08/06/2025
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=687415494055297&id=100083605560895&mibextid=Nif5oz
في وداع عملاق الطب النفسي للأطفال: الدكتور وحيد قوبعة... الإنسان الذي فهم صمت الأطفال
في إطار مشروعنا لتوثيق عمالقة الطب التونسي، لم نكن نتصور أن تكون هذه المحطة وداعًا قبل أن تكون تكريمًا. اليوم، نكتب عن طبيب لم يكن كغيره، بل كان سندًا لعائلات، وأملًا لأطفالٍ عجز عن فهمهم كثيرون. نكتب عن الفقيد الدكتور وحيد قوبعة، الطبيب المختص في الطب النفسي للأطفال والتوحد، الذي ودّعنا يوم 24 جانفي، تاركًا وراءه إرثًا علميًا وإنسانيًا عظيمًا.
طبيب من طراز نادر
لم يكن الدكتور قوبعة مجرد طبيب يقدّم وصفات طبية، بل كان يُصغي لِما لا يُقال، ويفكّ شيفرات صمت الأطفال، ويُترجم آلامهم إلى تشخيص، ثم إلى علاج، ثم إلى رجاء. لعقود، شكّل علامة فارقة في تونس في مجال التعامل مع:
اضطرابات طيف التوحّد.
القلق والانطواء عند الأطفال.
صعوبات النطق والتواصل.
الاضطرابات السلوكية.
وكان يؤمن بأن الطفل المصاب ليس "مشكلة"، بل هو كائن حساس يحتاج إلى لغة مختلفة، وإلى من يفهمه لا من يحكم عليه.
سمعة تجاوزت الحدود
عرفه أهل تونس، لكن أيضًا وفد إليه المرضى من ليبيا والجزائر وحتى من أوروبا، باحثين عن علمه، وعن تلك اللمسة الإنسانية التي لا تُشترى ولا تُدرّس. كان من القلائل الذين لم تهمّه الأضواء، بل ظلّ يشتغل في صمت، يداوي ويواسي ويمنح الأمل.
رحل الجسد، وبقي الأثر
رحل الدكتور وحيد قوبعة، لكن صدى صوته لا يزال في غرف العلاج، وابتسامته التي طمأنت الاف الأطفال لا تزال محفورة في الذاكرة.
تكريمنا له اليوم ليس مجرّد مقال، بل وعد بأن نُحيي ذكرى كل من خدم هذا الوطن بعلمه وضميره، فمثل هؤلاء لا يموتون.
ونقول للعالم: نحن نملك رجالًا ونساءً، حين يُذكر الطب يُذكرون.
بقلم (رانية المسعودي)