
08/27/2025
"تشوه السرد الجمعي: حين تصبح القصة جرحًا"
Yasser Moalla
المجتمعات، مثل الأفراد، تبني قصصًا عن نفسها لتفهم هويتها، ماضيها، ومستقبلها. هذه القصص المشتركة – أو ما نسميه السرد الجمعي – تمنح الشعور بالانتماء والمعنى ويحكي قصة الجماعة
عن نفسها.
لكن في لحظات الانقسام والعنف، يتشظّى هذا السرد، ويُعاد تشكيله وفق خطوط الانتماء الطائفي أو العرقي أو السياسي. يصبح الماضي ساحة معركة أخرى، يُعاد فيها انتقاء الوقائع، تضخيم بعضها وإنكار بعضها الآخر، بما يخدم استمرارية الصراع أو تبرير العنف.
بهذا يصبح السرد الجمعي نفسه مصدرًا لإعادة إنتاج الصدمة، لا لتجاوزها.
كيف التعامل مع هذا التشوه نفسيًا؟
1. الوعي بالسرد
إدراك أن ما نعيشه ليس حقيقة مطلقة، بل رواية اجتماعية جُرحت بفعل الصدمات.
2. إعادة فتح مساحة للسرد البديل
من خلال العلاج السردي والجلسات الجماعية يمكن إعادة صياغة القصة، بحيث تشمل الشجاعة والتضامن، لا الألم فقط.
3. دمج روايات متعددة
كل جماعة تحمل قصة خاصة، لكن الإصغاء المتبادل يتيح نسج قصة أوسع وأكثر شمولًا.
4. تحويل القصة من جرح إلى معنى
الهدف ليس إنكار الألم، بل منحه معنى يعيد الأمل والكرامة، بدلًا من أن يبقى وقودًا للكراهية.
فاستعادة السرد الجمعي لا تعني محو التباينات، بل تعني خلق أرضية مشتركة تسمح بالتعايش، حيث يُسمح للألم أن يُروى، وللخوف أن يُفهم، وللأصوات أن تُسمَع، من دون أن تتحول الذاكرة إلى سلاح جديد..
#صدمة #نفسية #علمالنفس #صحةنفسية #سوريا