الدنيا وأسيادها حتى وهم في قلب المصائب والبلايا، وينافي الاستكانة فهم يثابرون ولا يخمدون، أنفاسهم طويلة، شعلاتهم غير قابلة للانطفاء.

ما أقرب الفرج : (فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

22/08/2025

العقل البشري، أحيانًا، يخدع صاحبه بأجمل الحجج… يقول لك: أسرع إلى الصلاة، فهذا من المسارعة في الخيرات! لكن الحقيقة أن العجلة هنا تُفسد أكثر مما تصلح: تلهث أنفاسك، يضطرب قلبك، تزعج المصلين من حولك… وتدخل بيت الله بلا سكينة ولا وقار. ولهذا قال النبي ﷺ بوضوح: «إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة».

السكينة إذن ليست ترفًا ولا كسلًا… هي جوهر القرب من الله. فإذا كان هذا في خطواتٍ قصيرة إلى المسجد، فكيف بخطوات العمر كلّه؟

نمشي جميعًا نحو الله، خطوةً بخطوة. ولا قيمة أن نصل ركضًا بلا وعي، مثقلين بالضجيج، منهكين من السرعة…

هنا يعتبر الصبرُ تاجًا على الرأس، والتأني حارسًا للقلب، والسكينة نورًا يُضيء الطريق.

إنما تُدرك الغايات بالوقار لا بالعجلة، وبالثبات لا بالاضطراب. فالخير كلّه في خطوةٍ هادئةٍ واثقة، لا تُخطيء الطريق ولا تُفزع الرفاق. ومن صبر أدرك، ومن تأنّى نال، ومن سكن قلبه سبق.

15/08/2025

من الاستراتيجية إلى حُسن التدبير

في عالمٍ غارق في المخططات والجداول الزمنية،
تُصبح كلمة “استراتيجية” هي المفتاح السحري لكل شيء:
افتح بها مشروعًا، أو دولة، أو حتى انقلابًا صغيرًا على نفسك القديمة.

لكن هناك مشكلة صغيرة…
(حسنًا، ليست صغيرة أبدًا).
أن هذه “الاستراتيجية” قد تأخذك بعيدًا…
ليس لأنك لا تفكر، بل لأنك تفكر كثيرًا… وتنسى أن تسأل: تفكر إلى أين؟

لهذا – وسط كل هذه الخرائط المعقدة – نحن نحتاج مصطلحًا مختلفًا،
أكثر تواضعًا، أكثر عمقًا،

نحن نحتاج إلى: “حُسن التدبير”.

اسم فيه شيء من العبادة،
وشيء من التورّط الجميل في مسؤولية أن تكون عبدًا لله وأنت تفكر وتخطط وتبني.

هذا اسمٌ من لغتنا وديننا؛
مَعناه أن تُحكِم السببَ وتَحرس القلب،
أن تجمعَ بين دقة الخطة وصدق النيّة،
وأن تُقيم الحساب لا على دفتر البنك، بل على دفتر الآخرة.
ألا ترى إلى قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ}؟ فالتدبيرُ في أصله حكمةٌ إلهية، وسنّةُ تروٍّ واتّزان.

إن المصطلح في عقل الإنسان كالقيد الجميل، يُقيّده عن الانحراف، لكنه يُشعره بالأمان، فلا هو تائه، ولا هو معذّب، بل مطمئنٌ إلى أن الطريق له اسم، وأن الغاية لها رسم، وأن المنهج ليس هشيمًا يطير مع كل ريح.

حُسن التدبير ليس عبقرية تخطيط، بل أن تضع عينك على الهدف، وتضع قلبك في يدي الله، ثم تمشي… بحذر، بخشوع، بيقظة.

لأن النفس تعرف كيف تخدعك… تُقنعك أن هذا “الاستثناء” لا بأس به، أن هذه “الحيلة الصغيرة” مفيدة، أن هذه “المرحلية” عبقرية.

