
25/08/2025
إن كثيرًا من الآباء يخلطون بين الحزم المطلوب شرعًا وتربويًا، وبين القسوة التي تُضعف الشخصية وتُفسد العلاقة.
الحزم لا يعني رفع الصوت، ولا فرض الرأي بالقوة، ولا فرض الطاعة العمياء. الحزم هو أن يكون للأب موقف واضح، وتوقعات ثابتة، وقواعد لا تُخترق، لكن مع قلب مفتوح، وأذن صاغية، وعقل يزن الأمور.
أما السلطوية، فهي تقوم على فكرة "أنا الأب ويجب أن تُطاع أو تُعاقب". وتكون النتيجة: أبناء خائفون، متوترون، فاقدو الثقة، يتظاهرون بالطاعة ويتربصون بالفرصة للتمرد.
وقد دلّت الدراسات التربوية الحديثة أن الأطفال الذين يتربون في بيئة يسودها الحزم الرحيم، ينمون بثقة أكبر، ويكون لديهم ضمير داخلي أقوى، وقدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية.
ولمن يسأل: كيف أكون حازمًا دون أن أكون قاسيًا؟ نقول له: ضع قاعدة واضحة، وقلها بهدوء، وكن أنت أول من يلتزم بها، ثم راقب النتائج. فالأب المربي لا يحتاج أن يُرعب ليُطاع، بل أن يُحترم ليُتّبع.