25/09/2025
السلامة في مواجهة العنف داخل المدارس
تُعتبر المدرسة بيتًا ثانيًا للتلميذ، ومكانًا يفترض أن يسوده الأمان والاحترام. لكن مع تزايد حوادث العنف المدرسي – سواء كان لفظيًا أو جسديًا أو نفسيًا – أصبح من الضروري وضع استراتيجيات شاملة لحماية التلاميذ والمعلمين وضمان بيئة تعليمية صحية.
أنواع العنف في المدارس:
1- العنف الجسدي: مثل الضرب، الدفع، أو استخدام أدوات لإيذاء الآخرين.
2- العنف اللفظي: الشتائم، التنمر بالكلمات، والسخرية.
3- العنف النفسي: العزلة، التمييز، نشر الشائعات، والتقليل من قيمة الآخر.
4- العنف الإلكتروني: التنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الرسائل الإلكترونية.
أسباب العنف المدرسي:
ضعف الرقابة والتوجيه داخل المدرسة.
ضغوط أسرية أو مشكلات اجتماعية.
غياب أنشطة بديلة تشغل التلاميذ وتوجه طاقتهم.
تأثر التلاميذ بسلوكيات سلبية من الإعلام أو المحيط الخارجي.
إجراءات وقائية للحد من العنف:
التوعية المستمرة: عقد ورش عمل ومحاضرات لزيادة وعي التلاميذ بمخاطر العنف وأهمية التسامح.
برامج الإرشاد النفسي: توفير دعم نفسي للتلاميذ الذين يعانون من ضغوط أو يظهر عليهم سلوك عدواني.
تفعيل الأنشطة المدرسية: الرياضة، الفنون، والعمل الجماعي كوسائل بديلة لتفريغ الطاقة.
مراقبة السلوكيات: وضع نظام واضح للإبلاغ عن حوادث العنف بسرية وأمان.
دور الأسرة: تعزيز الحوار الأسري ومتابعة سلوك الأبناء في المدرسة.
المعايير الدولية للسلامة في مواجهة العنف المدرسي:
اتفاقية حقوق الطفل (الأمم المتحدة): تنص على حق الطفل في التعلم في بيئة آمنة خالية من العنف.
منظمة اليونسكو: تدعو إلى إدماج التربية على قيم التسامح والمواطنة في المناهج.
منظمة الصحة العالمية: تؤكد على أهمية التدخل المبكر لدعم الصحة النفسية للتلميذ .
إنشاء سياسة “المدرسة الآمنة:”
Code of Conduct
وضع معايير سلوك معتمدة من وزارة التربية تُلزم التلاميذ والمعلمين بإجراءات ضد العنف، مع آليات عقوبات تربوية تدريجية (تحذير – استدعاء ولي أمر – تحويل للاستشارة النفسية).
التدخل المبكر:
تدريب المعلمين على مؤشرات السلوك العدواني المبكر (مثل العزلة المفاجئة، السخرية المستمرة، الرسومات العنيفة).
اعتماد برامج “الزميل المراقب” حيث يتم تدريب تلاميذ مميزين على رصد ومساعدة زملائهم.
إدارة الأزمات المدرسية:
إدخال خطة استجابة سريعة لحوادث العنف الكبيرة (مثل المشاجرات الجماعية) تشمل: عزل التلاميذ، الاتصال الفوري بالأهل، إشراك المستشار النفسي، والتواصل مع الجهات الأمنية عند الضرورة.
إن مكافحة العنف داخل المدارس مسؤولية مشتركة بين المعلمين، الإدارة، الأسرة، والمجتمع. بناء بيئة مدرسية آمنة لا يقتصر على وضع القوانين فقط، بل يتطلب غرس قيم الاحترام، الحوار، والتعاون بين الجميع. فمدرسة بلا عنف تعني جيلًا أكثر وعيًا، إنتاجية، وسلامًا.