الاستراتيجية؟ نعم؛ نأخذُ خيرَ ما فيها من ترتيبٍ وبَصَر.
ولكننا نقول:
لا يَستوي حسابُ العقل إلا إذا وازنَه نورُ القلب، ولا يبلُغُ العملُ رُشده إلا إذا انقاد لاسمٍ يحكمه: حُسنُ التدبير.

اللهم إن الطريق طويل، والليل كثير الحِيَل…
اللهمّ ارزقنا حُسنَ التدبير، وثباتَ البوصلة، ونجاةَ القصد.

12/08/2025

قبل أن تمشي… اترك كبرياءك على الرصيف

معظم كتب السعادة تشبه إعلانات منتجات التنظيف: افعل كذا، ابتسم أكثر، اشرب ماء، مارس اليوغا… وستصبح إنسانًا متزنًا روحانيًا خلال أسبوعين.
لكن لا أحد يخبرك بالحقيقة المزعجة: قد لا تصلح أصلًا لبدء الطريق.
لأن أول خطوة فيه تتطلب منك أن تقول – في سرك – الجملة الأصعب: أنا ضائع… أنا بحاجة لأن أُعيد تشكيل نفسي.

الكِبر ليس فقط ذلك الوجه المتجهم الذي يزدري الجميع. أحيانًا يكون رجلاً مهذبًا يبتسم ويشكرك، ثم يتجاهل كل نصيحة وكأنها إعلان عن مسحوق غسيل.
هو أن تمرّ عليك آية تهز الجبال وتقول: جميل… لكن المقصود غيري.
هو أن يصفعك القدر، وتفقد أشياء كنت تعتقد أنها ثابتة، وتخرج بالنتيجة العجيبة: العالم كله على خطأ… إلا أنا.

في العيادة، أرى هذا كثيرًا… أناس أنهكتهم الحياة، لكنهم لا يأتون طلبًا للعلاج بقدر ما يأتون ليقنعوا أنفسهم – وربما يقنعوني – أنهم بخير.
يجلس أحدهم، يروي سلسلة طويلة من الخيبات والخسارات وكأنها أحداث فيلم لا تخصه، يلوم الظروف، والناس، والحظ… ويتجنب النظر إلى الجرح الحقيقي.
ليس لأنه مغرور بالضرورة، بل لأن الاعتراف بالحاجة مؤلم، وكأنك تخلع آخر درع يقيك من العالم.
لكن تلك اللحظة، حين يقول: أنا بحاجة للمساعدة، هي بالضبط اللحظة التي يبدأ عندها الضوء في الظهور… حتى لو كان خافتًا.

إنّ كل الأنبياء فعلوا ذلك:
موسى عليه السلام قال: ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي﴾ وهو الذي كلّمه الله.
إبراهيم قال: ﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا﴾ وهو أبو الأنبياء.
محمدٌ صلى الله عليه وسلم، كان يقول: “لا تكلني إلى نفسي طرفة عين”، وهو الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

أما إبليس… فقد استكبر.
وفرعون… فقد قال: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾
وقارون… قال: ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي﴾
وقوم عاد… قالوا: ﴿مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾

فإن أردت أن تبدأ الطريق، فاخلع نعليك من الكبر والعُجب،
وادخل بسكينة عبدٍ يعلم أنه ضالٌّ بلا ربه، هالكٌ بلا هدايته،
فإذا فعلت… تولّاك الله،
وإذا توكّلت… أرشدك،
وإذا انكسرت… رفعك،
وإنه يتولى الصالحين.

11/08/2025

يكذّبون العدسة، فإن لم تسكت… قتلوها

"فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ"

08/08/2025

ما نزلت آيات القصص في كتاب الله إلا لتكون دواء القلوب حين يثقل عليها السعي، وتضطرب في مسيرها العواصف، وتُرمى من كل جانبٍ بسِهام الفتنة واليأس.

