
09/05/2025
في ركن هادئ من عيادة الطب الصيني، تتصاعد رائحة لطيفة من عشبة الأرتميسيا المحترقة بلطف فوق جسد المريض، كخيط رفيع من الدفء والشفاء. هذه هي "الموكسا"، ذلك العلاج القديم الذي يحمل في حرقه البطيء أسرارًا من الراحة والتوازن. تُسخّن النقطة بدقة، فيتدفق الدفء إلى أعماق الجسد، كأنه نسمة حياة تذوب التوتر العالق في العضلات، وتنشط مسارات الطاقة الراكدة. يشعر المريض بموجة من الاسترخاء تغمره، بينما تبدأ الآلام المزمنة في التلاشي رويدًا رويدًا، وكأن النار الصغيرة تلك تذيب معها سنوات من التعب. تُحسّن الدورة الدموية، تُعيد الحيوية إلى الأعضاء المتعبة، وتُشعل في الجسم قدرته المنسية على الشفاء الذاتي. حتى أن رائحتها الأرضية وحدها كفيلة بتهدئة النفس، كأنها تذكّرنا بأن العلاج قد يكون بسيطًا كعشبة محترقة، وحكيمًا كالطبيعة نفسها.
🖋️رامي بن كاهنة #الموكسا