30/09/2025
🎈 نوبات الهلع: حين يتحوّل الأدرينالين إلى سيفٍ على الجسد
تُعتبر نوبات الهلع (Panic Attacks) من أبرز الاضطرابات النفسية التي يواجهها الإنسان في عصرنا الحديث. هي لحظات مفاجئة، يسيطر فيها الخوف والارتباك على الجسد والعقل معًا، دون وجود خطر حقيقي يبرر كل هذا الطوفان من الأعراض.
❤️ ما هي نوبة الهلع؟
نوبة الهلع هي اندفاع مفاجئ لشعورٍ شديد بالخوف أو الرعب، يترافق مع أعراض جسدية تشبه أعراض النوبات القلبية أو الاختناق. غالبًا تستمر دقائق معدودة، لكنها تُترك أثرًا نفسيًا عميقًا يجعل المصاب في حالة ترقّب دائم لتكرارها.
❤️ الأسباب العلمية
1. الهرمونات والجهاز العصبي:
• إفراز مفاجئ لـ الأدرينالين (Adrenaline)، المعروف بهرمون الخوف والطوارئ.
• ارتفاع النورأدرينالين الذي يزيد من اليقظة والتوتر.
• خلل في تنظيم الكورتيزول، هرمون التوتر المزمن.
• اضطرابات في الناقل العصبي السيروتونين المرتبط بالاستقرار النفسي.
2. العوامل الوراثية:
وجود تاريخ عائلي للقلق يزيد من احتمالية الإصابة.
3. العوامل البيئية والنفسية:
• الضغوط اليومية.
• الصدمات العاطفية.
• أسلوب التفكير الكارثي (تضخيم أي عرض جسدي بسيط وتحويله إلى كارثة صحية).
❤️ الأعراض
• تسارع نبض القلب وخفقان شديد.
• ضيق في التنفس وشعور بالاختناق.
• تعرّق مفرط ورعشة.
• دوخة أو شعور بفقدان التوازن.
• خوف عارم من الموت أو فقدان السيطرة.
هذه الأعراض ليست خطيرة بحد ذاتها، لكنها تُشعر المريض وكأن النهاية قريبة.
❤️ متى يُفرَز الأدرينالين بشكل طبيعي؟
• عند الخوف المفاجئ أو مواجهة خطر.
• أثناء الغضب أو الانفعال.
• خلال ممارسة الرياضة العنيفة.
• عند الشعور بالإثارة أو الحماس.
• في حالات الألم أو الإصابات.
إذن، الأدرينالين ليس عدوًا، بل آلية دفاعية طبيعية. لكنه يصبح مرهقًا حين يُفرَز بلا سبب واقعي، كما يحدث في نوبات الهلع.
❤️ العلاج
1. العلاج النفسي:
• العلاج السلوكي المعرفي (CBT): الأكثر فعالية، حيث يساعد المريض على فهم أفكاره وتصحيح استجاباته للأعراض.
• التدريب على التعرّض التدريجي للمواقف المثيرة للقلق.
2. العلاج الدوائي (بإشراف الطبيب):
• مضادات الاكتئاب (SSRIs مثل السيرترالين).
• أدوية مهدئة قصيرة المدى (البنزوديازيبين) لكن بحذر لتفادي الإدمان.
3. التقنيات المساندة:
• تمارين التنفس العميق.
• الرياضة المنتظمة.
• النوم الكافي وتنظيم الروتين.
• تقليل الكافيين والمنبهات.
⸻
❤️ الخلاصة
نوبات الهلع ليست دليل ضعف ولا علامة جنون، بل هي استجابة بيولوجية خاطئة من جسدٍ يظن أن الخطر قادم.
الفهم والوعي بالعوامل البيولوجية والنفسية، مع العلاج المناسب، كفيل بتحويل هذه النوبات من سيفٍ مسلط على الحياة إلى تجربةٍ يمكن تجاوزها والتعافي منها.
#الأدرينالين #الكورتيزول #القلق