قال تعالى:
{وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك}،
فليست حكايات تُروى، ولكنها منارات تُنار بها دروب المكلومين، وزادٌ يُعطى للسائرين في طريق الدعوة، يوم تضعف الأجساد ويضطرب الأمل.

وهل كان سحرة فرعون إلّا رجالًا عاديين قبل أن يمسّ قلوبهم نور الحق؟
فلما رُزقوا نور الهداية، قالوا في وجه الجبروت:
{اقض ما أنت قاض، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا}،
فما بالوا بجسدٍ يُصلب، ولا نفسٍ تُزهق، إنما كانت غايتهم ما استقرّ في القلب، وثبت عليه الفؤاد، لا ما ينال البدن من بأسٍ وعذاب.

وهؤلاء رسل الله، لما قيل لهم:
{لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم}
قالوا في يقين:
{طائركم معكم}،
أي شأننا ليس في تهديدكم، وإنما فيما أُمرنا به، نمضي له، لا نلتفت، ولا نبالي.

وصُهيب… ترك كل شيء، ماله، ومتاعه، ومكانه… فلمّا لقي النبي ﷺ، قال له:
“ربح صهيب، ربح صهيب”.

وذاك الخبّاب… أتوه بالنار، وجعلوا ظهره موضع الفحم، فذابت لحومه كما تذوب الشمعات في آخر الليل…
فأتى النبي ﷺ يشتكي، فلم يُدخله في عزاءٍ فارغ، بل ذكّره بمَن مضى:
“كان الرجل يُؤتى به فيُحفَر له في الأرض، ثم يُشقّ نصفين، لا يصده ذلك عن دينه”،
ثم قال كاشفًا سرّ الألم:
“ولكنكم قومٌ تستعجلون”.

وتأمّل موسى عليه السلام، حين قيل له:
{أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا}
فلم ينكر ما كان، ولم يَعِد بما ليس، وإنما ردّهم إلى سنّة الله التي لا تتبدّل:
{عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون}.
نعم… قد تُؤذون، ولكنها ليست النهاية… فإنما العاقبة للمتقين.

وآل ياسر… جُرّدوا من كل شيء إلا من قلوبهم، فلمّا مرّ بهم النبي ﷺ، ولم يكن يملك أن يرفع عنهم العذاب، قال جملةً لو وضعوها على نار الحديد لأطفأتها:
“صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة”.

ولما احتدمت الفتنة في زمان الإمام أحمد، وسُجن وجُلد ونُكّل به،
قيل له:
“يا أبا عبد الله، أما ترى كيف ظهر الباطل على الحق؟”
فأجاب بجوابٍ لا تقوله الشفاه، إنما يُنطقه اليقين:
“كلا… إن ظهور الباطل على الحق أن تنتقل القلوب من الهدى إلى الضلال، وقلوبنا بعدُ لازمةٌ للحق”.

نعم…
القلوب لا تزال على الطريق، وإن خذلها الناس...
تئنّ لكنها لا تنكسر…
تتوجّع لكنها لا تبيع…

وإذا ثبت القلب، وثبتت الخطى، جاء وعد رسول الله ﷺ، وعدًا لا يُخلف، ولا يُستعجل:

“والله لَيُتِمَّنَّ الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون”.

صفحة من كتاب "ما يخطر في ذهن طبيب نفسي وهو عائد إلى بيته"الذين لا يُسمح لهم بالحزن…
10/07/2025

صفحة من كتاب "ما يخطر في ذهن طبيب نفسي وهو عائد إلى بيته"

الذين لا يُسمح لهم بالحزن…

22/06/2025

في أيامنا هذه، يتسلل إلى الأذن كلامٌ غريب، نغمة ماكرة تقول بكل هدوء:
«أنت؟ من أنت أصلًا؟ أنت صفر على الشمال. صوتك بلا قيمة، وموقفك بلا أثر. استرخِ تمامًا، فأنت لست سوى ذرة غبار في زحام الكون».

