04/07/2024
أشجان الفتى العاشـق
من صباحيةِ الحُـلمِ ،
طيفُكِ في القلبِ ، أوتــار عشـقٍ ،
تراتيـل حُبٍ ،
وتـرنـيمةً من رجــاءْ .
أهيمُ بأنغـامـها ،
أتفحصُ أقــمار عينيكِ ،
أجــمع أزهـارها ،
أتأملُ - في حدقاتكِ - رقرقة الماء ،
والأنجُــمَ الراقصاتْ .
ولُـوعٌ بها ، وفخـورٌ بحـبِّي ،
سـعيدٌ بألفاظكِ المُزهراتْ .
غَنيٌ بوادي النـخيلِ ،
الذي عشـتُ أزرعـهُ ،
وأُربّـيهِ ،حتى تـنـزَّتْ جــراحي ،
وحتى اعتنقتُ الحنــين .
كان وجهُكِ ذاكــرتي .
كان صوتك ، فاتحة الشـوقِ ،
إشــراقة الأمــل المتبسِّمِ ،
إيماءة الهـدفِ الحُـرّ ،
أنشــودة الأنبلاج القريبْ .
رفعتُ بجفنيك أغنيتي ،
وسـكنْتُ بأهدابك الوارفات ،
عِشـتُ أغنية البُنّ ، أمسـية الكرمِ ،
معـزوفة الألـقِ اليمنـيِّ الحبيبْ .
رجعتُ إليـكِ بقــلبي .
بأجنحـة الشوقِ ،
أحـملُ خارطـة الفنّ ،
أدخلُ في شـعركِ المتمـوجْ ،
أصعـدُ من خُصُـلاتكِ ،
ألثمُ وجه التـلاقي،
. . فقالوا هنا ..
عنـد باب المدينة ،
ينتظر العاشقون القُدامَى .
هُنـــا . . . ،
عند أقـدام غـمدان .. ينتظر الغـربـاء .
الأمــيرةُ ألغتْ مراسـيمها ،
الحبيبة أنكرتِ العَهْد ، مزقتِ الحُلم ،
ماتت بأعماقها الذكريات.
كيف....؟
وهيَ التي لم تزل تتخلّل نبضكَ,
وهي َالتي لم تزل تتدلّلُ بين شغافكِ,
تأوي بحضنكِ , تُصغي لِهَمْسكَ،
ترنو إليكَ بأهدابها المثقلاتْ.
اللقـاءُ بعــيدٌ ..
كبعـْـدِ الحقيقةِ .
قالت جراحي ، ..
كأنْ لـمْ تكُن تعرف الشـوقَ ،
بطـوي عذاب التوقُّعِ ،
يفــرشُ في دربـِكَ الاشـتعالْ ،
كيف تـدْخُـلُ ؟
لا في يديك رجالٌ ، ولا خلف ظهرك مالٌ ،
ولا أنتَ مِمَّن يهـزُّ النِّصــالْ .
ذاكَ بابُ الغـنيمةِ ، .. بابُ اقتحام الموائدْ،
ذاك بابُ الذّئـابْ .
ذاك باب الكلام المخلَّقِ من شـجر القات .
ذاك بابُ القصيدةِ .. لكنهُ مُوْصـدٌ ،
ذاك باب الرَّحـيلْ !
كلُّ المداخــل ملعُونةٌ ،
أين بابُ التســكُّعُ .. ؟
صنعاءُ..يا ألمِي،
يا اشتياقي المَريــرْ.
صنعـاءُ يا أملي.
يا عنائي الكبير.
أين أنصبُ ذاتي .. ؟
وأين أُقــيم صـلاتي ، .. ؟
ومحـرابكِ اليومَ يرتـادُهُ المجرمون.
( متى يظهر الأنبياء بواديك ؟ )
كيف ألقاكِ محروقةً ،
في ثيابِ الزّفافِ ، الذي دام خمسون عاماً،
تغوصـينَ في حلَقاتِ التَّناثُر .
هل كان وجهُكِ من يتناثر ؟
أم كان قـلبي .. بأصقاعهِ الهاربات ؟
وسماسـرةُ الأرضِ ،
كيف اسـتعانوا علينا ؟
متى ينتهي دَوْرُهم ..؟
هـل تجاوزتِ مسـألَةَ الحُلمِ ؟
كيف تخطَّيْتِ أهدافكِ المورقات ؟
من تُرابِ الحـرائق ،
ربَّيْتُ أزهارك العاشقات .
من رمـال التناسي ،
صنعتُ لكِ الوجهَ ، طلقاً جديداً ،
تدلّيتُ من ضـوءِ عينيكِ ،
من شُـرفاتِ البيوتِ العتيقة ،
سـافَرْتُ فوقَ خِضابِ الحواشي ،
تشـرّبتُ ماضيكِ ،
صمَّمتُ إشراقة الغدِ ،
إطلالةَ الثَّمرات .
نَسجتُ لكِ الحُلمَ ،
عِشتُكِ رؤيا مكاشفةٍ ،
وعَزَفْـتُكِ لحناً ،
على شَفَةِ السنوات .
من سُلالةِ قومي وأحلامهم ،
من مدائنِ عِشْقِي ،
تعاليتِ ، نِلْتِ ، كَبُرتِ ،
ومن شوقِ أحفادهم ،
جآءَ حُبي إليكِ ، استفاقَ هُيامي ،
وَضَعْتِ على كَتِفِي قَدَماً ،
وبدأتٍ الصُّعود .
صنعاءُ … حاضرتي ،
أبُّ . ، حاضنتي ،
تتخبَّطُ في الطـِّـين ،
تصـرُخُ من عطشِ الماء ،
هـا أنذا أتوزَّعُ بينكما ظماءً ، أتبخّرُ ،
هـل تَدَعِي كلماتي ،
تصــافحُ غمـدان ،
تزرعُ أغنـيةً فوقَ أطلالهِ ؟
من يـدلُّ على محنتي وانكساري ؟
من يـردِّدُ صوتي ، إذا ماتَ شِعري ،
إذا انطفأتْ قَسَـماتي ،
أنتِ لي ..
أنتِ لا زلتِ لِي ، وطنَ القلْبِ ،
يا وجْنةَ الأملِ المتفتّحِ، يا بـلدي ،
يا عروسَ السـعيدةِ ، يا زُخْرُفَ المجـدِ،
شـوقِي، بحــارٌ ،
وحُـزنِـي، قِـفارٌ ،
أناديـكِ مهما تعاليتِ ،
مهـما بخِلْتِ ،
أنـاجيكِ، ما ارتعَشَتْ شَـفتي ،
وأغّنِّيكِ، ما انتفضتْ خلجاتي .
لم أزلْ أتصنَّتُ زقـزقةَ الماءِ ،
في غَيْـلِكِ المتشـرِّدِ ،
عـودةَ وضّـاح . . .
ممتطياً ،وترَ العِشـقِ ، مُرتجزاً نغماتي .
لم أزلْ أتعشَّمُ ،فوق رحابكِ،
أن يـنْتَشِي نُقُمٌ ،
أنَّ غمدان … ،
سـوف تشنِّفُ أسماعهُ ،
كـلماتــي
إب د.عبد الكريم الشويطر
18/2/