10/14/2025
رقم (710)
*"لأنك مش لحالك… كلمة بتطمن وقلب بيرتاح"*
✍️ *د. أحمد عليان عيد*
**أخصائي واستشاري الصحة النفسية - غزة**
العنوان:
كيف نرجع نثق بالواقع بعد الحرب؟
بعد كل اللي مرّينا فيه… من خوف ونزوح وفقدان،
صار الشعور بعدم الأمان طبيعي جداً.
بنستيقظ على أخبار غير واضحة، وبننام وإحنا مش عارفين شو جاي بكرة.
الثقة بالحياة اتكسرت شوي شوي…
بس حتى بعد أصعب التجارب، الحياة بتستحق نعيد بناءها.
ليش فقدنا الثقة؟
لأن الحرب أخذت منا أشياء غالية:
البيت، الذكريات، الأمان، الناس الي بنحبهم، وحتى الإحساس بالسيطرة على المستقبل.
العقل بصير يتوقع الأسوأ، والجسم بيعيش على أعصابه طول الوقت.
بس تذكّر، هالآلية الدفاعية هدفها تحميك، مش تعذّبك.
والتعافي بيبدأ لما نحكي لأنفسنا: "أنا بخاف… بس رح أكمّل."
كيف أقدر أرجّع ثقتي بالحياة؟
1. ابدأ بخطوات صغيرة:
روتين بسيط، ترتيب مكانك، تزرع أي شيء حتى لو فلفل، أو تحكي مع شخص بتحبه.
العقل بيربط هاللحظات الصغيرة بالإحساس بالأمان.
2. قلّل التوقعات السوداوية:
لما يجيك تفكير "القادم أسوأ"،
بدّله بـ "يمكن في صعوبة، بس كمان في أمل."
هاي إعادة برمجة معرفية، بتخفف التوتر تدريجياً.
3. استرجع لحظات السلام:
لو حتى لحظات بسيطة وسط الفوضى،
مثل ضحكة طفل، أو وقت صلاة هادي…
ركّز عليها، لأن المخ بيتعلّم يسترجعها وقت الخوف.
4. قرّب من الله بدون شروط:
مش لازم تكون قوي لتقترب… روح بضعفك،
واحكي له كل وجعك، لأن الطمأنينة الحقيقية بيقينك وتوكلك على الله.
5. ذكّر نفسك:
الثقة ما بترجع فجأة، لكنها تكبر كل يوم شوي.
كل مرة بتقوم بعد وجع، بتصير أقوى من قبل.
رسالة إلك:
يمكن الدنيا حوالينا لسه مش ثابتة،
بس جواك في نقطة أمان اسمها الإيمان.
هي اللي بتخليك توقف رغم التعب، وتكمل رغم الألم.
صدقني، الأيام الصعبة ما بتقتل الحياة… هي بتعلّمنا نعيشها بوعي أعمق.
وما زال في أمل، لأنك لسه موجود… ولسه بتحاول وقادر تعمل كل شيء.
*دمتم بخير ودفء نفسي دائم*
#د.أحمد_عليان_عيد