وهذا كلام لطيف، ومريح إلى حدٍّ مريب.
أعترف أن فيه قدرًا من الحكمة… جميلٌ أن نعرف حدودنا، ألاّ نعيش في وهم البطولة المُطلقة، وألاّ نعتقد أننا محور الكون، أو أن العالم سيهتز لمجرد أننا غضبنا أو عبّرنا عن رأينا.

لكن المشكلة ليست هنا…
المشكلة أن هذه الفكرة اللطيفة سرعان ما تتحول إلى تبريرٍ بائس للكسل، إلى فلسفة قاتمة من عدمية أخلاقية تُريحنا من وخز الضمير.
• لماذا نقاطع بضاعةً ما؟ لن يتأثر الاقتصاد العالمي بغضبنا الساذج.
• لماذا نكتب ونغضب ونعترض؟ من يسمعنا أصلًا؟
• لماذا نهتم بما يجري حولنا؟ فلن يُغير اهتمامنا شيئًا.

وهكذا، نصبح كائنات باردة، حيّةً بيولوجيًا نعم، لكنها ميّتة من الداخل.
فقدت القدرة على تمييز الخير من الشر، والحق من الباطل، لا لشيء سوى لأننا اقتنعنا أن وجودنا كله بلا أثر.

لكن، هل هذا حقًا هو الهدف؟
هل يجب أن يكون كل موقف مُبرَّرًا بنتائجه؟
هل الإنسان أخلاقي فقط إن ضمن نتيجةً لأخلاقه؟

في الحقيقة، نحن نهتم لأسبابٍ أخرى تمامًا… نهتم لأننا نريد أن نحافظ على بقايانا من الداخل، نهتم لننجو بأنفسنا من الموت الروحي البطيء، نهتم لأننا لا نريد أن نتحول إلى كائناتٍ تراقب الشر من بعيد ثم تتثاءب وتُكمل حياتها بلا مبالاة.

ببساطة، نحن شهود.
الشاهد في تعريف القرآن الكريم ليس مجرد شخص حضر الموقف بالصدفة، بل هو إنسان حاضر القلب والعقل، إنسان لا يستطيع أن يتجاهل صوت الحقيقة مهما بدا ضعيفًا أو بلا جدوى.

يقول تعالى:
﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَـٰكُمْ أُمَّةًۭ وَسَطًۭا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًۭا﴾.

نحن شهود… والشاهد ليس مطالبًا بتغيير العالم، لكنه مطالبٌ بألا يترك العالم يغيّره .. أن يبقى ثابتًا على الطريق … مهما طال الطريق، ومهما كَثُر الساقطون.

18/06/2025

إدمان… لكن من نوعٍ آخر

نحب أن نظن أن الإدمان حكرٌ على من يحملون حقنة في جيبهم أو علبة سجائر في معطفهم.
لكن الحقيقة أن الإدمان قد يرتدي ثوبًا أنيقًا، ويجلس في مجلس العائلة، ويتكلم بلسانٍ عربيٍّ فصيح.

الإدمان هو أن تهرب من ألمك، لكن دون أن تحاول فهمه.
أن تبحث عن مسكّن فوري، لا علاج دائم.
وأسهل الطرق… أن تفتح فمك وتشكو .. دائمًا .. بلا توقّف.

نحن في عصرٍ أدمن فيه الناس الولولة.
كل مصيبة تُقابل بجوقةٍ من العويل:
"ضاع العرب!"
"انتهينا!"
"انظر إليهم في الكازيات… يشترون الشيبس!"
كأنك كلما قلت جملةً أكثر تشاؤمًا، أصبحت أكثر وطنية وعمقًا!

لكن هناك مشكلة صغيرة…
هذا النوع من الإدمان يمنعك من التفكير،
ويمنعك من رؤية أيّ حل،
ويعطيك ميدالية شرف على البكاء بدلًا من المحاولة.

النتيجة؟
لدينا عقول، لكنّها مشغولة بالندب.
لدينا حلول، لكنها مدفونة تحت أنقاض التغريدات الكئيبة.

وقد قال النبي ﷺ – وهو لا يتكلم من فراغ –
"إذا قال الرجل: هلك الناس، فهو أهلكُهم"
أي: هو السبب في هلاكهم، أو هو أشدهم هلاكًا…
لأنه أغلق باب الأمل، ووأد في الناس بقايا القوة.

ما الحل؟
اصمت.
نعم… فقط اصمت قليلاً.
دع الضجيج يهدأ .. دع تفكيرك يعمل .. دع العقل يلتقط أنفاسه… ويستوعب بعضا من الحلول الموجودة.

12/06/2025

هم لا يريدون قتلك… بل يريدون أن تنسى كيف تكون حيًّا.

في هذه الحرب، لا يسيل الدم فقط من الجراح.
أحيانًا يسيل من العقل… من القلب… من القدرة على الحلم.

لا شيء يُخيفهم أكثر من إنسانٍ ما زال يرى، رغم الدخان.
إنسانٍ ما زال يشعر، رغم محاولات التخدير الجماعي.

يريدون أن تستهلك كل طاقتك في الردّ على الكارثة،
أن تمضي اليوم في البكاء، والغد في الغضب، وما بعده في جلد الذات…
حتى تُدرك فجأة أنك نسيت لِمَ كنت تقاوم أصلًا.

يريدونك هشًّا، متوتّرًا، تظنّ أن الصراخ هو أعلى أشكال الحياة.
يريدونك مُنهكًا…
حتى في لحظة سكونك، لا يكون لديك ما تحمله سوى التعب.

لا يريدون جسدك فقط، بل ذهنك.
لا يريدون موتك… بل انطفاءك.

صراع الإرادات لا يحدث على الجبهات فقط،
بل في الداخل… حيث يختار الإنسان أن يكون شيئًا آخر غير ما يُراد له.

أن يظلّ يُفكّر… حتى لو كانت الضوضاء تصرخ فيه.
أن يحلم… حتى لو سخروا من الحلم.
أن يُواصل… حتى لو بدا الطريق بلا نهاية.

ابقَ إنسانًا… لا كما يُريدونك، بل كما تعرف نفسك حين تغمض عينيك ليلًا... حرًّا في اختيارك للمشاعر، للأفكار، للأمل…
لأنك حين تنهزم من الداخل، تنكسر كل الجبهات الأخرى دون طلقة واحدة.

Address

Alirsal Street
Ramallah
71935

Opening Hours

Monday 10:00 - 17:00
Tuesday 10:00 - 13:00
Wednesday 10:00 - 17:00
Thursday 10:00 - 12:00
Saturday 10:00 - 17:00

Telephone

+970569808088

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when الدكتور محمد الخواجا - طبيب نفسي posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Practice

Send a message to الدكتور محمد الخواجا - طبيب نفسي:

Share

Share on Facebook Share on Twitter Share on LinkedIn
Share on Pinterest Share on Reddit Share via Email
Share on WhatsApp Share on Instagram Share on Telegram

Our Story

في هذه الصفحه نسعى لفهم الانسان .. وسبر أغوار النفس ... نشبع شغفاً كبيراً في معرفة كيفية عمل العقل, والدوافع والحاجات الانسانية والسلوك البشري. لنعين الانسان في تحقيق ذاته وأن يكون موجوداً فعلاً ..منتجاً .. حراً .. سعيداً .. راضياً .. واثقاً بالله .. متصلاً بالناس.. الدكتور محمد الخواجا طبيب أمراض نفسية وادمان البورد العربي في الطب النفسي - مستشفى الملك عبدالله الجامعي الاختصاص العالي في الطب النفسي - جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية. بكالوريوس طب وجراحة - جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية. مستشار سابق لدى الهيئة الطبية الدولية. استشاري الطب النفسي في مستشفى المقاصد.